محلل سياسي لـ"العين": العاهل المغربي تدخل لتصحيح مسار الحكومة
المحلل السياسي المهدي الإدريسي يقول إن الخطاب الأخير للملك محمد السادس يندرج فيما يمكن تسميته بالجيل الجديد للخطب الملكية
قال المحلل السياسي المغربي، المهدي الإدريسي إنه مما لاشك فيه أن الخطاب الأخير للملك محمد السادس الذي وجه فيه انتقادات للطبقة السياسية والإدارة، يندرج فيما يمكن تسميته بالجيل الجديد للخطب الملكية، متسمة بالتوجه مباشرة للشعب، للحديث معه وتقاسم نفس مشاكله.
وكان رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني أعلن عن إنشاء خطة عمل لتصحيح ما سماه "أوجه القصور في مجال إدارة الشؤون العامة"، بعد أن أثار الملك محمد السادس هذه المسألة قبل أيام.
وبعد أقل من أسبوع على خطاب للعاهل المغرب، أعلن العثماني إنشاء برنامج "واقعي سريع" بهدف تنفيذ تعليمات محمد السادس.
ورأى الإدريسي في تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية، أن خطاب الملك جاء بعد حدثين كبيرين كان لهما صدى، الأول يتمثل في البلوكاج الحكومي (عرقلة تشكيل الحكومة) حيث إنه ناتج عن تطاحنات سياسية أثرت على سير مؤسسات الدولة لمدة غير قصيرة، والثاني الحراك في منطقة الريف ذو الملمح الاقتصادي والاجتماعي والذي في الحقيقة يعكس عدم قدرة الحكومة على القيام بإجراءات تنموية، وكذلك هذه الأحداث توضح عدم قدرة الأحزاب والطبقة السياسية المغربية على العمل وفق الدستور الجديد، الذي أقر مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة.
وأوضح أن المؤسسة الملكية بوصفها تحظى بمكانة محورية في النسيج التاريخي والاجتماعي والسياسي المغربي تدخلت مع المطالب الشعبية لكى تصحح مسار الحكومة وتدعوها لتطبيق القانون والمبادئ الدستورية، كما أن كل المسؤولين سواء الحكوميين أو الموظفين السامين هم عرضة للمساءلة والمحاسبة، مشيراً إلى أن الملك أشار إلى أنه يمتلك من الصلاحيات الدستورية ما يمكنه من ممارسة مراقبة العمل الحكومي ومحاسبة الوزراء.
ولفت إلى أن الملفات الحكومية التي ظهر فيها تقصير هو مشروع ضخم سبق للملك توقيعه بحضور الحكومة، وهو مشروع منارة المتوسط، والتحقيقات اليوم أثبتت تقصيراً حكومياً بالغاً فيه، وهو يشمل الصحة والتعليم وقطاع الإسكان والثقافة، الشيء الذي يطرح مسوؤلية الحكومة.