عيد الأم بعد الفقد.. خطوات للتكيف مع المشاعر المؤلمة

قد يكون عيد الأم بعد فقدانها يومًا صعبًا ومليئًا بالتحديات العاطفية، لكن يمكن التعامل معه بطريقة تساعد في التخفيف من الألم وتعزيز الشعور بالسلام الداخلي.
يُعد عيد الأم مناسبة مليئة بالمشاعر الدافئة، حيث يحتفل الجميع بأمهاتهم ويعبرون لهن عن الحب والامتنان. لكن بالنسبة لمن فقدوا أمهاتهم، قد يكون هذا اليوم مؤلمًا ومحفوفًا بالحنين والأسى، بدلاً من كونه فرصة للاحتفال، يتحول عيد الأم إلى تذكير قاسٍ بالخسارة، مما يجعل التعامل معه تحديًا نفسيًا وعاطفيًا كبيرًا.
كيف يؤثر عيد الأم على الأشخاص الذين فقدوا أمهاتهم؟
يمرّ الأشخاص الذين فقدوا أمهاتهم بمجموعة من المشاعر المختلطة في عيد الأم، قد تتفاوت حدتها وفقًا لعوامل عدة، مثل مدى القرب من الأم، وطريقة فقدانها، والزمن الذي مرّ منذ وفاتها. ووفق موقع "Psychology Today" فتشمل هذه المشاعر:
الاشتياق العميق: قد يكون هذا اليوم فرصة لاسترجاع الذكريات الجميلة التي جمعت الشخص بوالدته، مما يثير مشاعر الحنين والافتقاد.
الشعور بالعزلة: في حين يحتفل الآخرون مع أمهاتهم، يشعر من فقد أمه بأنه وحيد، وقد يتجنب وسائل التواصل الاجتماعي أو اللقاءات العائلية لهذا السبب.
الغضب أو الإحساس بالظلم: قد يشعر البعض بعدم الإنصاف، متسائلين: "لماذا فقدتها بينما الآخرون لا يزالون ينعمون بوجود أمهاتهم؟".
الندم أو الشعور بالذنب: التفكير في الأمور التي لم تُقال أو تُفعل أثناء حياة الأم قد يسبب شعورًا قويًا بالذنب.
بحسب الدراسات المختلفة فإن هذه المشاعر طبيعية تمامًا، وأن الاعتراف بها والتعامل معها هو المفتاح لتجاوز هذا اليوم بأقل قدر ممكن من الألم العاطفي.
طرق عملية لتجاوز المشاعر الصعبة في عيد الأم:
يوجد العديد من الطرق التي يمكنك من خلالها التقليل من المشاعر الأليمة في عيد الأم، ومنها:
تقبل مشاعرك بدلاً من إنكارها
أول خطوة في التعامل مع عيد الأم بعد فقدان الأم هي السماح لنفسك بالشعور بالحزن والاشتياق دون خجل أو إنكار، قد يكون لديك رغبة في تجنب الحديث عن والدتك أو التفكير فيها، لكن الكبت العاطفي يمكن أن يزيد من التوتر النفسي على المدى الطويل، فإن إعطاء نفسك المساحة للحزن يساعدك في تجاوز الألم بطريقة صحية، ويمكنك فعل هذا من خلال ما يلي:
- تخصيص وقت خلال اليوم للكتابة عن مشاعرك في دفتر مذكرات.
- استمع إلى موسيقى أو أغاني كانت تذكرك بها.
- اسمح لنفسك بالبكاء إذا شعرت بالحاجة لذلك، فالبكاء وسيلة طبيعية لتفريغ المشاعر.
الاحتفاء بذكرى والدتك
بدلًا من محاولة تجاهل اليوم أو إلغائه من جدولك، حاول أن تجعله مناسبة خاصة للاحتفاء بذكرى والدتك بطريقة إيجابية، من خلال:
- زيارة قبرها ووضع الزهور أو قضاء بعض الوقت في الحديث معها كما لو كانت لا تزال تسمعك.
- إعداد أكلتها المفضلة ومشاركتها مع العائلة، مما يجعل يوم عيد الأم مليئًا بالدفء والذكريات الجميلة.
- التبرع لجمعية خيرية باسمها، خاصة إن كانت تهتم بقضايا إنسانية أو مجتمعية معينة.
- إنشاء ألبوم صور أو فيديو تكريمي يحتوي على أجمل لحظاتكما معًا.
فإن هذا يساعد في تحويل الألم إلى تجربة إيجابية تعزز الارتباط العاطفي بالأم حتى بعد رحيلها.
قضاء اليوم مع أشخاص داعمين
العزلة في هذا اليوم قد تزيد من الشعور بالحزن، لذا حاول قضاء بعض الوقت مع أشخاص يحبونك ويفهمون مشاعرك، وهذا يكون من خلال:
- الاجتماع مع أفراد العائلة الذين يشاركونك مشاعر الحنين إلى والدتك.
- قضاء اليوم مع صديق مقرب أو مجموعة دعم للأشخاص الذين فقدوا أمهاتهم.
- التطوع في عمل خيري أو مساعدة الآخرين، مما يمكن أن يمنحك إحساسًا بالراحة والهدف.
الاهتمام بصحتك النفسية
يمكن أن يكون عيد الأم يومًا مرهقًا عاطفيًا، لذا من الضروري تخصيص بعض الوقت للاعتناء بنفسك، حيث يمكنك القيام ببعض الأنشطة، ومنها:
- ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة مثل المشي أو اليوغا لتخفيف الضغط النفسي.
- الاسترخاء من خلال التأمل أو تمارين التنفس العميق.
- مشاهدة فيلم أو قراءة كتاب يبعدك قليلًا عن الأجواء العاطفية المكثفة.
صدقت نصيحة الأمهات.. النوم يقوي المناعة ضد الأمراض
كيف تتعامل مع أول عيد أم بعد فقدانها؟
يمثل أول عيد أم بدونها تحديًا خاصًا، حيث يكون الشعور بالحزن كبير جدًا. لذا، من المهم أن تخطط مسبقًا لكيفية قضاء اليوم لتجنب الوقوع في دوامة المشاعر السلبية، ومن أهم النصائح للتعامل مع أول عيد أم بعد الفقد:
- لا تضغط على نفسك للقيام بأي شيء لا ترغب فيه. إذا كنت لا تشعر بالرغبة في الاحتفال، فمن المقبول أن تتخطى اليوم بطريقتك الخاصة.
- حدد طرقًا خاصة لتكريمها، مثل ارتداء شيء يخصها.
- كن مستعدًا للمشاعر القوية، ولا تتردد في اللجوء إلى الأصدقاء أو العائلة لدعمك.
كيف تدعم شخصًا فقد والدته في عيد الأم؟
إذا كنت تعرف شخصًا فقد أمه، يمكنك دعمه ببعض الخطوات البسيطة التي ستحدث فرقًا كبيرًا بالنسبة له.
- أرسل له رسالة دعم تعبر فيها عن أنك تفكر فيه.
- قدم له دعوة للخروج حتى لا يشعر بالعزلة.
- استمع إليه إن أراد الحديث، فالتعبير عن المشاعر يساعد في تخفيف الحزن.