بـ1.46 مليار يورو.. مواهب أكاديميات «الليغا» الأغلى في أوروبا
باتت المواهب المتخرجة في أكاديميات الشباب للأندية المنتمية إلى رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم (الليغا) تحتل مكانة كبيرة في الدوريات الأوروبية الكبرى خلال الفترة الأخيرة.
ونشرت الرابطة تحليلاً للقيمة الاقتصادية والرياضية لأكاديميات الشباب لأنديتها فيما يخص اللاعبين الذين نشأوا محلياً فيها خلال في السنوات الأخيرة، أظهر اتجاها تصاعديا في قيمة اللاعبين الشباب، والتي وصلت إلى 1,460 مليار يورو، متقدمة على كل الدوريات الأوروبية الكبرى الأخرى.
وباتت الليغا هي المسابقة التي تصقل المواهب بأكبر قدر ممكن، حيث تمنح لاعبيها المحليين أعلى عدد من دقائق اللعب، بنسبة بلغت 19.8% على مدار موسم 2024-2025، وهو رقم يضعها في صدارة قارة أوروبا أيضاً.
وتضع الاستنتاجات أكاديميات الشباب بالأندية كركيزة استراتيجية في الليغا باعتبارها نموذجا مستداما يدفع الكفاءة على أرض الملعب، وتعزز من مكانة المسابقة كمعيار عالمي في تطوير المواهب.
وقد تواصلت الدوريات والأندية والاتحادات في دول مثل العراق والصين ومناطق مثل أمريكا اللاتينية مع المنظمة الإسبانية سعياً لتبادل المعرفة والمشورة بشأن تطوير كرة القدم.
الليغا الأغلى من حيث الشباب
وضع التحليل الليغا كأعلى مسابقة أوروبية من حيث القيمة السوقية الإجمالية للاعبين الشباب، حيث بلغت قيمتها 1,460 مليار يورو.
ويتجاوز هذا الرقم بفارق كبير الدوري الإنجليزي الممتاز "بريميرليغ" (1,070 مليار يورو)، والدوري الألماني "بوندسليغا" (960 مليون يورو)، والدوري الإيطالي "سيري إيه" (890 مليون يورو)، والدوري الفرنسي "ليغ "1 (760 مليون يورو).

وفي فترة الانتقالات الأخيرة (صيف 2025)، حققت الأندية الإسبانية 289 مليون يورو من صفقات متعلقة بالمواهب المحلية، وهو رقم قياسي تاريخي يؤكد نجاح هذه الاستراتيجية.
يُظهر التقرير أن السنوات الخمس الماضية شهدت ارتفاع نسبة إيرادات انتقالات اللاعبين الذين تم تدريبهم في أكاديميات الشباب في لاليغا من 27% إلى 45%، وهي زيادة تضعها حالياً في مرتبة أعلى بكثير من الدوريات الأوروبية الكبرى الأخرى مثل الدوري الألماني (31%)، والدوري الإيطالي (28%)، والدوري الفرنسي (%26)، والدوري الإنجليزي الممتاز (%22).
علاوة على ذلك، فإن هذا التأثير منهجي، وهو ما يُمكن ملاحظته عند استبعاد ريال مدريد وبرشلونة من البيانات: فنسبة مبيعات اللاعبين المحليين بالكاد تتراوح بين 45% و43%، وهو دليل على وجود اتجاه هيكلي في جميع أنحاء منظومة الليغا، حيث يُعد عمل الأندية متوسطة الحجم أمراً بالغ الأهمية.
من ناحية أخرى، لا يؤثر هذا سلباً على الحفاظ على المواهب.. فبالإضافة إلى القيمة الاقتصادية للاعبين الذين نشأوا محلياً في الليغا، فإن هذا الدوري يُعد أيضاً الأكثر توفيراً للفرص للاعبي أكاديمياته للشباب بنسبة 19.8% من إجمالي دقائق اللعب في موسم 2024-2025، مقارنةً بـ 13.5% في الدوري الفرنسي، و7% في الدوري الألماني، و6.4% في الدوري الإنجليزي الممتاز، و5.5% في الدوري الإيطالي.
وتُرسّخ هذه الأرقام مكانة كرة القدم الإسبانية كبيئة مثالية لدمج مواهبها، حيث تجمع بين الأداء الرياضي والاستدامة الاقتصادية.
