مسجد "أنوار" وكنيسة "راقويل".. تاريخ حافل بالتعايش في إثيوبيا
مسجد أنوار العتيق وكنيسة راقويل يتجاوران منذ عشرات السنين في إثيوبيا، كل يؤدي دوره ورسالته في المحبة والتسامح والأخوة
وسط العاصمة الإثيوبية أديس أبابا شكل معلمان رئيسيان من معالم التراث الديني نموذجا للتعايش الديني بين الإسلام والمسيحية، وهما مسجد أنوار العتيق وكنيسة راقويل اللذان يتجاوران منذ مئات السنين، كل يؤدي دوره ورسالته وينشر قيم المحبة والتسامح والأخوة كأبرز معلمين دينيين بالمدينة كغيرهما من المعالم والمشاهد الدينية الأخرى بالبلاد.
وقال الشيخ طه محمد هارون، إمام مسجد أنوار، إن المسجد وكنيسة راقويل يتمتعان بعلاقات تاريخية طويلة من التعاون وتاريخ حافل من التعايش في إثيوبيا.
وأكد طه لـ"العين الإخبارية" أن المسجد يتبنى أسس الدين الإسلامي والشريعة السمحة التي تأمر وتوجه باحترام الأديان الأخرى.
وأضاف: "الدين الاسلامي يستند إلى قوانين وقيم واضحة في التعامل مع الجيران، وهو ما يظهره مسجد أنوار من احترام لجارته كنيسة راقويل، وعندما تتصادف الأعياد المسيحية والإسلامية تمتزج أصوات الكنيسة مع أصوات المسلمين بالمسجد والكنيسة عبر مكبرات الصوت وحينها نتواصل مع بعضنا البعض ليتوقف أحدنا لمهلة زمنية معينة حتى ينتهي الطرف الآخر".
وعن ذكرياته التي عاشها في إدارة شؤون المسجد بجانب الكنيسة، قال: "أذكر قبل 8 سنوات التقت مناسبتان كبيرتان بين المسجد والكنيسة، حيث كان هناك عيد لكنيسة راقويل وصلاة الجمعة في أواخر شهر رمضان بالمسجد، حيث يتوافد المسلمون بأعداد كبيرة".
وأوضح طه: "وقتها نسقنا مع إدارة الكنيسة لتحديد مكان الصلاة للمسلمين والمسيحين وبترتيب دقيق بيننا، ومرت الاحتفالية وصلاة الجمعة بكل محبة ووفاق بين الطرفين".
ولفت إلى أن تلك المناسبة حضرتها أعداد غفيرة من المصلين من كلا الجانبين وأدوا واجباتهم الدينية بشكل محترم ونموذجي.
وأكد أن الكنيسة والمسجد يتمتعان بتاريخ من التسامح والتعايش، مشددا على أنهما سيظلان نموذجا للتعاون مدى الحياة.
يذكر أن مسجد أنوار العتيق بوسط العاصمة أديس أبابا تم تشييده في عام 1938، فيما تم تشييد كنيسة راقويل التي يفصلها شارع واحد عنه في عام 1955.