سياسة
الحكومة المغربية.. ترقب لاستئناف المفاوضات من جديد
تصريحات قادة حزب العدالة والتنمية بالمغرب تشير إلى محاولات لاحتواء الأزمة السياسية الحالية.
كشفت تصريحات قادة حزب العدالة والتنمية بالمغرب، عن محاولات لاحتواء الأزمة السياسية الحالية بشأن لتشكيل الحكومة المقبلة، والتي كلف بها عبد الإله بن كيران رئيس الحزب المتصدر للانتخابات التشريعية الماضية، منذ أكثر من 40 يومًا.وبالرغم من الاتهامات المتبادلة بين الأحزاب المغربية، والتي تصدرت أغلب اللقاءات والمؤتمرات الصحفية لقادة الأحزاب، وبدأت بهجوم بن كيران على أحزاب المعارضة وتحديدًا حزب التجمع الوطني للأحرار، موجهًا اتهامه لهم بإدارة مؤامرة لإفشال الحكومة المكلف بتشكيلها، لم يخلُ مؤتمر المناخ "كوب 22 " من إظهار بن كيران حالة الخلافات القائمة بين الحزب والمعارضة، إلا أن التصريحات الصادرة من الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية اليومين الماضيين تغيرت وبدأت في اتجاه لتهدئة الموقف مع حزب التجمع.
وفي تصريحات لعدد من وسائل الإعلام المغربية، أكدت مصادر مقربة من بن كيران على رغبة رئيس الحكومة المكلف في مشاركة حزب التجمع بالحكومة، مشيدين بدور الحزب في الحكومة الماضية، خاصة وأن وزراء الحكومة السابقة عملوا بشكل احترافي مع العديد من القضايا المجتمعية بالمغرب.
وفي تصريحات نقلتها وسائل إعلام مغربية، على لسان مصادر قيادية من داخل العدالة والتنمية، ألمح البعض إلى محاولات جادة لتقارب وجهات النظر بين الأطراف السياسية المختلفة بالمغرب، بدون ذكر سبب تغير موقف العدالة والتنمية، بالرغم من تمسكه خلال الأسابيع الماضية بموقفه وشروطه من أجل استئناف جلسات المفاوضات مع الأحزاب المتحالفة مع التجمع.
وقال مصدر بالعدالة والتنمية إن "الأزمة تنتهي قريبًا لإعلان تشكيل الحكومة، بعد تقديم بن كيران رئيس الحكومة المكلف عرض باقي الأحزاب المعارضة وعلى رأسهم حزب التجمع الوطني"، متوقعًا أن استئناف المشاورات هذه المرة يصبح جادا من أجل احتواء الأمر، خاصة بعد أن مرت أسابيع طويلة دون إدارة مفاوضات مشتركة بين الأطراف.
وذكر بن كيران أن هناك لقاء مرتقبا بينه وبين عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع، بعد عودة الأخير من زيارته الرسمية مع الملك محمد السادس لإفريقيا، مشيرًا أن هناك نقاط خلاف واضحة مع التجمع، سيسعى لحلها وتقديم حلول متوازنة، ومن أبرز القضايا الخلاف حول مشاركة حزب الاستقلال في تشكيل الحكومة الائتلافية، وتباين موقف الاستقلال في الفترة الماضية بشأن المشاركة في التحالفات مع حزب التجمع منذ إقامة الانتخابات التشريعية في 7 نوفمبر/ تشرين الأول الماضية، إلى المشاركة في جلسات المفاوضات مع بن كيران، ما أدي لظهور خلاف واضح بين الاستقلال والتجمع.
وفي الوقت نفسه، طلب بن كيران في تصريحاته، من أعضاء حزب التجمع مراجعة موقفهم من الاستقلال، مؤكدًا أن وجوده في الحزب هام، وأن عملية اسناد الوزارات لن تكون محل خلاف معهم، ما يشير إلى أن بن كيران يفكر في تقديم تنازل في بعض الحقائب الوزارية لصالح المعارضة، مقابل موافقتهم على وجود الاستقلال ضمن التشكيل النهائي للحكومة.
وعلى الجانب الآخر، أثنى مصدر قيادي بحزب التجمع التجمع على تصريحات بن كيران، مؤكدًا أنها تبرز مدى صدق ووضوح موقف التجمع منذ بداية المفاوضات.
وطالب المصدر من بن كيران، بضرورة وضوح الموقف، ودراسة المقترحات التي قدمها الحزب بشأن حل الأزمة، معتبرًا أن الدخول في مشاورات بدون صورة واضحة، يؤدي إلى نفس نتيجة الجولة الأولى من المفاوضات وبقاء الوضع كما هو.
وأعلن بن كيران، أنه لن يبدأ مشاورات منفردة مع حزب الاتحاد الاشتراكي، نظرًا لتواجده في تحالف واحد مع التجمع، الأمر الذي رفضه الاتحاد، مطالبًا بفتح مفاوضات منفصلة معه بشأن تشكيل الحكومة. aXA6IDMuMTQ1LjkyLjk4IA== جزيرة ام اند امز