سياسي سوداني: المجلس العسكري أربك مخطط قطر التخريبي في البلاد
السياسي السوداني والبرلماني السابق مبارك النور عبدالله يقول إن الدوحة تعمل حالياً على إعادة الروح لنظام الرئيس المعزول عمر البشير.
في الوقت الذي تنسج فيه قطر خيوط المؤامرة لإجهاض إرادة الشعب السوداني الذي خرج ثائراً في مواجهة سلطة الإخوان القمعية، أطلق المجلس العسكري الانتقالي بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان صفعة على وجه الدوحة تبدو مربكة لمخططها التخريبي في البلاد.
وبعد تنكر الدوحة ووزارة الخارجية السودانية لواقعة طرد وفد قطري رفيع ورفض استقباله في الخرطوم، كذب المجلس العسكري الانتقالي الجهتين، قبل أن يقيل وكيل وزارة الخارجية السودانية بدر الدين عبدالله محمد أحمد المحسوب على تنظيم الإخوان الإرهابي.
وقال المتحدث الرسمي باسم المجلس العسكري الانتقالي في السودان الفريق ركن شمس الدين الكباشي إن إقالة وكيل وزارة الخارجية جاء بسبب إعداد بيان صحفي حول زيارة وفد قطري إلى السودان دون علم المجلس، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية "سونا".
وأضاف "الكباشي" أن البيان الذي أصدرته الخارجية تم دون علم المجلس العسكري الانتقالي خصوصا أنه استند إلى تقارير صحفية تضاربت فيها المعلومات عن عزم وفد قطري على زيارة السودان.
وأشار المتحدث إلى أن وزارة الخارجية لم تأخذ رأي المجلس العسكري الانتقالي في هذا الموضوع، كما لم يعبر البيان عن موقفه الرسمي.
وجاء موقف المجلس العسكري الانتقالي بحق وفد الدوحة، في وقت تتولى فيه قطر مهمة الإشراف المباشر على اجتماعات مكثفة لأحزاب سودانية ذات خلفيات إخوانية بغرض دمجها في كيان واحد لمواجهة انتفاضة الشعب ضد الحركة الإسلامية السياسية التي يتزعمها الرئيس المعزول عمر البشير.
ووجدت صفعة المجلس العسكري لقطر ارتياحاً وترحيباً من قبل الفاعلين في المشهد السياسي السوداني، ووصفوها بالخطوة الإيجابية، معتبرين أن السماح لدخول وفود الإمارة الخليجية الصغيرة إلى البلاد يعني إعادة إنتاج نظام الإخوان البائد.
من جانبه، قال السياسي السوداني والبرلماني السابق مبارك النور عبدالله إن أي تواصل مع النظام القطري في هذا التوقيت سيكون خصماً للثورة وضد الإرادة الشعبية، مشيراً إلى أن الدوحة تعمل حالياً على إعادة الروح لنظام الرئيس المعزول.
ووصف النور، في حديث مع "العين الإخبارية"، إقالة المجلس العسكري لوكيل وزارة الخارجية بالخطوة الإيجابية، وبأنها ستقطع الطريق أمام عناصر تنظيم الإخوان الذين لا يزالون متغلغلين في السودان وستمنعهم من القيام بأي خطوات محلية أو خارجية لخدمة أجندة الحركة الإسلامية السياسية.
ورأى السياسي السوداني أن حلف ثلاثي محور الشر الذي يضم "قطر وتركيا وإيران" والذي كان يتبعه تنظيم الرئيس المعزول عمر البشير لم يجلب للسودان غير الدمار والانهيار الاقتصادي والأمني، لافتاً إلى أن المجلس الانتقالي بدا أكثر وعيا بخصوص هذه البلدان وينبغي دعمه في هذا الاتجاه.
وقال إن "توجهات المجلس العسكري الانتقالي ومستوى الكراهية التي وصل إليها شعب السودان ضد تنظيم الإخوان الإرهابي سيعقدان ويربكان حسابات قطر ومساعيها لإحياء الحركة الإسلامية السياسية التي تم تشييعها عبر انتفاضة استثنائية انحازت لها القوات المسلحة".
وشدد النور على ضرورة تشكيل لجنة مختصة لتفكيك الدولة العميقة لتنظيم الإخوان الإرهابي البائد، لضمان تحقيق الأمن والاستقرار والتحول الديمقراطي في البلاد.
ومنذ السادس من أبريل/نيسان الماضي يعتصم الآلاف من المحتجين أمام مقر القيادة العامة للجيش السوداني بالخرطوم، في تتويج لمظاهرات استمرت نحو 4 شهور داخل الأحياء والأسواق ومواقف المواصلات العامة.
وفي 11 أبريل/نيسان الماضي، انحاز الجيش السوداني للشعب، بينما تواصل اعتصام المتظاهرين خارج مقر القيادة العامة للقوات المسلحة لتحقيق مطالب الثورة في نقل السلطة لحكومة مدنية وتقديم رموز نظام البشير للعدالة.
وتسارعت الأحداث منذ 11 أبريل/نيسان الجاري، حيث أعلن الجيش عزل الرئيس عمر البشير واعتقاله في مكان آمن وتعطيل العمل بالدستور، وحل البرلمان والحكومة المركزية وحكومات الولايات، وتشكيل لجنة أمنية لإدارة البلاد لمدة انتقالية مدتها عامان، يتم خلالها تهيئة البلاد للانتقال نحو نظام سياسي جديد، مع فرض حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر.
ورغم عزل البشير، واصل السودانيون اعتصاماً مفتوحاً أمام مقر القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم، مطالبين بتنحي كل تنظيم "الحركة الإسلامية" السياسية وتسليم السلطة إلى قيادة مدنية.
aXA6IDE4LjIxNy4xMC4yMDAg جزيرة ام اند امز