الحكومة المغربية.. 3 سيناريوهات محتملة لاحتواء الأزمة
أزمة تشكيل الحكومة المغربية تستمر إلى ما يقرب من شهر ونصف، وتعرض 3 سيناريوهات محتملة لاحتواء الأزمة.
تستمر أزمة تشكيل الحكومة المغربية إلى ما يقرب من شهر ونصف، منذ انتهاء الانتخابات التشريعية في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وبعد تكليف الملك محمد السادس ملك المغرب، عبد الإله بن كيران رئيس حزب العدالة والتنمية، بمهمة تشكيل الحكومة المغربية المقبلة.
وخلال فترة الشهر والنصف لم يستطع عبد الإله بن كيران طوال جلسات المشاورات والمفاوضات مع عدد من الأحزاب المغربية المعارضة، إدارة عملية المفاوضات والحصول على موافقة الأحزاب المعارضة للمشاركة في تشكيل الحكومة، ما يعني أن السلطتين التشريعية والتنفيذية معطلتان خلال هذه الفترة.
وحمل عبد الرحيم اسليمي، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستور، رئيس الحكومة المكلف مسؤولية الأزمة السياسية الحالية، والتأخر في إنهاء المشاورات والخروج بموافقة الأحزاب بشأن المشاركة في تشكيل الحكومة المقبلة، مسجلًا خطًا كبير يحسب على بن كيران وحزبه العدالة والتنمية، مشيرًا إلى أن بن كيران غير قادر على قراءة الأحداث السياسية ولم يستطع التصرف بحكمة مع مواقف الأحزاب المعارضة والنقاط الخلافية بين الأطراف.
- إنفوجراف.. "بن كيران والحريري" حكومات متعثرة بالوطن العربي
- المغرب.. اتهامات لـ"بن كيران" بارتكاب جرائم حرب ضد الأمازيغ
وأبدي أستاذ العلوم السياسية تعجبه، من اختيار بن كيران توقيت استضافة المغرب لمؤتمر المناخ العالمي، ليبدأ في تبادل الاتهامات بينه وبين حزب التجمع الوطني، والأحزاب المعارضة المتحالفة مع التجمع، حيث تحدث بن كيران في أكثر من لقاء خلال الأسبوع الماضي عن أزمة تشكيل الحكومة، ومحاولة حشد وتعبئة المواطنين المغاربة لصالح حزب العدالة والتنمية وإلقاء اللوم على باقي الأحزاب، مستخدمًا نفس طريقة حشد الجماهير في الانتخابات التشريعية الماضية.
وعرضت هسبريس 3 سيناريوهات محتملة للمشهد السياسي بالمغرب.
السيناريو الأول: العودة للملك محمد السادس
نوهت صحيفة " هسبريس" المغربية إلى أن اللجوء للملك محمد السادس يصبح الطريق الأخير أمام بن كيران، للخروج بتشكيل حكومة ائتلافية كما طالب الملك أكثر من مرة الأحزاب السياسية بتجنب المصالح الشخصية وتقسيم الغنائم الانتخابية، خاصة وأن اللقاءات التي تجمع بن كيران بقادة الأحزاب المعارضة لم تؤت بثمارها حتى الآن.
وأشارت الصحيفة المغربية، إلى أن رئيس الحكومة المكلف يفكر جديًا العودة للملك محمد السادس لإعلان فشله في تشكيل الحكومة، مع استمرار موقف تحالف المعارضة بقيادة التجمع الوطني للأحرار، والاتحاد الدستوري، والاتحاد الاشتراكي.
السيناريو الثاني: تعيين رئيس حكومة آخر
وقال عبد المنعم لزعر، الباحث في علوم السياسة، إن اللجوء للملك محمد السادس يعني أن بن كيران يقر بالفشل في المهمة التي كلف بها منذ أكثر من شهر، وفي هذه الحالة يتدخل الملك وفقًا لمقتضيات الفقرة الأولى من الفصل 47 من الدستور، ليقوم بدوره بتعيين رئيس حكومة جديد بدلًا من رئيس الحكومة المكلف عبد الإله بن كيران، ولكن الاختيار الجديد يصبح من داخل حزب العدالة والتنمية أيضًا.
وأوضح لزعر أن المشاورات تستأنف من جديد بين الأحزاب السياسية، في حالة اختيار رئيس حكومة جديد، مؤكدًا أن الدستور يحدد عملية الاختيار من داخل الحزب المتصدر نتيجة الانتخابات التشريعية الماضية.
السيناريو الثالث: انتخابات جديدة
وأشار لزعر واسليمي إلى وجود احتمال آخر في حالة فشل المفاوضات مع رئيس حكومة جديد من داخل العدالة والتنمية، إقامة انتخابات تشريعية، مرجحين أن الخلافات القائمة بين الأحزاب الآن، من الممكن تؤدي لسقوط البرلمان والحكومة في منتصف الفصل التشريعي المقبل.
ونوه الباحثان إلى خطورة المشهد السياسي نظرًا لعدم وجود نقاط تفاهم بين الأطراف، وأن عملية تشكيل حكومة بسبعة أحزاب سياسة، يشير إلى وجود مشاكل مستمرة بين ائتلاف الحكومة.
وفي القوت نفسه اعتبر لزعر أن الصعوبات المادية واللوجستية الخاصة بعملية الانتخابات ربما تصبح العائق لحدوث هذا السيناريو، خاصة وأن دعوة المغاربة من جديد للمشاركة والتصويت في انتخابات جديدة أمر صعب تحقيقه، وأن السيناريو الثالث يتم وفقًا للفقرة الثانية من الفصل 96 بالدستور المغربي.
aXA6IDMuMTQ1LjkzLjIyNyA= جزيرة ام اند امز