مساجد المغرب تفتح أبوابها.. والحاجان علي والبراهمي يلتقيان مجددا
الأربعاء هو أول يوم لسريان قرار تخفيف الإجراءات الصحية على المساجد بعد سماح "الأوقاف المغربية" لـ 5000 مسجد بفتح أبوابها بشروط صارمة.. طالع التفاصيل.
قبل صعوده المئذنه، فتح المُؤذن بوابات المسجد على مصراعيها، وعلى كل بوابة وضعت السوائل المُعقمة، أما في الباب الرئيسي، انتصب شاب يحمل في يُمناه جهازاً لقياس الحرارة.
الأربعاء، هو أول يوم لسريان قرار تخفيف الإجراءات الصحية على المساجد، بعد سماح وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المملكة المغربية، لـ 5000 مسجد بربوع البلاد بفتح أبوابها تحت شروط صارمة.
سجادة وكيس بلاستيكي
يُسارع الحاج علي الخُطى، مُغالباً وهن جسده، طامعاً في مكان في الصف الأول للمسجد كما اعتاد مُنذ سنوات.
تكاد خُطاه تطير بجسده النحيل في الهواء شوقاً إلى المسجد الذي ابتعد عنه قسراً بسبب الجائحة. يمضي مُتأبطاً سجادته الحمراء، ومن جيب ردائه يُطل كيس بلاستيكي اشتراه للتو لحفظ حذائه، تماماً كما شددت الصحة المغربية.
"الشوق إلى بيوت الله يغلبنا، كُنا طيلة هذه الفترة كمن فُصل رأسه عن جسده، نُصلي في بيوتنا وأرواحنا مُعلقة بين أركان المسجد"، يقول "الحاج علي" لـ"العين الإخبارية" بينما يفرك يداه بالمُعقم، قبل أن يضيف: "الوقاية واجبة، فلا معنى للقدوم إلى المساجد للصلاة إن كُنا سنؤذي عباد الله ونساهم في تفشي الوباء".
داخل المسجد لم يتغير شيء عدا رائحة المُعقم التي تفوح في الأرجاء، وعلامات صُفر ألصقت في الأرض تدل المُصلين على مكان وضع سجاداتهم، حفاظاً على التباعد ومسافات الأمان. أما أحجار التيمم، والسبح فلم يعد لها وجود داخل المسجد في حضرة كورونا.
يمضي "الحاج علي" بضع خطوات داخل المسجد ليلمح صديقه الحاج البراهمي، الرجل الذي كان لا يُفارقه بتاتاً، يقتربان من بعضهما البعض حد متر ونصف، وعلى وجه كُل منهما كِمامته. يتبادلان تحية خاطفة، وأسئلة سريعة عن حال الصحة والأهل، ليجلس كُل منهما فوق سجادته بعيداً عن الآخر بالقدر الموصى به.
صلاة خفيفة
10 دقائق بعد الأذان، يُقيم المُؤذن الصلاة، ويرفع الإمام يديه مُكبراً لصلاة الظهر التي كانت خفيفة بشكل ملحوظ وفقاً لإرشادات المسؤولين.
وسبق لوزارة الأوقاف المغربية أن قلصت المدة الفاصلة بين رفع الأذان وإقامة الصلاة إلى 10 دقائق، بعدما كانت في حدود 15 دقيقة، بالنسبة لصلوات الظهر والعصر والعشاء، و20 دقيقة بالنسبة لصلاة الفجر، فيما ستُفتح أبواب المساجد قبل 15 دقيقة من دخول وقت الصلاة، وستُغلق مباشرة بعد أداء الصلاة.
وبالإضافة إلى تخفيف الصلاة، تأتي هذه الإجراءات لتقليص وقت بقاء المصلين داخل المساجد قدر الإمكان، وذلك تفادياً لانتقال عدوى فيروس كورونا بينهم.
وفي أعقاب الصلاة الراتبة، يُسرع المُصلون بإخلاء المكان، دون أداء النوافل، فالأوقاف المغربية، وحفظاً لسلامة المُصلين منعت أدائها، وأيضاً أوصت بعدم قراءة الحزب الراتب.
والحزب الراتب تقليد عريق في مساجد المغرب، إذ يجتمع المُصلون يومياً بعد صلاتي الصبح والمغرب، لقراءة حزب من القرآن بشكل جماعي.
ولن تُفتح المساجد في وقت صلاة الجمعة، إذ ستُغلق بعد أداء صلاة الفجر مباشرة ولن تُفتح إلا عند صلاة العصر، مع الاكتفاء فقط برفع أذان صلاة الظهر دون إقامة الصلاة.
وعقمت المصالح المختصة، الثلاثاء، مختلف المساجد المعنية بقرار إعادة الفتح، وذلك تحضيراً لاستقبالها للمصلين.