خلطة سحرية.. كيف عانقت الكرة المغربية المجد؟
تعيش كرة القدم المغربية على وقع نهضة كروية رائعة، جعلت من أنديتها رقما صعبا في المسابقات القارية والإقليمية.
وشهدت النسخة الحالية من دوري أبطال أفريقيا تواجد ناديين مغربيين في الدور نصف النهائي، وهما الوداد والرجاء، كما شهدت بطولة الكونفدرالية الأفريقية مشاركة ناديين مغربيين في المربع الذهبي، وهما حسنية أكادير ونهضة بركان الذي توج في نهاية المطاف بلقب المسابقة على حساب بيراميدز المصري.
الحضور المغربي القوي على الصعيد الخارجي تجسم أيضا، في السنوات الأخيرة، من خلال فوز الوداد بنسخة عام 2017 من دوري أبطال أفريقيا، فضلا عن لقب السوبر الأفريقي لعام 2018، وكذلك تتويج الرجاء بنسخة عام 2018 من الكونفدرالية، بالإضافة لفوزه بلقب السوبر في عام 2019.
نجوم الدوري المحلي قادوا أيضا المنتخب المغربي للفوز ببطولة كأس أمم أفريقيا للمحليين في عام 2018، بعد أن تسيدوا المسابقة من بدايتها إلى نهايتها.
هذه العودة القوية لكرة القدم المغربية ما كانت لتحدث لولا توفر جملة من العوامل، وهي العوامل التي تستعرضها "العين الرياضية" عبر التقرير التالي.
بنية تحتية "أوروبية"
يشبه العديد من المتابعين البنية التحتية الرياضية التي تمتلكها كرة القدم المغربية بتلك التي نجدها غالبا في البلدان الأوروبية المتقدمة.
وبحكم سعيها لاحتضان منافسات كأس العالم، قامت الدولة المغربية في السنوات الأخيرة بإنشاء عدة ملاعب كبرى، تبلغ سعتها 45.000 متفرج، وهي ملعب أدرار بأكادير، وملعب طنجة الكبير، فضلا عن الملعب الكبير بمراكش والمركب الرياضي بفاس.
الدولة المغربية طورت أيضا ملاعب تمارين كل الأندية، بهدف مساعدتها على التركيز على الجانب الرياضي، كما قامت بإنشاء عدة أكاديميات مختصة في تكوين اللاعبين القادرين على فرض أنفسهم في المستويات العليا، على غرار أكاديمية محمد السادس التي أهدت المغرب في السنوات الأخيرة عدة نجوم، مثل حمزة منديل، اللاعب الأسبق لشالكه الألماني، ويوسف النصيري، هداف إشبيلية الإسباني.
هيكلة محترفة
من ناحية أخرى، قام الاتحاد المغربي لكرة القدم بوضع أسس هيكلة محترفة أسهمت بشكل كبير في النهوض بالمسابقات المحلية.
وقام الهيكل المشرف على كرة القدم المغربية طوال السنوات الأخيرة بجملة من المبادرات التنظيمية جعلت الدوري المغربي يخضع لجملة من المعايير، شبيهة بتلك التي يتم اعتمادها في الدوريات الأوروبية.
ومن أهم المبادرات التي قام بها الاتحاد المغربي لكرة القدم الاعتماد على تقنية الفيديو المساعد "الفار".
وبات المغرب أول بلد أفريقي يحصل على رخصة المجلس الدولي للعبة، من أجل الاعتماد على هذه التقنية في مباريات الدوري.
يذكر أن الاتحاد المغربي لكرة القدم تعاقد مع شركة "ميديا برو" الإسبانية من أجل الإشراف على تقنية الفيديو.
منافسة محتدمة
يمتاز الدوري المغربي بتقارب المستوى بين أندية الدرجة الأولى، وهو ما يجعل المنافسة محتدمة على اللقب.
وشهدت النسخة الحالية من "البطولة" تشويقا منقطع النظير، حيث أن 3 أندية كانت تتنافس على لقب الدوري حتى الجولة الأخيرة، وهي نهضة بركان والوداد والرجاء.
وأهدى النجم عبد الإله الحفيظي لقب الدوري لنادي الرجاء، بعد أن سجل هدفا حاسما في الدقيقة الأخيرة من مباراة الجيش الملكي، التي فاز بها فريقه بنتيجة 2-1، في الوقت الذي كان فيه الوداد في طريقه لخطف الدوري، بعد فوزه بالمواجهة التي جمعته بالفتح الرباطي.
المثير للانتباه أن الدوري المغربي شهد 5 أبطال مختلفين في السنوات الـ10 الأخيرة، وهم الرجاء والوداد والمغرب التطواني، فضلا عن الفتح الرباطي واتحاد طنجة، وهو أمر من النادر أن يحدث في باقي الدوريات العربية.
aXA6IDMuMTI4LjE3MS4xOTIg
جزيرة ام اند امز