النظام الغذائي للأم قبل الولادة قد يلعب دورا في الإصابة بمرض التوحد
حدد فريق من المتخصصين في الصحة العامة من جامعة جلاسكو والمعهد النرويجي للصحة العامة، وجود صلة محتملة بين النظام الغذائي للأم قبل الولادة وخطر الإصابة بالتوحد، ونشرت الدراسة في "جاما نيتورك أوبن"، وحللت بيانات واسعة النطاق من قاعدتي بيانات طبيتين ك
وتشير الأبحاث السابقة إلى أن النظام الغذائي، وعلم الوراثة، والعوامل البيئية قد تساهم في تطور مرض التوحد في الرحم، وعلى الرغم من أن الأسباب الدقيقة لا تزال غير معروفة، فقد ركزت هذه الدراسة الجديدة بشكل خاص على دور النظام الغذائي.
وفحص الباحثون بيانات من دراسة طولية للآباء والأطفال، ودراسة مجموعة الأم والأب والطفل النرويجية، التي تغطي فترات من عام 1990 إلى عام 2008، وقاموا بتحليل أكثر من 95000 زوج من الأمهات والابنات، وتتبعوا الأطفال حتى سن الثامنة.
وكشفت النتائج عن أن النساء اللاتي اتبعن "نظاما غذائيا صحيا" أثناء الحمل كان لديهن فرصة أقل بنسبة 22٪ لولادة طفل مصاب بالتوحد، مقارنة بالنساء اللاتي اتبعن نظامًا غذائيا أقل صحية.
ويتضمن النظام الغذائي الصحي، كما هو محدد في الدراسة، حصصا منتظمة من الخضار والفواكه والمكسرات والأسماك والحبوب الكاملة، مع تجنب الأطعمة الغنية بالدهون واللحوم المصنعة والمشروبات الغازية والكربوهيدرات المكررة.
بالإضافة إلى ذلك، وجدت الدراسة أن الأطفال المولودين لأمهات حافظن على نظام غذائي صحي كانوا أقل عرضة بنسبة 24% للإصابة بمشاكل اجتماعية ومشاكل تواصل، بغض النظر عن مرض التوحد، و كان الارتباط أقوى في أزواج الأم والابنة منه في أزواج الأم والابن.
وفي حين أن الدراسة لا تشرح الآليات الكامنة وراء الارتباط الملحوظ، يتوقع الباحثون أنه يمكن أن يكون مرتبطا بكيفية تأثير النظام الغذائي على الحمض النووي أو الجهاز المناعي، كما حذروا من أن البيانات لا تثبت وجود علاقة سببية بين النظام الغذائي وخطر التوحد، مع الاعتراف بالحاجة إلى مزيد من البحث.
وتؤكد هذه الدراسة الأهمية المحتملة للنظام الغذائي للأم أثناء الحمل في الحد من خطر الإصابة بالتوحد والأمراض ذات الصلة، مما يسلط الضوء على أهمية مواصلة الاستكشاف في مجال الصحة العامة والتغذية.