هل تستمر توابع زلزال المغرب؟ خبير يجيب لـ"العين الإخبارية"
قلق واسع ينتاب مواطني المملكة المغربية، إثر الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد مساء الجمعة.
وخلف الزلزال، الذي بلغت شدته 7.2 درجة على مقياس ريختر، خسائر بشرية كبيرة وصلت حتى اللحظة إلى 820 حالة وفاة و672 إصابة، بخلاف الأضرار المادية المتمثلة في انهيار المباني السكنية وبعض المعالم الأثرية التاريخية العتيقة.
وامتد قلق المغاربة إلى مواطني الدول المجاورة للمملكة سواء كانت عربية أو أوروبية، خشية التوابع المتوقعة لهذه الهزة الأرضية القوية.
كما أثيرت بعض التساؤلات الخاصة بهذه الكارثة، التي استنفرت الجهات المعنية في المملكة باتخاذ تدابير لازمة للتعامل معها بإيواء العالقين والمتضررين.
هل المغرب دولة زلازل؟
من أبرز التساؤلات الخاصة بهذه الحادثة هو مدى صحة تصنيف المغرب كدولة تشهد وقوع الزلازل بكثرة، وهو ما نفاه الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة في مصر.
وقال الدكتور عباس شراقي، لـ"العين الإخبارية"، إن المملكة المغربية ليست دولة زلازل، موضحًا أن الهزات الأرضية تقع في أي منطقة حول العالم، لكن هناك أماكن أكثر عرضة لها، أبرزها مناطق المحيط الهادئ، والأمريكتان، وتركيا.
وأشار "شراقي" إلى أن المغرب تندرج ضمن الدول الأقل عرضة للزلازل، لكن على أراضيها لديها جبال أطلس التي تكوّنت نتيجة زلازل في العصور الجيولوجية القديمة.
وذكر أستاذ الجيولوجيا أن هذه المنطقة سالفة الذكر بها فوالق كبيرة غير نشطة، وهي عبارة عن كتل منفصلة عن بعضها البعض بفوالق تشبه الأودية بين المناطق الجبلية: "هناك كتلة في الشمال والجنوب وما بينهما فالق طوله أكبر من 300 كيلومتر، يمتد من أغادير ويمر بمراكش وممتد للشرق، وهو الفالق الذي حصل عليه الزلزال".
نوه "شراقي" بأن المسافة الزمنية بين زلزال وآخر في المغرب كبيرة جدًا: "مثلًا خلال الـ1000 سنة الأخيرة يمكن القول إن الزلازل المؤثرة لا تزيد على 20 هزة أرضية، أقواها تبلغ شدته 6 درجات على مقياس ريختر".
ويعتبر الزلزال الأخير قويًا على المملكة المغربية بحسب "شراقي"، خاصة أن شدته 7 درجات على مقياس ريختر، بخلاف وجود بعض البنايات القديمة والتاريخية، وبالتحديد في مراكش، التي تعتبر هي الأكثر تأثرًا بالهزة الكبيرة، حتى توقع من هذه المعطيات أن يتعدى عدد الضحايا حاجز الألف.
عن التوابع
كما توقع "شراقي" أستاذ الجيولوجيا أن تستمر توابع هذا الزلزال بهزات تقل شدتها عن 4 درجات على مقياس ريختر، على أن يكون تأثيرها ضعيفًا بحسب قوله.
أما عن تأثر الدول المجاورة، سواءً كانت عربية أو أوروبية، كشف أستاذ الجيولوجيا: "على بُعد حوالي 600 كم من مراكش تأثرت كل من فاس ومكناس، وشهدتا هزة أرضية خفيفة، إضافةً إلى جنوب إسبانيا على مسافة تصل لـ1000 كم عند مضيق جبل طارق،"، مستبعدًا أن يكون هناك تأثيرات كبيرة.