"قانون الشمال" يشعل أزمة كروية بين تونس والجزائر
قانون شمال أفريقيا يشعل فتيل أزمة بين اتحادي كرة القدم في تونس والجزائر.. تعرف على التفاصيل
تشهد العلاقة بين الاتحاد التونسي لكرة القدم ونظيره الجزائري حالة من التوتر، بسبب اختلاف وجهات النظر حول قانون الانتقال الحر للاعبي منطقة شمال أفريقيا، الذي أقرته تونس في سنة 2018.
وكان الهيكل المشرف على الكرة التونسية قام باعتبار لاعبي منطقة شمال أفريقيا (مصر والمغرب والجزائر وليبيا) محليين، وهو ما جعل الأندية التونسية تتوسع بشكل كبير في التعاقد مع اللاعبين الجزائريين بصفة خاصة.
ولم يستسغ الاتحاد الجزائري هذه الخطوة، حيث تقدم بشكوى لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم، بسبب ما اعتبره ضررا لحق بالكرة الجزائرية من جراء هذا القانون.
الجانب التونسي أظهر رد فعل سريعا، حيث هاجم وديع الجريء رئيس اتحاد الكرة التونسي في تصريحات له نظيره الجزائري خير الدين زطشي، كما قرر إجبار الأندية التونسية على الاعتماد على 5 لاعبين تونسيين على الأقل في مبارياتهم المحلية خلال الموسم المقبل.
"العين الرياضية" تستعرض من خلال التقرير التالي فصول الأزمة التي نشبت بين الاتحادين التونسي والجزائري بشكل سريع.
قانون بوسمان بنكهة تونسية
قرر الاتحاد التونسي في شهر ديسمبر/ كانون الأول 2018 تفعيل قانون الانتقال الحر للاعبي منطقة شمال أفريقيا، الذي اعتبر اللاعبين الجزائريين والمغاربة والمصريين والليبيين محليين.
هذا القانون لم يشمل مركز حراسة المرمى، وذلك لحماية حراس المرمى التونسيين من خطر الجلوس على دكة البدلاء، مما سيعود بالضرر على منتخب "نسور قرطاج".
ويعتبر هذا القرار شبيها بما أقره "قانون بوسمان"، الذي غيّر خريطة الكرة الأوروبية في سنة 1995، بعد إقراره الانتقال الحر وغير المشروط للاعبين المنتمين لدول الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بين دول الاتحاد.
الأندية التونسية استغلت هذا القانون وقامت بالتعاقد مع عدة لاعبين من شمال أفريقيا معظمهم من الجزائر، نظرا لموهبتهم الكبيرة وسرعة تأقلمهم مع الأجواء التونسية.
واحتلّ نادي الترجي صدارة الأندية التونسية المستفيدة من الأقدام الجزائرية، حيث تعاقد مع 6 لاعبين جزائريين جدد خلال فترتي الانتقالات الماضيتين، وهم إلياس الشتي وعبد القادر بدران ومحمد أمين توغاي وعبدالرحمن مزيان وعبدالرؤوف بن غيث وبلال بن ساحة، وهو الأمر الذي أغضب عدة أندية جزائرية أبدت مخاوفها من تواصل خطف أبرز نجومها.
شكوى جزائرية للفيفا
لم يبق الاتحاد الجزائري مكتوف الأيدي أمام موجة الهجرة نحو الدوري التونسي، حيث تقدم بشكوى لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ضد نظيره التونسي، مرتكزا على الفصل الرابع للأحكام العامة من قانون الفيفا الخاص بالتمييز.
خطوة الاتحاد الجزائري أتت بعد الضغوطات التي طالتها من قبل الأندية المحلية التي أبدت استنكارها من عملية هروب نجومها نحو الدوري التونسي.
كما تندرج أيضا في إطار المشروع الذي يخطط له رئيسه، من أجل تطوير الكرة الجزائرية وأنديتها لتتمكن من السيطرة على الساحة الأفريقية على غرار ما قام به المنتخب الأول.
وكان زطشي وجه في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي رسالة قوية للأندية طالبها فيها بإثبات وجودها على الصعيد القاري والسير على منوال المنتخب الأول المتوج بلقب كاس أمم أفريقيا مصر 2019.
استنكار تونسي ورد فعل قوي
شكوى الاتحاد الجزائري لكرة القدم لاقت استنكارا واضحا من الجانب التونسي، حيث انتقد وديع الجريء رئيس الاتحاد التونسي نظيره الجزائري، معتبرا أن قانون الانتقال الحر للاعبي منطقة شمال أفريقيا تمت المصادقة عليه بالإجماع خلال جلسات عمل اتحاد شمال افريقيا لكرة القدم.
الرجل القوي للكرة التونسية كشف أن العادة جرت على فض النزاعات والاختلافات بين الاتحادين بطريقة سلسة، بعيدا عن الخطوات التصعيدية التي اعتبرها "غير ذات جدوى".
وفي السياق ذاته، قرر الاتحاد التونسي سن قانون جديد يجبر الأندية التونسية على الاعتماد على 5 لاعبين تونسيين على الأقل في مبارياتهم المحلية خلال الموسم المقبل، في خطوة تهدف للحد من الحضور الجزائري في الدوري التونسي.
وتبعا لذلك، ستجد عدة أندية تونسية نفسها مجبرة على بيع نجومها الجزائريين بحكم صعوبة التعويل عليهم جميعا خلال مباريات المسابقات المحلية.
aXA6IDE4LjIyNi4yMDAuOTMg جزيرة ام اند امز