زلزال المغرب يهز "المدينة الحمراء".. مراكش قبلة السياح بقلب الغبار
طال تأثير زلزال المغرب مدينة مراكش، المعروفة بـ"المدينة الحمراء"، وأضر بعدد من المباني والمعالم من أسوار، ومساجد، وحدائق، وقصور.
وصنف "المعهد الوطني للجيوفيزياء" بالمملكة الزلزال الذي ضرب عددا من المناطق في المغرب بقوة 7 درجات على مقياس ريختر مساء الجمعة، بأنه الأقوى منذ أكثر من 120 عاما، وفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.
نظرة على مراكش
ومراكش بثقافتها وتاريخها الغني، تعد رابع أكبر مدينة في المغرب، ومركزا اقتصاديا رئيسيا. وتمثل إحدى الوجهات المحببة على قلوب عشاق السفر للملكة بل الشمال الأفريقي بالكامل.
لكن المدينة الحمراء استيقظت على مأساة حيث لقي مئات الأشخاص مصرعهم جراء زلزال مدمر، في حين تجهد فرق الإنقاذ للوصول إلى المناطق الأكثر تضررا.
وحُدد مركز الزلزال في جبال الأطلس الكبير، التي تبعد حوالي 72 كيلومترا (44.7 ميل) جنوب غرب مراكش. ويعتبر هذا الجزء من سلسلة جبال الأطلس من أهم معالم مدينة مراكش السياحية، وتشكل مقصدا سياحيا شهيرا حيث تتميز بهوائها الرطب والنقي بعيداً عن غبار المدينة.
كما تضررت بعض أسوار مراكش الدفاعية التاريخية التي شيدت لأول مرة في مطلع القرن الثاني عشر. وتحيط هذه الجدران الترابية الحمراء بوسط المدينة القديمة التي تغص بالمباني المشيدة بالحجر الرملي الأحمر، ما أكسب المدينة لقب "المدينة الحمراء"، بحسب "سي إن إن".
وتعتبر مدينة مراكش إمبراطورية سابقة يعود تاريخها إلى نحو ألف عام، وتكتظ بقصور تعود إلى العصور الوسطى، مثل قصر البادي الذي بُني في القرن السادس عشر، وقصر المأمونية، وهو فندق من فئة خمسة نجوم يعتبر جزءًا مهمًا في تأسيس مدينة مراكش على مدار قرن من الزمن، وقد حلّ فيه ضيوف مشهورون مثل شارلي شابلن وونستون تشرتشل. إلى قصر ناماسكار الذي يُعد من أفخر الفنادق بمراكش، ويقع على طول الطريق الممتد من مراكش إلى جبال الأطلس.
كما تتميّز المدينة الحمراء بمساجدها العريقة التاريخية، وأشهرها جامعَي الفنا وقتيبة.
ماذا عن الحدائق؟
يتلهّف السياح عادة لزيارة حديقة "ماجوريل" التي أهداها الرسام الفرنسي جاك ماجوريل لمرّاكش تضم فيلا زرقاء، غنية بالأزهار من مختلف الأنواع وممتد على مساحة 12 فدانا، والتي قام مصمم الأزياء إيف سان لوران فيما بعد بشرائها في ثمانينيات القرن الماضي، ونثر رماد رفاته بين أزهارها بعد وفاته.
الكثير من المعالم تميز هذه المدينة نذكر منها أيضًا أسواقها المزدحمة، من أبرزها "باب الخميس" الذي يعتبر أفضل سوق لعيش التجربة المغربية، حيث تباع السلع المستعملة، ويمكن للزائر الاستمتاع بالتسوق والتفاوض على الأسعار. ويشمل السوق سلعًا لا يمكن توقّعها، مثل السجاد العتيق والأبواب الأثرية.
قبل جائحة كورونا، اجتذبت المدينة القديمة قرابة ثلاثة ملايين سائح عام 2019.