تشكيل حكومة المغرب.. استئناف المفاوضات ومؤشرات لحل الأزمة
يبدو أن الأزمة السياسية التي تعاني منها الحكومة المغربية منذ أكثر من 40 يوما في طريقها للحل بعد استئناف المشاورات.
يبدو أن الأزمة السياسية التي تعاني منها الحكومة المغربية منذ أكثر من 40 يوماً في طريقها للحل.
وخلال الفترة التي كلف بها عبد الإله بن كيران، رئيس حزب العدالة والتنمية، بتشكيل الحكومة وإدارة المفاوضات مع باقي الأحزاب السياسية المغربية، مرت الساحة السياسية بالكثير من الانقسامات وتبادل الاتهامات بين قادة الحزب المتصدر للانتخابات التشريعية الماضية والتحالفات الحزبية الأخرى.
وربما وجد بن كيران أن أسلوب الشد والجذب وإلقاء التهم على قادة حزب التجمع الوطني للأحرار، والتحالف الاشتراكي، لن يكون في صالحه، خاصة وأنه اعتمد على تصدير فكرة المؤامرة التي تدار ضده من الأحزاب المعارضة، بهدف إفشاله والإضرار بمصالح المواطنين المغاربة.
وجاء تغيير الموقف من جانب العدالة والتنمية، خوفاً من استمرار الأزمة وتدخل الملك محمد السادس، ملك المغرب، ما يعني أن تغيير بن كيران رئيس الحكومة المكلف أمر محتمل، لاحتواء حالة الانقسام السياسي.
وتم استئناف مرحلة المفاوضات من جديد في نهاية الأسبوع الماضي، وأوضح مصدر من داخل العدالة والتنمية أن نتائج جلسات المشاورات مع حزبي التجمع الوطني، والاتحاد الاشتراكي، تشير إلى اقتراب حل أزمة تشكيل الحكومة المقبلة.
وذكر في تصريحات لـ صحيفة " هسبريس" المغربية أن عملية المشاورات التي بدأت الجمعة الماضية بين العدالة والتنمية والتجمع الوطني، وضعت ملامح شبه نهائية لتشكيل الحكومة، وأن الأمر متوقف على القرار النهائي للتجمع، في الوقت نفسه أبدى بن كيران إصراره على مشاركته في الحكومة، نظراً للخبرة السياسية التي يتمتع بها قادة وأعضاء الحزب، والتي وضحت خلال تواجدهم في حكومة بن كيران الماضية.
بينما أبدى حزب الحركة الشعبية اعتراضه على المفاوضات، مؤكداً أن عملية المشاورات استبعدت الحزب واهتمت بالحديث مع قادة التجمع فقط، وبذلك ينضم الحركة الشعبية بجانب حزب الأصالة والمعارضة إلى قائمة المستبعدين من تشكيل الحكومة.
وكان موقف الأصالة والمعاصرة واضحاً منذ بداية المفاوضات، حيث أعلن رفضه التام للجلوس بجانب العدالة والتنمية والمشاركة في مفاوضات تشكيل الحكومة منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على عكس حزب الحركة الشعبية الذي لجأ للغة المغازلة مع العدالة والتنمية، مستخدماً كلمات تصف إدارة بن كيران بالإدارة الحكيمة، كمحاولة للدخول في دائرة المفاوضات من جديد.
ووفقاً لموقع "اليوم 24" المغربي، فمن المتوقع أن تشمل الحكومة المقبلة أحزاب العدالة والتنمية والاستقلال والتقدم الأشتراكي، نظراً لأنهم جزء من التحالف مع بن كيران، فضلًا عن مشاركة الاتحاد الاشتراكي، وفي انتظار الموافقة النهائية لحزب التجمع الوطني، عقب عودة عزيز أخنوش، رئيس الحزب، من زيارته الرسمية مع الملك محمد السادس لإفريقيا.