لافتة على الشاطئ تثير جدلا واسعا بالمغرب.. حق في الخصوصية أم إرهاب؟
أثارت لافتة على أحد الشواطئ المغربية جدلا كبيرا، لتضمنها عبارات تمنع النساء من السباحة يوم الجمعة، وتخصص أوقاتا الرجال لنزول البحر.
والتقطت صورة اللافتة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي من شاطئ "حامة الشعابي" في مدينة الدريوش شمال المملكة المغربية.
وظهر في اللافتة عبارة تفيد بتخصيص الفترة الصباحية من الثامنة صباحا إلى الثانية ظهرًا للنساء، أما الرجال فمن الثانية ظهرًا إلى الثامنة والنصف مساء.
من جهتها، أبلغت الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والإرهاب في المغرب وزير الداخلية، عبدالواحد لفتيت، والجهات المعنية في مدينة الدريوش للتحرك وكشف ملابسات الواقعة.
لافتة الشاطئ في المغرب.. "إبداع إرهابي رهيب"
وبحسب صحيفة "أغادير 24"، اعتبرت جبهة مناهضة التطرف والإرهاب تثبيت اللافتة “عملا يدخل في أجندة الإسلام السياسي، وإرهابا مجرما ينشر الكراهية والتمييز في الفضاء العام ويحرض على الإرهاب".
وعبرت الجبهة عن "قلقها الشديد بخصوص ما نشر عبر الصحافة ووسائل التواصل، وهو أحد أشكال الممارسات الإرهابية المتطرفة المضمنة في لافتة وضعت بشاطئ حمام الشعابي، وتضمنت كلاما متطرفا".
ورأت الجبهة أن "هذا الأسلوب يهدف إلى تفريق أفراد الأسرة الواحدة بين الزوج وزوجته والأب وابنته، وهذا عمل غير مسبوق في مجال الإبداع الإرهابي الرهيب".
"رسالة كيدية وصياغة هوليوودية"
من جهتها، عبَّرت العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان في إقليمي الناظور والدرويش، عن استيائها مما سمته "الرسالة الكيدية" للجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والإرهاب، بشأن لافتة تنظيم الوقت في شاطئ حامة الشعابي.
وقالت العصبة الحقوقية، في بيان نشرته صحيفة "هسبريس" المحلية، إن "الحامة عبارة عن مسبح صغير يصل عمقه إلى 60 سنتيمترا، لا تتعدى مساحتها 10 أمتار، وتتدفق إليه المياه الساخنة من أعماق الجبل، ويأتي إليه الناس من مختلف المناطق قصد العلاج من الأمراض الجلدية وأمراض المفاصل".
وأضافت: "الرسالة الكيدية حملت في طياتها الكثير من المغالطات والأراجيف والصياغة الهوليودية لأفلام القاعدة والدواعش، حيث اعتبرت لافتة تنظيم الولوج إلى الحامة (عملا إرهابيا ينشر الكراهية والتمييز، وعملا متطرفا، وحلول جهة غريبة مدمرة مكان السلطات، وعملا إرهابيا رهيبا، وتطبيعا مع التطرف)".
وعبَّرت العصبة الحقوقية عن شجبها للأسلوب الذي كتبت به الرسالة وما تضمنته من "نعوت وتهم لأبناء منطقة يحاولون المساهمة في تنمية منطقتهم وتشجيع السياحة العلاجية بها"، ودعت العصبة اللجنة إلى سحب رسالتها و"الاعتذار لأهل المنطقة وساكنيها واحترام خصوصياتهم وتقاليدهم التي لم تؤذ يوما أحدًا".
ولفتت العصبة الحقوقية إلى أنها تواصلت مع جمعيات المنطقة وسكانها الذين أكدوا أن اللافتة "لا علاقة لها بالشاطئ، بل هي تقليد وعرف متوارث منذ الاستقلال وبين أبناء وسكان بني اسعيد؛ لتنظيم الولوج إلى الحامة وليس للشاطئ، نظرا لوعورة المسالك المؤدية إليها، وكذا مساحتها الضيقة التي لا تتسع لأكثر من 10 أشخاص، والطابع المحافظ على التقاليد والحشمة والوقار بين أبناء المنطقة والزائرين لها".
aXA6IDE4LjExNi4yMy41OSA= جزيرة ام اند امز