يتوجب علينا كمراقبين للشأن العربي أن نسلط الضوء دوماً على خطورة الموقف الإخواني المكتسي برونق المعارضين لأنظمة الحكم
الجدل الذي أثاره كتاب "أوراق قطر" حول حقيقة الدعم المالي والسياسي السلبي من قبل تنظيم الحمدين لجماعات الإسلام السياسي، وفي مقدمتها الإخوان المسلمين لم يقتصر على القارة الأوروبية فقط، بل كشف الكتاب الستار عن شخصية مهندس العلاقات القطرية مع تنظيم القاعدة في سوريا ممثلة بجبهة النصرة الإرهابية.
وتوقف الكتاب عند طبيعة عمل الشخص المذكور ألا وهو "نذير الحكيم" أمين عام الائتلاف المعارض ومقره إسطنبول. وهذا الرجل إخواني المنشأ والتوجه ومشهورٌ بعضويته لتنظيم الإخوان الدولي، وقد عمل على سرقة أموال الدعم للشعب السوري المنكوب، وبنى من خلالها إمبراطورية اقتصادية داخل تركيا وأوروبا، هدفها الأساسي هو دعم المتطرفين والمتشددين في سوريا وأوروبا.
يتوجب علينا كمراقبين للشأن العربي أن نسلط الضوء دوماً على خطورة الموقف الإخواني المكتسي برونق المعارضين لأنظمة الحكم تارة والمستتر بتوسيع النفوذ التركي الإيراني تارة أخرى، والساعي لإزالة نعمة الأمن من بلداننا عبر افتعال الأزمات والحروب هنا وهناك.
وإن كانت تعقيدات المشهد السوري تلقي بظلالها عربياً فيما يرتبط بتأخير فتح ملف إرهاب "إخونجية سوريا" الذين يتحالفون مع كل الجماعات المتشددة، فضلاً عن دعم تركيا وإيران لها، فلا بد من تسريع وتيرة محاصرتهم وتصنيفهم ضمن قوائم الإرهاب الخليجية كشخصيات ومؤسسات لأنهم يشكلون حجر عثرة في سبيل تحقيق أي حل سياسي شامل بسوريا.
ناهيك عزيزي القارئ، عن تعطيل "نذير الحكيم" وعصابته لأغلب مؤسسات المعارضة السورية التفاوضية والإنسانية والسياسية، وانحيازها بشكل واضح لمخططات عزمي بشارة الرامية لإطالة أمد الصراع في المنطقة، وتهديد أمن العرب والخليج. وهذا ما شرحه ووضحه كتاب "أوراق قطر" من خلال لقاءات مباشرة قام بها المؤلفان في إسطنبول والجلوس مع "الحكيم" وجهاً لوجه.
ولأن تعبيد طرق السلام السياسي في سوريا والعراق بالذات أمرٌ يشغل صناع القرار في أبوظبي والرياض بغية تحقيق استقرار المنطقة برمتها وتحصين الأمن القومي العربي، يبرز هنا مجدداً دور الدوحة المشبوه بمنح العديد من قيادات "إخوان سوريا" جوازات سفر قطرية ووثائق رسمية تتيح لهؤلاء الإرهابيين التجول بحرية في مناطق متعددة من العالم لمتابعة الأنشطة التخريبية كافة.
ويتوجب علينا كمراقبين للشأن العربي أن نسلط الضوء دوماً على خطورة الموقف الإخواني المكتسي برونق المعارضين لأنظمة الحكم تارة والمستتر بتوسيع النفوذ التركي الإيراني تارة أخرى، والساعي لإزالة نعمة الأمن من بلداننا عبر افتعال الأزمات والحروب هنا وهناك.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة