مسجد "فخر المسلمين" في الشيشان.. رسائل وحدة وسلام
عشرات الآلاف من المصلين احتشدوا لأداء صلاة الجمعة الأولى بالمسجد الواقع في مدينة شالي على بعد 35 كيلومترا من العاصمة غروزني.
تحت رعاية وإشراف رئيس الشيشان رمضان قديروف، افتُتِح، الجمعة، مسجد "فخر المسلمين" في مدينة شالي، وسط حضور عربي وإسلامي واسع تجاوز 200 دولة بينها الإمارات العربية المتحدة.
فعاليات ضخمة امتدت لـ3 أيام تابعتها وسائل إعلامية من مختلف أنحاء العالم بينها "العين الإخبارية" شملت مسابقتين؛ واحدة في الشعر العربي الفصيح لمدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم ووحدة الأمة، وأخرى للقرآن الكريم، تخللهما افتتاح المسجد الأكبر بالقارة الأوروبية.
واحتشد عشرات الآلاف من المصلين لأداء صلاة الجمعة الأولى بالمسجد الواقع في مدينة شالي على بعد 35 كيلومتراً من العاصمة غروزني، والذي يعد جوهرة معمارية بتصميمه وزخارفه وأشكاله الهندسية المختلفة.
وفي كلمته بالمناسبة، قال رئيس الشيشان رمضان قديروف: "أسأل الله أن يكون هذا المسجد سبباً في توحيد صف الأمة وفي عزتها ونهضتها، وسبباً في دخول جنان النعيم تحت لواء النبي محمد صلى الله عليه وسلم".
وشكر قديروف "كل من أسهم وشارك في أعمال هذا المسجد الرائع، ولكل من حضر هذه المناسبة التاريخية".
وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح الإماراتي، في كلمة ألقاها بالإنابة عنه الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة: "نجتمع في هذا المكان المبارك بدعوة كريمة من هذا البلد الطيب، جئناكم من الإمارات نحمل لكم الحب والسلام والتقدم من أعماق قلوبنا".
وأضاف: "من الإمارات نحييكم وننقل لكم تحيات قيادة الإمارات وشعبها، ونتمنى لكم كل الخير، ونغبطكم على رعاية القرآن والاهتمام بالنشء".
تحفة معمارية ومنارة إسلامية
مسجد "فخر المسلمين" يعد تحفة من العمارة الإسلامية الحديثة، شُيّد على طراز البوابات الأربع المتناظرة، وصمم مشروعه المهندس المعماري الأوزبكي عبدالقهار تردايف، الفائز في نهاية المطاف بالمسابقة الدولية التي أعلن عنها قبل البدء بأعمال البناء.
وضع حجر الأساس لبناء المسجد في 2 ديسمبر/كانون الأول 2012، في مناسبة حضرها رئيس مجلس العلماء في الشيشان الشيخ خوج أحمد قديروف.
وقال خوج قديروف في كلمته بتلك المناسبة: "يتم في جمهورية الشيشان توفير جميع الظروف اللازمة لممارسة الشعائر الدينية والدراسة الشرعية، ويتم بناء المساجد والمدارس ومعاهد تحفيظ القرآن الكريم".
وأضاف: "كما يتم إنشاء غرف للصلاة ومصليات في جميع مؤسسات الدولة، وهذه نتيجة جهود قائدنا رمضان أحمد قديروف، والشعب الشيشاني يقدر هذا جيداً".
المسجد في أرقام
تبلغ المساحة الشاغرة للمسجد 9700 متر مربع، وتصل قدرته الاستيعابية في الداخل إلى 20 ألف مصل، وفي الخارج 100 ألف مصل، ويتألف من طابقين وقبو، ويتخذ شكلاً مربعاً، ويصل طول الضلع فيه إلى 65 متراً، ويبلغ طول أسسه الخراسانية 100 متر.
وفي كل زاوية من زوايا المسجد الأربع، تنتصب مئذنة مستقلة يبلغ ارتفاعها الإجمالي 63 متراً، وتتداخل القاعة الرئيسية للمسجد في الطابق الأرضي مع القباب بشكل جميل جداً.
وتلاحظ في حرم المسجد 8 أقواس داعمة للقباب متقاطعة فيما بينها، ما يمنح إطلالته رونقاً وسحراً معمارياً لافتاً، ويتراءى عن بعد مثل لوحة معلقة بين الأرض والسماء في مدينة شالي.