السودان: إقالة وكيل وزارة الإعلام الإخواني بعد ساعات من تعيينه
الفريق عبدالفتاح البرهان أصدر قرارا بإعفاء الإخواني عبدالماجد هارون من منصبه كوكيل لوزارة الإعلام والاتصالات بعد ساعات من تعيينه.
أصدر رئيس المجلس العسكري الانتقالي بالسودان الفريق عبدالفتاح البرهان، الجمعة، قراراً بإعفاء القيادي الإخواني عبدالماجد هارون من منصبه كوكيل لوزارة الإعلام والاتصالات، وذلك بعد ساعات من تعيينه خلفاً للعبيد مروح.
- ساحة الاعتصام بالسودان تطالب بحكومة مدنية وتطهير البلاد من "الكيزان"
- السودان بأسبوع.. غضب متواصل رغم الإطاحة بالبشير وإصرار على اجتثاث الإخوان
وأوضح البرهان، خلال تصريحات لصحيفة "الجريدة" السودانية، أنه لم يكن يعلم تاريخ هارون السياسي وانتماءه السابق قبل تعيينه وكيلا لوزارة الإعلام، وأنه أصدر قرار الإعفاء بعد أن تعرف على حقيقته.
وأكد البرهان أنهم جاءوا من أجل تحقيق تطلعات الشعب السوداني وإكمال ثورته، خاصة المطالب التي رفعها المعتصمون في محيط القيادة العامة للجيش.
ويعد عبدالماجد هارون، وهو مستشار لرئيس البرلمان المنحل إبراهيم أحمد عمر، من قيادات الكيزان البارزين، وشغل عددا من المناصب في حكومة الرئيس المعزول عمر البشير.
وفور تعيين هارون وكيلا لوزارة الإعلام، اليوم الجمعة، تفجّرت موجة غضب واسعة لدى السودانيين خاصة العاملين بقطاع الإعلام، حيث أصدرت شبكة الصحفيين السودانيين بيانا أعلنت فيه رفضها التام لخطوة المجلس العسكري ووصفتها بالردة.
وذكرت أن هارون يعد عدواً لحرية الرأي والتعبير طيلة سنوات الحكم الرئيس المعزول عمر البشير، وتسبب في طرد الصحفيين من البرلمان العام الماضي.
وأعلنت الشبكة تنظيم موكب حاشد أمام مباني الوزارة، الساعة (12) ظهر الأحد 21 أبريل 2019، رفضاً للقرار واستكمالاً لخطتها لتحرير مؤسسات الإعلام وأجهزة الدولة الرسمية من قبضة نظام الرئيس المعزول.
وتشهد ساحة الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش السوداني احتشاد الآلاف في أكبر تجمع بقلب العاصمة الخرطوم منذ عزل الرئيس السابق عمر البشير؛ للمطالبة بحكومة مدنية.
وحرص المتظاهرون الذين تدفقوا على مكان الاعتصام، في وقت مبكر من صباح الجمعة، على التلويح بالأعلام السودانية، وترديد شعارات من بينها "حرية وسلام وعدالة"، مؤكدين استمرارهم في الاعتصام حتى تنظيف البلاد من رموز نظام الإخوان الإرهابي السابق "الكيزان" وتقديم المتورطين للعادلة.
وجسّد المحتجون مطالبهم بهتافات مدوية وشعارات مكتوبة على جدران ساحة الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش، على نحو "صابنها لي رمضان لو ما طلعوا الكيزان"، ويقصدون بذلك أنهم سيظلون معتصمين لحين شهر الصيام حال لم يغادر جميع منسوبي التنظيم الإخواني السلطة.
ويطالب تجمع المهنيين السودانيين الذي يقود الاحتجاجات بتغيير شامل لإنهاء حملة عنيفة على المعارضة، وتطهير البلاد من الفساد والمحسوبية، وتخفيف أزمة اقتصادية تفاقمت في السنوات الأخيرة من حكم البشير.
وأدى مئات المحتجين صلاة الجمعة داخل الاعتصام، بينما توافد مئات آخرون على المنطقة عقب تأدية الصلاة في مساجد قريبة.
وكان الاعتصام الذي بدأ يوم 6 أبريل/نيسان الجاري خارج وزارة الدفاع، ذروة 16 أسبوعا من الاحتجاجات التي اندلعت بسبب الأزمة الاقتصادية؛ ما أدى إلى عزل البشير، وإلقاء القبض عليه بعد 30 عاما في السلطة.
وأعلن المجلس العسكري عن فترة انتقالية تصل لعامين تتبعها انتخابات، مشيرا إلى استعداده للعمل مع الجميع لتشكيل حكومة مدنية انتقالية.
ويعاني السودانيون من ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السيولة والسلع الأساسية، ويرجع كثير من المحللين ذلك لسوء إدارة البشير، والفساد، وتأثير العقوبات الأمريكية، فضلا عن خسارة إيرادات النفط بعد انفصال جنوب السودان عام 2011.
aXA6IDMuMTM4LjEyNS44NiA= جزيرة ام اند امز