يوم الاستقلال الأمريكي.. دولة عربية أول من اعترف بالولايات المتحدة
يختزن التاريخ وقائع لا يطمرها الزمن، خاصة في صيرورة العلاقات الدولية، منها اعتراف المغرب قبل قرنين ونصف القرن بالولايات المتحدة.
"المغرب كان أول دولةٍ اعترفت باستقلال بلادي"، وردت هذه العبارة على لسان الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في خطابه الشهير بالعاصمة المصرية القاهرة عام 2009.
أوباما وهو يؤكد معلومة تاريخية، أذهل المغرب الرسمي والشعبي، ومن بعدهم الدارسون والرأي العام العربي، وهو يتوخى الإنصاف لهذه المملكة العريقة، ويفتح أعين آخرين على جزء منسيّ من علاقات دول تبدلت وتغيّرت.
يعود ذلك إلى تاريخ سحيق حين كانت بضع ولايات أمريكية تناضل للتحرر من نير الاستعمار البريطاني، بعدما ضاف ذراع سكان هذا الجزء من العالم من سوء التبعية للإمبراطورية العظمى.
كانت الولايات البالغ عددها 13، في القرن الثامن عشر، تتكئ على دعم أوروبي من فرنسا وإسبانيا، وهي تائهة في العالم دون اعتراف بها كدولة مستقلة، نظرا لطول يد بريطانيا، التي وُصفت ساعتها بأنها الإمبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس.
لكن الاعتراف الذي كانت الولايات الأمريكية في أمس الحاجة إليها وقتها، جاء من المملكة المغربية، حين أقدم سلطان البلاد حينها سيدي محمد بن عبدالله؛ على إصدار وثيقةً رسمية تقضي باعتبار ذاك الجزء من العالم دولة مستقلة ذات سيادة.
السلطان سيدي محمد بن عبد الله اعترف في 20 فبراير 1778 باستقلال الولايات المتحدة ، وثماني سنوات بعد ذلك، وتحديدا في 23 يونيو 1786 ، وقع الطرفات “معاهدة الصداقة، والملاحة والتجارة".
اعتراف السلطان الصريح بالولايات المتحدة جاء ضمن قرار يسمح لبعض الدول بممارسة نشاطات تجارية مع المملكة المغربية، وهو ما سمح للدولة الوليدة آنئذ بموطئ قدم بعيدا على سلطة بريطانيا العظمى، الي تمتد مستعمراتها شرقا وغربا، وتستحوذ على أغلب أساطيل البحار.
وتجسد الاعتراف دبلوماسيا باعتماد المغرب قنصلا للولايات المتحدة الأمريكية، هو الفرنسي توماس باردي، الذي تم تنصيبه عام 1797، في طنجة.
مضى الكثير من المياه تحت جسر الزمن، وعلاقات المغرب والولايات المتحدة، التي أصبحت القوى العظمى، فردت واشنطن الجديدة هذه المرة الجميل للمغرب وإن بعد قرون؛ فاعترفت بسيادة المملكة على صحرائها في الأقاليم الجنوبية.
ففي ديسمبر/ كانون الثاني، اعترف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالسيادة المغربية على الصحراء في تتويج لجهود الرباط في هذا الملف، الذي عد محور سياستها الخارجية.
وتحمل هذه الصفحة من التاريخ مرجعا في كتاب العلاقات الدولية، يبرز في كل مناسبة ليؤكد مدى عراقة علاقة الولايات المتحدة والمغرب، ويفسر مستوى التنسيق الدبلوماسي بين البلدين.
ويصادف اليوم الأحد ذكرى استقلال ما سيعرف لاحقا بالولايات المتحدة الأمريكية عن بريطانيا؛ قبل ما يقرب من قرنين ونصف القرن من الزمن.
فقبل 245 عاما من الآن، اتخذت 13 ولاية أمريكية قرارها بالاستقلال عن الإمبراطورية البريطانية، لتفتح بذلك الباب؛ أمام قيام الولايات المتحدة؛ بعد حرب مع بريطانيا العظمى استمرت لسنوات.
aXA6IDMuMTMzLjEzNy4xMCA= جزيرة ام اند امز