وقال خوان فلوريت، رئيس مشاريع كرة القدم في رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم (الليغا): "الاستثمار في كرة القدم يُدرّ عوائد رياضية واقتصادية.. وتُعدّ أكاديميات الشباب رصيداً استراتيجيًا لأنديتنا وعلامة مميزة لكرة القدم الإسبانية.. وتُدرّب إسبانيا فرقاً أفضل، وتحتفظ بالمزيد من المواهب، وتبيع بقيمة أعلى، وتفعل ذلك بطريقة مستدامة".
وأضاف: "هدفنا الآن هو ترسيخ هذا النموذج وتوسيع نطاقه، ومواصلة تبادل المعرفة مع كيانات كرة القدم الدولية التي تسعى إلى كرة قدم عالمية أكثر تنافسية، مستلهمين عناصر وأفكار نموذجنا".
يحقق هذا النهج مزايا تنافسية: فهو يوفر ربحية أكبر ويرفع الأداء الرياضي، مع الحفاظ على الهوية التنافسية للدوري، وتحويل أكاديميات الشباب إلى علامة تجارية جماعية.
علاوة على ذلك، يشجع النظام التنافسي الإسباني على اكتساب الخبرة منذ الصغر، إذ يمكن للاعبين الشباب الوصول إلى الاحتراف في كرة القدم بخوض ما يصل إلى 500 مباراة رسمية في الفئات الأدنى. كما تتميز إسبانيا بمستوى عالٍ من التميز لدى مدربيها، من فرق الناشئين إلى المحترفين، وهو عامل أساسي للنجاح.
تضاف إلى ذلك حقيقة أن 91% من اللاعبين الشباب هم من أصحاب الجنسية الإسبانية، مما يربط بين الهوية والاستدامة، ويسهم في تعزيز أداء المنتخبات الوطنية، التي فازت في السنوات الأخيرة (2014-2024) بأكبر عدد من المسابقات الدولية في جميع الفئات (16 بطولة و14 مركز وصيف)، تليها ألمانيا (11 و6) وفرنسا (6 و5)، بالإضافة إلى الفوز بـ 4 من آخر 5 جوائز كوبا، وجوائز الكرة الذهبية للرجال والسيدات في السنوات الأخيرة.

كان السبب الرئيسي لهذا الزخم هو التزام الأندية بهذا النموذج وعملها الدؤوب.. إضافةً إلى ذلك، تتنوع السياسات التي حددت هذا التوجه في السنوات الأخيرة.
إلا أن بعض أدوات الليغا، تُحسّن مرونة تسجيل اللاعبين الشباب في قواعد الرقابة الاقتصادية، وتُسهم في خلق بيئة من التخطيط الاستراتيجي والنتائج الملموسة، وهي ليست مجرد استجابة قصيرة الأجل، بل هي جزء من سياسة هيكلية طويلة الأجل.
كرة القدم الدولية تطرق أبواب الليغا
يتزايد الطلب الدولي على النموذج الإسباني.. وقد طلبت دوريات واتحادات في أوروبا وآسيا وأمريكا خدمات استشارية أو تدريباً متخصصاً في تطوير كرة القدم، وحققت نتائج ممتازة. ففي العراق، نما التعاون مع الاتحاد المحلي خلال عامين من قاعدة ضعيفة إلى 174 فريقاً شبابياً في السجلات، مما عزز هيكلاً تنافسياً ناشئاً.
تلتزم دول أخرى، مثل الصين، بتحويل نموذجها بشكل شامل، بما يجعله أقرب إلى النظام البيئي المستدام لليغا. ومن أجل تحقيق ذلك، تواصلت مع المنظمة الإسبانية، وتم بالفعل إبرام اتفاقيات تعاون بين الليغا والدوري الصيني للمحترفين والاتحاد الصيني لكرة القدم، بما في ذك تبادل المعرفة، وتدريب مديري أكاديميات الشباب والمدربين، وحتى تعيير خافيير تيباس كأول مستشار دولي لرابطة الدوري الصيني للمحترفين.
ستواصل الليغا تعزيز برامج التدريب الشاملة، واستكشاف المواهب وتطويرها، وتدريب المدربين ومشاريع الاستشارات الدولية، بهدف تصدير أفضل الممارسات وتعزيز استدامة كرة القدم العالمية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTgg
جزيرة ام اند امز