دعم إيران للبوليساريو.. بوابة لجحيم الأطماع التوسعية بالصحراء الكبرى
خبراء مغاربة يؤكدون لـ"العين الإخبارية" تورط إيران في دعم البوليساريو بالسلاح
لوّحت جبهة البوليساريو، مجددا، بخيار الحرب والتصعيد ضد المملكة المغربية، عقب المعطيات الجديدة التي فجرها ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي في حوار مع مجلة "جون آفريك" الفرنسية، كاشفا عن معلومات تتعلق بتورط إيران وحزب الله في دعم جبهة "البوليساريو" لوجستيا وعسكريا.
بيد أن إعلان القطيعة بين الرباط وطهران مسّ في جوهره الدور المتآمر، وأبرز للمجتمع الدولي أن ما كان يحذر المغرب منه صار واقعا تترامى أطرافه على المنطقة ويجرها نحو عدم استقرار شامل كفيل بفتح جبهات جديدة للنفوذ الإيراني فيها عبر تسهيل بناء جسر جيوستراتيجي بين المشرق وشمال أفريقيا،
وهو الجسر الذي لن يكون سوى بوابة الجحيم التي ستشعل الصحراء الكبرى وتبعثر أوراق دول الساحل وجنوب الصحراء، وفقاً لكريم عايش، الباحث في الدراسات الدولية والدبلوماسية بجامعة محمد الخامس.
وأضاف عايش في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن مع انطلاق ثورات الربيع العربي التي تحولت بعضها لنزاعات مسلحة، نظرا لاختلاط أوراقها بين الأطراف المتنازعة حول السلطة، وتعدد الأطراف التي تتدعى الشرعية، ما أدى إلى أن هذه الجهات صار لزاما عليها البحث عن مصادر أسلحة.
وهو الأمر الذي منح طهران الفرصة لتكوين تحالفات متعددة، يحتاج كل من أطرافها إلى ما لدى إيران من إمكانيات، و بالمقابل سيكون لزاما عليهم تكثيف التعاون العسكري باقتناء الصواريخ الباليستية محلية الصنع، وتأهيل الجيوش العسكرية وتبني المقاربة الإيرانية فيما يخص العلاقات الدولية وتخويلها السبق الاقتصادي في مجال البحث عن اليورانيوم، والنفط والغاز، وفتح أسواقها للمنتجات الإيرانية مع غض الطرف عن نشر التشيع والقبول بالفوارق المذهبية في إطار الانحراف عن المذهب المالكي الوسطي، وبطبيعة الحال القبول بولاية الفقيه والتسامح مع قيام مرجعيات قد تصبح مستقبلا الموجه للبلاد، كما هو في بعض الدول التي تسيطر عليها طهران عبر بعض الشخصيات الممولة.
وأوضح وزير الخارجية المغربي، خلال الحوار، أن الملف المغربي تم إعداده بدقة بالغة على مدى عدة أسابيع استنادا إلى المعلومات التي تم تجميعها والتحقق منها طيلة عدة أشهر.
كما تضمن الملف حقائق ثابتة ودقيقة منها مواعيد زيارات مسؤولين كبار في حزب الله إلى الجزائر وتواريخ وأماكن الاجتماعات التي عقدوها مع مسؤولي البوليساريو، بالإضافة إلى قائمة بأسماء العملاء المشاركين في الاتصالات.
وأشار الوزير المغربي إلى أنه كشف لنظيره الإيراني عن أسماء مسؤولين كبار في "حزب الله" الإرهابي تنقلوا في عدة مناسبات إلى تندوف منذ مارس 2017 للقاء المسؤولين في الجماعة الانفصالية والإشراف على دورات تدريبية وإقامة منشآت ومرافق.
ويرى عبدالسلام المساتي الباحث السياسي المغربي، أن الرباط كانت يراقب الوضع على مدى سنوات، ولم تتخذ قرارها على عجل، كما أنه لم يأتِ بطلب من الدول الصديقة، لأن لها سيادتها المطلقة على قراراتها واختياراتها، مشيرا إلى أن المبررات التي صاغتها وزارة الخارجية المغربية منطقية جدا.
وأضاف المساتي في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن المغرب دائما ما يكون حازما في كل قرار يتخذه يتعلق بالوحدة الترابية للمملكة، لا سيما أنه توصل إلى أدلة ثابتة مدعمة بتواريخ ولقاءات حول علاقة حزب الله اللبناني بالحركة الانفصالية المسماة بـ"البوليساريو"، والتورط المباشر لأحد أعضاء السفارة الإيرانية بالجزائر في عملية تسليم شحنة أسلحة من طرف الحزب للمليشيات المسلحة بالبوليساريو.