المؤامرة.. وسيلة "بن كيران" لتبرير أزمة تشكيل الحكومة المغربية
يواجه حزب العدالة والتنمية بالمغرب، أزمة حقيقية لعدم تمكنه من إنهاء المفاوضات بشأن تشكيل الحكومة المغربية المقبلة.
يواجه حزب العدالة والتنمية بالمغرب، أزمة حقيقية لعدم تمكنه من إنهاء المفاوضات بشأن تشكيل الحكومة المغربية المقبلة، وكلف الملك محمد السادس، ملك المغرب، عبدالإله بن كيران زعيم حزب العدالة والتنمية، بمهمة تشكيل الحكومة، بعد تصدر الحزب الانتخابات التشريعية التي أقيمت في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
واستند العدالة والتنمية خلال الأسبوعين الماضيين للترويج لفكرة المؤامرة التي تدار ضد الحزب من بقية الأحزاب المغربية المعارضة الرافضة للمفاوضات والمشاركة بشروط بن كيران، بهدف حشد وتعبئة المواطنين المغاربة ضد التحالف المنافس، وهو أسلوب يلجأ له السياسيون في حالة مواجهة أزمة حقيقية.
واعتبرت اللجنة الوطنية لحزب العدالة والتنمية أن وقف المفاوضات هي محاولات من بعض الجهات لعرقلة مسار مشاورات الحكومة، مشيرين إلى أن سبب عجز بن كيران رئيس الحكومة المكلف بتشكيل الحكومة، نظرا لتمسك الأحزاب الأخرى بمواقفها دون وجود طريق للمفاوضات، بحسب صحيفة "هسبريس" المغربية.
واستمر العدالة والتنمية في وصف مواقف الأحزاب المعارضة بـ"المؤامرة" ضد الإرادة الشعبية، وعلى الرغم من أن فشل المشاورات في جولتين بين بن كيران والأحزاب المعارضة باستثناء حزب الأصالة والمعاصرة، لكن لم يتحدث بن كيران عن اللجوء إلى الملك محمد السادس للتدخل لحل الأزمة السياسية غير مرة واحدة، ما يشير إلى أن الحزب متخوف من الترويج لسيناريوهات تكشف فشل وعجز قادة العدالة والتنمية لاحتواء الأزمة السياسية الحالية.
وفي الوقت نفسه، اعتبرت اللجنة الوطنية لحزب العدالة والتنمية السيناريوهات والتحليلات المطروحة لاحتواء الأزمة السياسية، تقود المغرب لانتكاسة حقيقية وانتهاك لإرادة الناخبين المغاربة، خاصة أن السيناريوهات المطروحة تتضمن تعيين بديل لـ بن كيران، أو إعادة الانتخابات التشريعية في حالة استمرار الفشل في تشكيل الحكومة المقبلة.
وأشارت "هسبريس" إلى أن التنظيم التابع لإخوان بن كيران دعا لضرورة احترام المؤسسات وفقا للدستور، مؤكدين أن بن كيران هو رئيس الحكومة المعين المفوض لتشكيل الحكومة.
وحاول بن كيران أن يظهر للحزب وأنصاره أنه ما زال متمسكا بالمنصب، بالرغم من فشله في إدارة المفاوضات، موضحا أنه مستمر في المهمة وإن لم يتمكن يتخلى عن المنصب، قائلًا: "سأستمر في رئاسة الحكومة، وإذا لم يكتب بلاش منها، وأننا نعمل وفقا للقانون، ولا نتصارع مع أحد على سلطة".
وفي الوقت الذي ينتقد العدالة والتنمية مواقف أحزاب التجمع الوطني، والاتحاد الدستوري، والاتحاد الاشتراكي، وتمسكهم بضرورة حل النقاط الخلافية المتعلقة بقضايا الدعم والتنمية المجتمعية، أبديى بن كيران تمسكه بوجود حزب الاستقلال بجانب العدالة والتنمية لتشكيل أغلبية في البرلمان والحكومة المقبلة، بالرغم من أن وجود الاستقلال مرفوض من أحزاب عديدة.
وردا على إصرار بن كيران لوجود الاستقلال في المشاورات، أعلن التجمع والاتحاد الدستوري رفضهما للدخول في مفاوضات جديدة بوجود الاستقلال وبالشروط نفسها التي تفرض من قبل العدالة والتنمية وأنصاره.