القمة العالمية للمحيطات.. أجندة حيوية على مائدة القادة في طوكيو

انطلقت بالأمس فعاليات الدورة الثانية عشرة من القمة العالمية للمحيطات في العاصمة اليابانية طوكيو لتناقش العديد من الموضوعات المهمة على مائدة المهتمين بقضايا المحيطات الحيوية.
وتُعد القمة العالمية للمحيطات أحد أهم الأحداث العالمية السنوية التي تناقش قضايا المحيطات؛ لدعم استدامتها، وتُنظم الفعالية مؤسسة "ذا إيكونوميست إمباكت" (The Economist Impact)، بدعم من "مؤسسة نيبون" (The Nippon Foundation).
وتتميز هذه القمة بأنها تجمع شريحة واسعة من مجتمع المحيطات الذي يضم قطاعات مختلفة بدءًا من قطاع الأعمال والتمويل وصولًا إلى الحكومات، وصناع القرارات والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية.
الدورة الثانية عشرة
انعقدت الدورة الثانية عشرة من القمة في العاصمة اليابانية طوكيو بالأمس وتستمر فعالياتها اليوم. وتُعد اليابان إحدى الدول المطلة على المحيط الهادئ، وهي دولة جزرية تضم أكثر من 14 ألف جزيرة، وتتمتع باقتصاد أزرق مستدام، من المتوقع أن يصل إلى 28 تريليون ين بحلول 2030، ما يجعلها أحد أهم الاقتصادات في آسيا.
وتهدف القمة لهذا العام إلى تعزيز الانتقال إلى اقتصاد محيطي مستدام، وهو ما يتوافق مع الهدف رقم 14 من أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة، والذي يُشير إلى ضرورة تعزيز الحياة تحت الماء سواء في البحار أو المحيطات أو المسطحات المائية عمومًا؛ خاصة وأنها أكثر عرضة هذه الآونة بسبب التلوث البشري والتغيرات البيئية والمناخية.
لهذا تُركز الدورة الحالية تطوير اقتصادات المحيطات وإدارتها جيدًا وتعزيز صحتها ومعالجة التلوث فيها، وتشجيع الشراكات بين مختلف القطاعات كالمنظمات غير الحكومية والعلماء ومطوري التكنولوجيا والمستثمرين. وتُوفر القمة مساحة مثالية لطرح وتبادل الحلول والاستراتيجيات اللازمة لتحقيق استدامة المحيطيات.
موضوعات متنوعة
يتضمن جدول القمة العديد من الموضوعات للنقاش، والتي منها:
1- التغيرات المناخية
أثبتت العديد من الدراسات تأثر المحيطات بالتغيرات المناخية، الأمر الذي يجعل أزمة المناخ على أجندة القمة للمناقشة في عدة جلسات تتضمن التوعية بالمخاطر والأضرار المتعلقة بالتغيرات المناخية وتأثيرها على المحيطات. كما تناقش الجلسات الفرص التي تتيحها المحيطات في عملية التخفيف من حدة أزمة المناخ؛ فالمحيطات قادرة على امتصاص نحو 25% من إجمالي انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، أحد أهم الغازات الدفيئة، فضلًا عن كونها مسؤولة عن إمدادنا بنحو 50% من الأكسجين الذي نتنفسه. لذلك، تلعب المحيطات دورًا محوريًا في خفض الانبعاثات الدفيئة، ما يساعد في تحقيق هدف اتفاق باريس بالوصول إلى 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات عصر ما قبل الصناعة.
2- الاستثمار في علوم المحيطات
يأتي الاستثمار في علوم المحيطات على أجندة القمة، وهو موضوع مهم يُسلط الضوء على التحديات التي تواجه المستثمرين على الاستثمار في مجال علوم المحيطات والبنية التحتية والعوائد المتوقعة، وأهمية دعم المجتمع العلمي وتعزيز تمويل الأبحاث العلمية الخاصة بالمحيطات وخلق فرص جديدة للتمويل، وإيجاد حلول لتلبية الطلب المتزايد على مواردها من المأكولات البحرية والمعادن والتكنولوجيا الحيوية البحرية وطاقة المحيطات المتجددة، وغيرهم.
3- الغذاء الأزرق
تشتهر المحيطات والبحار بإمدادها الغذائي العالمي الذي يعتمد عليه البشر والكائنات الحية الأخرى، ومع تزايد التحديات والعوائق المحدقة بالمحيطات، تبقى المأكولات البحرية في خطر؛ خاصة وأنّ الطلب العالمي عليها كبير جدًا، ومن المتوقع أن يتضاعف بحلول عام 2050. لذلك وضعت أجندة القمة في عين الاعتبار ذلك الأمر؛ لمناقشة الممارسات الضرورية لاستدامة صناعة المأكولات البحرية على المدى الطويل واستعادة صحة المحيطات.
4- الاقتصاد الأزرق
يُشير الاقتصاد الأزرق إلى استغلال البيئة البحرية والحفاظ عليها، وهذا مفهوم اقتصاد المحيطات المستدام. وتُركز القمة على مناقشة التحديات الكامنة فيه، وكيفية التوفيق بين الاستخدام المتزايد للمحيط كمورد والتدهور السريع في صحة المحيطات. إضافة إلى تعزيز قدرات المجتمعات المحلية للاستفادة من الاقتصادات الزرقاء.
5- إدارة المناطق البحرية المحمية
تشتمل المناطق البحرية المحمية على تنوع بيولوجي ونظم بيئية بحرية فريدة، تحتاج إلى رعاية وحماية وإدارة خاصة، ما يساهم على المدى الطويل في الحفاظ على صحة النظم البيئية البحرية، ويتم هذا عبر تعزيز التمويل المستدام وبناء كوادر بشرية ملتزمة وشراكات تعاونية.
6- شحن خالٍ من الانبعاثات
يُعد الشحن البحري أبرز الوسائل الفعّالة لنقل البضائع والتجارة العالمية؛ لكنه يتسبب في إطلاق كميات هائلة من انبعاثات الغازات الدفيئة، كما أنّ الشحن البحري قد يساهم في إلحاق الأضرار بالحياة البحرية. لهذا، تركز القمة هذا العام على مناقشة المصادر البديلة للوقود النظيف الخالي من الانبعاثات، وحماية الموارد البحرية.
7- البلاستيك
صارت أزمة تلوث البلاستيك من أبرز القضايا التي تُناقش في اجتماعات ومؤتمرات المحيطات أو المسطحات المائية عمومًا؛ نظرًا لدورها الواضح في إلحاق الضرر بالمخلوقات البحرية وجودة البيئة البحرية، ما يعود بالسلب على النظم البيئية. لذلك، تُركز القمة على مناقشة المخاطر التي يُشكلها البلاستيك ومواده الكيميائية والتأثيرات الصحية طويلة المدى.
تُعد القمة العالمية للمحيطات فرصة ممتازة لطرح ومناقشة وتبادل الخبرات فيما يتعلق بالمحيطات؛ فهي أكبر المسطحات المائية على وجه الأرض، وتلعب دورًا محوريًا في استمرار الحياة على وجه الأرض. إضافة إلى كونها فرصة رائعة للاستثمار.
aXA6IDMuMTUuMTM5LjI0OSA= جزيرة ام اند امز