الحكومة المغربية.. أزمة سياسية واتهامات متبادلة بين الأحزاب
تتجدد أزمة مفاوضات تشكيل الحكومة المغربية، بعد توجيه عبد الإله بن كيران اتهامات لحزب التجمع الوطني الأحرار بأنه "حزب معطوب"
تستمر أزمة تشكيل الحكومة المغربية لأكثر من شهر بعد إعلان نتيجة الانتخابات البرلمانية بفوز العدالة والتنمية في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد حصوله على 125 مقعداً من إجمالي 395 مقعداً.
وتأخذ إدارة المفاوضات بشأن تشكيل الحكومة المغربية مساراً جديداً، بعد توجيه عبد الإله بن كيران رئيس الحكومة المكلف، اتهامات لحزب التجمع الوطني الأحرار بأنه "حزب معطوب وضع شروط تعجيزية في المفاوضات لا يمكن القبول بها".
كما صرح بن كيران خلال اجتماعه باللجنة الوطنية لحزب العدالة والتنمية، بأن اجتماعه الأول بعد استئناف الجولة الثانية من المفاوضات مع رئيس حزب الاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر، اشترط فيها ترشيح الحبيب المالكي القيادي بالاتحاد لرئاسة مجلس النواب، قائلاً: "الشرط غير مقبول خاصة في حالة عدم حضور الأغلبية لتدبير الأمر معاً بين الأحزاب، خاصة أن الانتخابات الأخيرة أعطت درساً للجميع في احترام إرادة المواطنين المغاربة والمبادي والقيم والعامة" في إشارة منه إلى أن نتيجة الانتخابات كانت لصالح حزبه باختيار المغاربة.
في الوقت نفسه أبدى عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني اعتراضه على تصريحات بن كيران، وفي تصريحات لموقع"هسبريس" المغربية، قال أخنوش "فوجئت بتصريحات رئيس حزب العدالة والتنمية، وإلقاء أسباب تأخر تشكيل الحكومة لأطراف وأحزاب سياسية أخرى، موجهاً حديثه لـ"بن كيران" هذا الهجوم على حزبنا غير مفهوم أو مبرر، وإذا كنت ترى أن الحزب معطوب، فلماذا تهتم بالتحالف وتنتظر المفاوضات معاً في تشكيل الحكومة؟".
وأضاف أخنوش أن إعلام حزب العدالة والتنمية أصر على إذاعة خطاب رئيسه أكثر من مرة، بالرغم من أن الخطاب كان أثناء اجتماع داخلي للجنة المركزية للعدالة والتنمية، مؤكداً أن هذه التصريحات وطريقة الهجوم لا تبني ثقة متبادلة بين الأحزاب التي من المفترض أن تشترك معاً لتشكيل الحكومة المقبلة.
وبالمقارنة بين موقفي التجمع قبل وبعد خطاب بن كيران، نجد أن هناك تفاوتا كبيرا وأن الأزمة السياسة بالمغرب تتصاعد، خاصة أن التجمع أكد، في بداية الأسبوع الحالي، ضرورة تكوين حكومة ائتلافية منسجمة ومتمسكة تهدف لتحقيق تطلعات المواطن المغربي، تنفيذاً لرؤية الملك محمد السادس التي أكدها خلال خطابه الأخير في الذكري الـ41 للمسيرة الخضراء.
وأشارت مواقع مغربية إلى أن بن كيران وجه هذا الخطاب كرسالة واضحة وصريحة لحزب التجمع بعد انضمامه لتحالف منافس مع أحزاب الاتحاد الاشتراكي والاتحاد الدستوري، ويواجه هذه التحالف تحالف العدالة والتنمية مع أحزاب الاستقلال والتقدم الاشتراكي.
ولكن يبدو أن تحالف بن كيران يواجه مزيدا من التفكك، خاصة بعد أن أبدى قيادة حزب التقدم الاشتراكي اعتراضه على حالة الجمود التي تعانيها مفاوضات الحكومة المقبلة، موجهين رسالة إلى جميع المؤسسات والأحزاب بضرورة الإسراع في اتخاذ قرارات بشأن تجديد المشاورات بين العدالة والتنمية والأحزاب المعارضة.
ونشرت وسائل إعلام مغربية نص البيان الذي أصدره التقدم الاشتراكي، محذراً من عملية الفراغ السياسي؛ نظراً لاستمرار المشاورات لأكثر من شهر بعد إعلان نتيجة الانتخابات التشريعية، وفي هذا الوضع تتوقف السلطة التشريعية والتنفيذية عن ممارسة مهامها، مشيراً إلى أن المغرب لديها فرصة لتجاوز هذه الأزمة السياسية، وعلى الأحزاب جميعاً ضرورة امتثال أعلى درجات الحكمة والنضح من أجل تقارب وجهات النظر بينهم.
كما أبدى حزب التحالف الدستوري اعتراضه على تعليق بن كيران فشله في تشكيل الحكومة الحالية على التحالف المنافس للعدالة والتنمية، والذي يقوده حزب التجمع الوطني للأحرار، مؤكدين أن التحالف لا يخالف قوانين سياسية، وأن تصريحات بن كيران تدخل في شؤون الأحزاب السياسية.
وفي الوقت نفسه كان حزب الأصالة والمعاصرة على موقفه منذ بدء المشاورات لتشكيل الحكومة، فأعلن قادة الحزب الامتناع عن المشاركة في جلسات المفاوضات مع رئيس الحكومة المكلف وحزب العدالة والتنمية، لينفي الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة كل الادعاءات التي تتحدث عن وجود مؤامرة من جانب المعارضة لإسقاط الحكومة الحالية.
لتظهر مطالبات حقوقية بضرورة وجود وزارتين للشؤون الإفريقية والأمازيغية، موجهين دعوة لقادة المفاوضات مراعاة المصالح التاريخية المغربية.
ورأى مصطفى يحياوي أستاذ العلوم السياسية، أن الحديث عن وجود مؤامرة يبرر لحزب العدالة والتنمية الأزمة السياسية الحالية، ويصبح الاعتماد على المؤامرة منطقا يتابعه كل السياسيين للخروج من المأزق السياسي.
وفي تصريحاته لـ"هسبريس"، أشار يحياوي، إلى أن استدعاء الحديث عن المؤامرة من قبل بن كيران هدفه تعبئة قواعد المواطنين المغاربة لصالح العدالة والتنمية، والهجوم على التحالفات الحزبية الأخرى الرافضة المشاركة في المفاوضات لوجود نقاط خلافية بينهم، موضحاً أن هذه الطريقة استخدمها بن كيران في الاستعدادات للانتخابات التشريعية الماضية.
aXA6IDE4LjExNi44NS4yMDQg جزيرة ام اند امز