موسكو تتهم واشنطن بتدشين حقبة الاستعمار بالطاقة وأمريكا ترد
اتهامات روسية لواشنطن بتدشين حقبة من الاستعمار بالطاقة واستخدام الطاقة كسلاح سياسي لكن ترامب يقول إن بلاده تتيح بديلا عن الطاقة الروسية
عزا مسؤول أمريكي كبير انتقاد روسيا جهود الولايات المتحدة لتزويد أوروبا بالغاز الطبيعي إلى "خشيتها" من المنافسة في سوق حرة، وذلك في تصريحات تسلط الضوء على التوترات المتنامية مع موسكو بشأن سياسة "هيمنة الطاقة" التي ينتهجها الرئيس دونالد ترامب.
وأصبحت الولايات المتحدة مصدر الغاز الطبيعي المسال الأسرع نموا في العالم وهي بصدد أن تصبح ثالث أكبر شاحن للمُنتَج هذا العام، بفضل تنامي الإنتاج من الحقول الصخرية الأمريكية. ويقول ترامب إن الإمدادات ستتيح بديلا عن الطاقة الروسية للحلفاء الأوروبيين في حين وصف وزير الطاقة الأمريكي ريك بيري الصادرات بأنها "غاز الحرية"، ما أثار انتقادات من المسؤولين الروس.
ونقلت رويترز عن فرانك فانون، مساعد وزير الخارجية الأمريكي لموارد الطاقة، قوله: "لا تعجبهم فكرة المنافسة، ولا حتى مفهومها، لأنها تجبرهم على تغيير سلوكهم"، مضيفا أنها أجبرت القطاع الذي تسيطر عليه الدولة الروسية على تعديل التسعير. وقال: "يفضلون العمل تحت أوضاع تعوزها الشفافية، في ظلام الليل، فهم يخشون الطاقة التي تنتجها الولايات المتحدة وصادراتها".
وفي أحدث انتقاد روسي لشحنات الطاقة الأمريكية، اتهم إيجور سيتشن، الرئيس التنفيذي لعملاق الطاقة الحكومي الروسي "روسنفت" الولايات المتحدة، الخميس الماضي، بتدشين "حقبة من الاستعمار بالطاقة" وباستخدام الطاقة كسلاح سياسي.
وقال سيتشن إن جهود واشنطن لشحن الغاز الأمريكي إلى أوروبا تتزامن مع تهديد مشرعين أمريكيين بفرض عقوبات على روسيا، تشمل مشروع خط الأنابيب نورد ستريم 2 الذي تقوده جازبروم. وتعارض إدارة ترامب خط الأنابيب، مثلما فعلت إدارة أوباما قبلها، قائلة إنه سيحكم قبضة روسيا الاقتصادية على أوروبا ويحرم أوكرانيا من رسوم العبور.
وقال سيتشن خلال منتدى في سان بطرسبرج: "التضييق على المنافسين أصبح السمة السائدة للسياسة الاقتصادية والخارجية الأمريكية".
ورفض فانون تصريحات سيتشن، قائلا إن إدارة ترامب تدفع باتجاه أسواق شفافة وحرة.
وقال فانون، الذي عمل سابقا لدى مجموعة بي.إتش.بي العالمية للتعدين والطاقة ولدى ميرفي أويل: "ما نعكف عليه هنا هو تطوير وتصميم سوق مفتوحة وشفافة وذات كفاءة.. نحن على ثقة بأنه إذا حدث ذلك فإنه، نعم، الشركات الأمريكية ستبلي بلاء حسنا".
وقلص ترامب القواعد التنظيمية التي تحكم عمل شركات التنقيب والاستخراج للمساعدة في تعزيز صادرات النفط والغاز إلى الحلفاء والشركاء، في إطار ما يسميها بسياسة هيمنة الطاقة.
وقال فانون إن روسيا تبدي قلقا إزاء مشاريع تدعمها واشنطن منذ 10 سنوات لنقل الغاز الطبيعي بخطوط الأنابيب من حقل شاه دنيز الأذربيجاني إلى الأسواق في أوروبا عن طريق "ممر الغاز الجنوبي". ومن المقرر الانتهاء من المرحلة الأخيرة من الممر الذي يتكلف 40 مليار دولار، خط الأنابيب العابر للأدرياتي (تاب)، أوائل العام المقبل.
وأضاف فانون أن روسيا تخشى أيضا من تكنولوجيا وحدات المفاعلات النووية الصغيرة التي تعكف عليها الولايات المتحدة، والتي قال إنها قد تدخل الخدمة التجارية في غضون أقل من 10 سنوات. وتعمل على هذه المفاعلات شركة نو سكيل باور، ومستثمرها الرئيسي هو شركة فلور كورب.
وقال فانون إن الإدارة تعمل من خلال القنوات الدبلوماسية والمخابراتية لاحتواء أي تهريب للنفط من إيران، مستفيدة من خبرتها في تقييد شحنات الفحم الكورية الشمالية التي كانت بالمخالفة للعقوبات المفروضة على ذلك البلد. وقال: "نحن لا نبدأ من الصفر هنا".
aXA6IDMuMTQ0LjQ4LjEzNSA= جزيرة ام اند امز