رمضان في إثيوبيا.. القهوة حاضرة في جلسات الأسرة
القهوة أو “بنا” كما تُعرف باللغة الأمهرية تحتل مكانة خاصة بين الإثيوبيين، بل يرون أن البركة توجد في جلسة تناول البن.. اقرأ المزيد عبر العين الإخبارية.
تمثل جلسة القهوة بإثيوبيا مزيجا من الحياة الثقافية والاجتماعية والدينية، حيث تعد إحدى ثقافات الشعب الإثيوبي، الذي يعتبر نفسه المكتشف الأول لنبتة البن في العالم.
والقهوة أو “بنا” كما تُعرف باللغة الأمهرية تحتل مكانة خاصة بين الإثيوبيين، سواء كانوا مسلمين أم مسيحيين، فقراء أم أغنياء، بل يرون أن البركة توجد في جلسة تناول البن، وسط تجمع أفراد الأسرة أو الأصدقاء أو حتى زملاء العمل.
وتشكل جلسة القهوة أهم وأبرز طقوس وعادات رمضان لمسلمي إثيوبيا، فبعد الإفطار مباشرة تقدم صاحبة المنزل القهوة، ويتحلق أفراد الأسرة حولها بصورة ثابته لدى غالبية الأسر.
صابرين أحمد، عبرت لـ"العين الإخبارية" عن فخرها بإجادة تحضير القهوة في المنزل يوميا، وتقول إن القهوة لا تفارق مائدة الأسر في إثيوبيا، خاصة لدى المسلمين في شهر رمضان.
وأضافت "عادة ما أحضر القهوة في المنزل، وهو ما يجعلني موضع احترام بين أفراد الأسرة".
وأوضحت صابرين أن القهوة تمثل أفضل ما تقدمه الأسرة الإثيوبية لضيفها، فهي فرصة لتجمع أفراد الأسرة.
وقالت إن القهوة في رمضان تعتبر من أهم الموروثات داخل الأسرة، مشيرة إلى أن تحضيرها يبدأ قبل أذان المغرب، مثل أي طبق من الأطباق الأخرى في برامج الإفطار اليومية.
وأشارت إلى أن الجلسة المستديرة للأسرة لتناول القهوة تترك لمسة من السعادة، نظرا لنكهتها المميزة وتأثيرها المتفرد على متناوليها.
وحول سر وتمسك الإثيوبيين بتناول القهوة بانتظام، قالت صابرين إن رائحة البن تعطر المنزل في رمضان وتعطي للمنزل جوا حيويا ودفئا، كونها تغلى على الفحم في المكان المخصص لتحضيرها في الصالة، لافتة إلى أن البعض يعتقد أنها تجلب البركة في الصباح والمساء، وهما الوقتان الثابتان لتناول القهوة بشكل عام في غير أيام رمضان.
وتطرقت صابرين إلى كيفية إعداد القهوة، موضحة أن إعدادها له طقوسه وعاداته، ولا تقل أهمية عن احتسائها، مشيرة إلى أن ربة المنزل هي من تتولى إعداد القهوة في الأسرة، وتبدأ بنثر العشب الأخضر (قيطما بالأمهرية) في المكان كرسالة للفأل الحسن.
واستدركت قائلة: "لكن في رمضان، حيث جلسة الإفطار، غالبا ما يتم إعدادها في صالون كبير ومفروش، لذا نستخدم فرشا أخضر مخصصا لأدوات القهوة، وهو صناعة يدوية توحي للناظر كأنها عشب أخضر.
ولفتت إلى أن ربة المنزل غالبا ما ترتدي الزي التقليدي وتكون سعيدة للغاية كونها تعد القهوة وسط حضور أسري، وبمشاركة من الجيران أحيانا.
وأضافت "تعبئ ربة المنزل فناجين القهوة بطريقة معينة وترفق معها وجبة تسمى (بوناقرس)، فضلا عن إشعال البخور".
وتعد القهوة إحدى مكونات ثقافة وحضارة الشعب الإثيوبي، كما أنها أصبحت معلما من معالم السياحة في البلاد، وإحدى عناصر الجذب السياحي، فما من فندق ولا مطعم شعبي ولا موقع سياحي في إثيوبيا إلا ويقدم فيه مشروب القهوة.
ولدى الإثيوبيين عدة مذاقات للبن، فمنهم من يتناولها بالسكر وآخرين بالملح، وهناك من يفضل إضافة السمن لها، كما تدخل في بعض أنواع الجبن، حسب القوميات والشعوب الإثيوبية المتعددة.
وتعتمد إثيوبيا على البن كأحد عناصر الاقتصاد الوطني، إذ يعمل في زراعته وتجارته وتوزيعه أكثر من 25 مليون شخص في إثيوبيا (من أصل 105 ملايين).