بالقرآن والسنة.. صدقات رمضان تجوز على ضحايا كورونا
الصدقة في شهر رمضان شأنها أعظم ولها فضل على غيرها، وذلك لشرف الزمان ومضاعفة أجر العامل فيه، ولأن فيها إعانة للصائمين المحتاجين.
الصدقات في حياة المسلم لها فضل كبير، ولكن أجرها يتضاعف بشكل كبير خلال شهر رمضان الكريم، خاصة على المتضررين في مصادر دخلهم بسبب الإجراءات الرامية إلى احتواء انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، الذي أصاب نحو 3 ملايين إنسان، ويقترب من التسبب بوفاة نحو 200 ألف إنسان آخرين.
الداعية الإسلامي تامر مطر، يقول لـ"العين الإخبارية": "لا أجد زمنا تفضل فيه الصدقة مثل هذا الزمان الذي نعيشه، فقد جمعت للمتصدق كل الفضائل، لما يعانيه الناس في هذا الوقت، خاصة الذين تركوا فيه أعمالهم، وأجبروا بسبب الاحترازات من الوباء على الحاجة إلى الصدقة بعد أن فقدوا مصادر رزقهم فمن كفاهم كفاه الله النار يوم القيامة وكفاه السوء في الدنيا قبل الآخرة".
ويؤكد أن الصدقة لها فضائل كثيرة، فهي تمحو الخطايا، و"تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار، وتعالج المرض، وتحسن ختام المرء، فقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم إن صنائع المعروف تقي مصارع السوء"، وقال أيضا: "إن الصدقة لتطفئ غضب الرب، وتدفع ميتة السوء".
ولفت إلى أن هذه الفضائل السابقة التي يفوز بها المسلم لتصدقه تكثر وتتضاعف حال إخراجها على المتضررين من إجراءات احتواء فيروس كورونا. وأوضح أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال إن من أفضل الأعمال أن تدخل على قلب أخيك المسلم سرورا، أو تقضي عنه دينا، أو تطعمه خبزا".
وأضاف أن الإسلام دين إنساني في جوهره ومظهره، فالدين الذي فرض الصوم ما كان ليجيع بطنا إلا ويقصد من ورائها إلى إشباع أخرى، فيسعى الصائم بحثا عن أخيه ليطعمه ويسقيه، فما ترك الإسلام سبيلا إلى كفاية الناس إلا ومهده وحث الناس عليه، وذلك تحقيق الوصف الثابت للأمة المؤمنة المتماسكة التي قال عنها الله تعالى: "محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم".
وقال إن المتأمل في هذه السبل يدهشه روعة التشريع والدعوة إلى التراحم والتكافل بين أفراد هذه الأمة التي لا يمكن أن يتصور بينها جائع أو فقير، ابتداء من تشريع الصدقة في العموم والحث عليها، كما قال صلى الله عليه وسلم، "من تصدق بصدقة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا طيبا، كأنما يضعها في كف الرحمن يربيها كما يربي أحدكم فَلُوَّه أو فصيلة حتى يكون مثل الجبل"، أي مثلما يربي أحدنا الجمل الصغير أو المهر الصغير، فالصدقة تربي أي تزيد في الأجر والثواب حتى تكون مثل الجبل.
وأشار الداعية الإسلامي الأزهري إلى قول الله تعالى الذي يصدق على مضاعفة الصدقة في كتابه الكريم، وتحديدا في الآية 267 من سورة البقرة: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ).
واستشهد الداعية بأفعال النبي صلى الله عليه وسلم، وقال إن الرسول كان أجود ما يكون في رمضان، وأنه كالريح المرسلة في العطاء، لما في ذلك الشهر العظيم من الفضل الزمني فهو أفضل الشهور، وحاجة الناس إلى العطاء لتفرغهم وانشغالهم بالصيام والطاعة.
وعن أنس رضي الله عنه قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الصوم أفضل بعد رمضان؟ فقال: شعبان لتعظيم رمضان فيه، قيل فأي الصدقة أفضل؟ قال: الصدقة في رمضان.
وقال إن علماء الأمة الذين رسخوا لفقه الإحسان أكدوا أنه برغم هذا الفضل العظيم للصدقات في شهر رمضان فإنه إذا حصلت مسغبة، أي أزمة، صارت الصدقة في المسغبة أفضل منها في رمضان، لقوله تعالى في سورة البلد: (وما أدراك ما العقبة فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة، يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذا متربة).
وأشار إلى أن هذه الصدقات عبادة لا يجب الاستهانة بها، ففيها من الأجر ما يغني الإنسان عن كثير من الجهد في عبادات أخرى.
وأكد أن ما يمر به العالم اليوم من أزمات يكشف عن نفائس الأمم وما تعتنقه من قيم ومبادئ.
aXA6IDMuMTQ0LjQwLjIxNiA=
جزيرة ام اند امز