داعية إثيوبي يشرح لـ"العين الإخبارية" كيفية استغلال "عزلة رمضان"
الداعية الإثيوبي أبوبكر أحمد يتحدث لـ"العين الإخبارية" عن تزامن شهر رمضان 2020 مع الحجر الصحي الذي فرضه انتشار فيروس كورونا وكيفية استغلاله.
دعا أبوبكر أحمد داعية إسلامي ومسؤول بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في إثيوبيا، المسلمين لاستغلال الحجر المنزلي الذي فرضه تفشي فيروس كورونا حول العالم وتزامن مع شهر رمضان المبارك، للتقرب إلى الله بالعبادات.
وقال الداعية الإثيوبي لـ"العين الإخبارية": "رغم الظروف التي يأتي فيها رمضان فإنه يمكن توظيفها بشكل إيجابي، خاصة أن هذا شهر العزلة والتقرب إلى الله، وما أجمل أن تكون العبادات بعيدة عن الناس، علينا أن نستغل هذه الفرصة بالتوبة إلى الله والتقرب إليه".
ووصف رمضان هذا العام بـ"التاريخي" بسبب الأوضاع التي يعيشها العالم جراء جائحة كورونا، قائلاً: "رمضان هذا العام مختلف في توقيته والأوضاع التي يأتي فيها، حيث أغلقت المساجد وفرض التباعد الاجتماعي".
وعبّر الداعية الإثيوبي عن سعادته بقدوم الشهر الفضيل، مهنئاً المسلمين في بقاع العالم بقدوم رمضان المبارك، ودعا إلى أن يكون موسماً وفرصة للدعاء بأن يحفظ الله الأمة من هذا البلاء.
ولفت ألى أن أغلب أنشطة رمضان جماعية، لكن كثيراً من الناس غاب عنهم ما يتطلبه رمضان من العزلة والتقرب إلى الله، مضيفاً: "يجب ألا نغفل هذا الجانب المهم ونلتزم بالتوجيهات الصحية لتفادي تفشي الوباء".
ودعا الشيخ أحمد جميع المسلمين بالالتزام بالتوجيهات والمحاذير لمنع تفشي فيروس كورونا، وقال: "يمكن النظر لهذا الوباء على أنه امتحان أو عقاب، وإنذار وتنبيه لمراجعة أعمالنا ومستوى عباداتنا. يجب اللجوء للمولى عن طريق العزلة التي فرضها الوباء وهو أمر يتطلب التسليم به والاستفادة منه".
وقال إن الاعتكاف والتهجد في شهر رمضان دليل على أن الله يحب العزلة، ويؤكدان كذلك أهمية العزلة في العبادة وترك أمور الدنيا، متابعاً: "هي دعوة للتخلي عن الاختلاط العشوائي والتحركات غير الضرورية في هذا الشهر".
واستدل بتجارب السلف الصالح في الاعتكاف والعزلة، وقال: "يعتبر رمضان هذا العام فرصة تاريخية لننير منازلنا بروح رمضان وإقامة العبادات مع الأسرة من صلاة التراويح وقيام الليل".
وأشار إلى أن المؤمن عندما يواجه مشكلة يستعين بالجماعة ويلزم المساجد بالدعاء والطاعات، مضيفاً: "لكن المولى عز وجل أراد منا هذه المرة العزلة والتخلي عن التجمعات وأن يعترف المسلم بالذنب ويسأل الله التوبة بنفسه".
وأوضح رمضان شهر القرآن وبرنامج "الزم بيتك" فرصة تاريخية للمؤمن الفطن يجب أن نستثمرها في التلاوة والتعبد بالأذكار، ودعا إلى توظيف وجود الناس بالمنزل وختم القرآن عدة ختمات مستهدياً بالسلف الصالح.
وتطرق الداعية الإثيوبي إلى صلاة التراويح وكيف يمكن أن نؤديها بالمنزل في ظل التوجيهات والقرارات التي قضت بإغلاق المساجد ودور العبادة بسبب كورونا، وقال إن النبي صلى الله عليه وسلم أدى صلاة التراويح 3 أيام فقط بالجماعة، حتى لا يشق على الأمة وخشية ألا تفرض على الأمة هذه الصلاة عاد إلى منزله بعيداً عن الجماعة.
وأوضح أن مشروعية التراويح كما يقول أهل العلم إن أصل أدائها في المنزل، وقال إن ذلك يعتبر مظهراً من مظاهر قوة الإيمان، لأن أغلبنا يصلي صلاة النوافل في المسجد وينسى أداءها في المنزل، مؤكداً أن أداء النوافل بالمنزل يجلب السعادة والبركة للأسرة.
وأضاف أن الصلاة في المنزل تتجلى فيها الطاعات والبعد عن جميع شوائب الدنيا.
وأبوبكر أحمد (46 عاماً)، داعية إثيوبي مسلم، حفظ القرآن الكريم في الثامنة من عمره، في منطقة "ديسي" بإقليم "الأمهر" شمال، وأصبح يشار إليه بالبنان لتفوقه وتدرجه البارز في علوم الدين والفقه الإسلامي، حتى عُد من القيادات الشبابية في العمل الإسلامي.