إفطار افتراضي وصلاة رقمية.. مبادرات رمضانية للتغلب على كورونا
"الإفطار عن بعد" من أهم المبادرات الإلكترونية التي أطلقت بالتزامن مع أول أيام رمضان بهدف تجميع الصائمين ومشاركة وجبة الإفطار معا.
عادات رمضانية مهمة حُرم منها كثيرون في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) حول العالم، أبرزها التجمعات الدينية والموائد والزيارات الأسرية، ما دفع البعض لإطلاق مبادرات إلكترونية تحد من أضرار الوحدة في ظل التباعد الاجتماعي.
"الإفطار عن بعد" كانت من أهم المبادرات الإلكترونية التي أطلقت بالتزامن مع أول أيام الشهر المبارك، بهدف تجميع الصائمين على برنامج "zoom" الإلكتروني لمشاركة وجبة الإفطار.
وسلط موقع "بيزنيس إنسايدر" الأمريكي الضوء على هذه المبادرة، موضحاً أن فادومو عثمان من أطلقها، ومقره مدينة منيابولس في ولاية مينيسوتا الأمريكية.
وقال صاحب الفكرة: "أهداف برنامج الإفطار عن بعد ليس فقط جمع الناس لتناول الطعام معاً، لكن أيضاً لمشاركة أفكارنا وكيف نشعر في غياب هذه المحادثات التي عادة ما تحدث في قاعات المساجد أو في المنازل".
ودعت كاميلا يوسف وهي كندية من أصل نيجيري تعيش في كمبوديا، أصدقاء من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك نيويورك وباريس ونيودلهي، إلى تحضير الإفطار ومشاركته رقميا خلال الأيام الأولى من شهر رمضان.
وعلقت يوسف على مبادرتها قائلة: "رمضان هو أحد أكثر الأوقات خصوصية في السنة بالنسبة لي، ونظراً لتمضيته هذا العام بمفردي بعيداً عن عائلتي بسبب الفيروس التاجي، فإن استضافة هذا الإفطار الرقمي يساعدني على استعادة بعض الأحاسيس السعيدة التي عادة ما أشعر بها خلال هذا الشهر المبارك".
ووفقاً لصحيفة "ميرور" البريطانية، لن تقتصر العادات التي سيحرم المسلمون من إقامتها في شهر رمضان هذا العام على التجمعات العائلية والاجتماعية فقط، بل سيختلف الأمر أيضاً فيما يخص الشعائر الدينية الجماعية.
وبدلاً من إقامة الصلوات الجماعية (التراويح) في المساجد، نُقلت شعائرها عبر الإنترنت لتصبح رقمية هذا العام، وحرص عدد من المؤسسات الدينية حول العالم على نقل شعائر الصلاة والخطب وجلسات التدريس الإسلامية عبر الإنترنت، مثل معهد الكريمية في إنجلترا.
ومعهد الكريمية، إحدى المؤسسات الدينية في مدينة نوتنجهام البريطانية التي تستضيف يومياً برنامج إفطار خاصاً على محطة إذاعة الجالية.
وقررت المؤسسة مشاركة قراءات القرآن والصلاة عبر صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك، التي يمكن مشاهدتها عبر الإنترنت قبل صلاة التراويح في المنزل.
وقال الدكتور مشرف حسين أوبي الرئيس التنفيذي والإمام لمعهد الكريمية: "نحث الناس على البقاء في منازلهم وتجنب تجمعات الإفطار، فقد سمحت لنا التكنولوجيا بالتواصل مع المجتمع، فهذا أفضل من لا شيء".
ومنذ قرار الإغلاق في إنجلترا، يلقي الدكتور حسين خطباً إسلامية ويقيم صلاة وخطبة، الجمعة، عبر الإنترنت.
بينما قال هارون خان الأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني: "رسالة شهر رمضان واضحة، صوموا وصلوا في المنزل وشاركوا رمضان رقمياً، هذه هي الطريقة للمساعدة في إنقاذ الأرواح".
وفي لندن، أنشأت مجموعة من المسلمين من جنسيات مختلفة الذين يعيشون بعيداً عن أهلهم، مشروع فيديو على فيسبوك يسمى "رمضان معاً"، لاستخدام منصات التواصل الاجتماعي مثل "واتساب" للتواصل مع أصدقائهم وأسرهم، في ظل الحجر الصحي خلال شهر رمضان المبارك.
أما مدينة جلوستر البريطانية، فخططت الجالية المسلمة لإقامة حفلات إفطار جماعية ومحادثات افتراضية عبر الإنترنت خلال رمضان، باعتبار "الافتراضية" الوسيلة التي وجد فيها مسلمون عزاءهم لقضاء الشهر الفضيل بالقرب من أسرهم حتى وإن كان فقط "عبر الإنترنت".
aXA6IDMuMTQ3LjIwNS4xOSA=
جزيرة ام اند امز