4 نصائح للتعامل مع الشعور بالذنب عند الأم العاملة.. للتوازن بين العمل والمنزل
تشعر الكثير من الأمهات بالذنب؛ لنزولهن إلى العمل لتلبية احتياجات المنزل، وترك أطفالهن لفترات طويلة، نقدم لكِ نصائح للتعامل مع الشعور بالذنب عند الأم العاملة تعرفِ إليها.
في كل مرة تضطر فيها الأم إلى ترك أطفالها في البيت، أو الحضانة، أو مع الجدة، أو الأب؛ للنزول إلى عملها، تصاب بما يعرف بالشعور بالذنب أو تأنيب الضمير تجاه الأبناء، فلماذا تشعر الأم بهذا الاحساس؟ تعرفي إلى نصائح للتعامل مع الشعور بالذنب عند الأم العاملة وطرق التغلب عليه.
لماذا تشعر الأم العاملة بالذنب تجاه الأبناء؟
منذ أن تولد الطفلة حتى تصبح أماً، يتم ترسيخ فكرة أن مسؤولية المنزل ثم الأطفال لا بد أن تتحملها على عاتقها وحدها، تلك الفكرة تُرسخ من الأهل، والمدرسة، والجامعة، ووسائل الإعلام المختلفة، حتى وإن نشأت في أسرة سوية تتساوى فيها الأدوار بين الأم والأب.
في هذا الشأن، استشهد موقع Harvard Business Review بمقولة إيمي ويسترفيلت، حيث تقول: "نحن نتوقع من النساء أن يعملن كما لو كن ليس لديهن أطفال، ونتوقع من النساء أن يربين أبنائهن كما لو كن لا عمل لديهن"؛ لهذا تشعر النساء بالذنب تجاه الأطفال تارة، والتقصير في العمل تارة أخرى؛ لصعوبة التوازن بين العمل والأطفال، حيث تتحمل الأم رعاية الأطفال بمفردها.
للمزيد: هل تؤثر الملابس على إنتاجية العمل من المنزل؟
أسباب الشعور بالذنب عند الأم العاملة
إن مسألة نزول النساء إلى العمل، وإن أصبح أمراً عادياً، ما زال يحفه بعض الخلط؛ فهناك تبرير دائم أن النساء ولدن لتربية الأطفال، وهم أجدر من الآباء في هذه المهمة، وأن الأمومة فطرة، لكن إن كان الأمر كذلك فهل دور الأب يكمن في الرعاية المادية للأطفال فقط؟ دعينا نتعرف في نقاط بسيطة إلى أسباب قد تجعلك تشعرين بالذنب لأنك أم عاملة، حاولي أن تتجنبيها:
1. الضغط الاجتماعي
دائماً ما يتم حصر دور الأم في الأدوار الرعائية فقط، فتتلقى الأم العاملة انتقادات؛ لترك أطفالها من أجل العمل. انتظري، ولا تتسرعي في ترك عملك، الأمر نفسه يحدث للأم التي تكتفي برعاية الأطفال، ولا تشارك في سوق العمل، فهي تتلقى انتقاد آخر من المجتمع؛ كونها لا تشارك زوجها في تحمل أعباء المنزل المادية؛ لذا لا تحاولي إرضاء الآخرين على حساب أولوياتك وأهدافك.
2. السعي وراء وهم الكمال
دائماً ما تنظر الأم إلى غيرها من النساء، اللاتي يقمن بأعمال إضافية لما تقوم به، ويبدو عليهن الاستقرار والسعادة، فالجميع محاط بتجارب الغير عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ونذّكر كل أم أن ما تشاهديه عبر الشاشات مجرد لحظات قررت الأم تسجيلها وعرضها، ولا تعني بالضرورة أن حياتها كأم مثالية؛ فلا تسعي وراء لحظات وهمية، بل اخلقي لحظات واقعية تظل في ذاكرتك أنت وأطفالك.
3. الشعور بالتقصير
تعتقد الأم العاملة أن تواجدها في المنزل ضروري من أجل تربية الطفل تربية سليمة، وهذا أمر غير صحيح، حيث تختلف ظروف كل أسرة عن غيرها، كما أن الطفل بحاجة إلى أن ينفصل في عمر ما بشكل ما عن الأم؛ حتى يندمج مع المجتمع، فينصح موقع Mom Well الأمهات، أن الكيف وليس الكم هو الأهم للطفل، فقد تقضي الأم اليوم بأكمله مع الطفل، وهي منشغلة بأعباء المنزل، أو بهاتفها، ويظل الطفل وحيداً. وقد تقضي الأم ساعة أو ساعتين مع طفلها وهي تشاركه نشاط يحبه، فيشعر بالأمان والمشاركة والاهتمام.
4. الشعور بالإرهاق
نتيجة لسعي الأم وراء إثبات جدارتها في المنزل، كأم وزوجة وطباخة ومدبرة منزل وابنة وزوجة ابن، وفي العمل، كمديرة وموظفة ناجحة تحاول تطوير مهاراتها ومواكبة كافة المستجدات، وفي المجتمع، كامرأة تهتم بذاتها وصحتها ومظهرها، تتضاعف الأعباء على الأم، فيزيد شعورها بالتعب، الذي قد يؤثر على صحتها الجسدية والنفسية، وبالتبعية يؤثر على علاقتها بنفسها وأسرتها، وينعكس على الأطفال، وبل ويزيد من شعورها بعدم الرضا.
طرق للتعامل مع الشعور بالذنب عند الأم العاملة
ذكرنا بعض الأسباب التي قد تزيد من الشعور بالذنب لدى المرأة العاملة، لكن كيف تتغلبين على هذا؟ إليكِ فيما يلي طرق التوازن بين الأسرة والعمل، والتخلص من الشعور بالذنب لدى الأم العاملة:
أولاً: سامحي نفسك
تنصح شيرلي زيجلر Sheryl G.Ziegler، في مقالها "كيف تتخلصي من الشعور بالذنب كأم عاملة" بأن تحاولي أن تصفحي عن نفسك حالة شعرتي بالتقصير تجاه أطفالك أو العمل، حتى لا يتحول الشعور بالذنب إلى شعور بالعار، ويتطور ليصبح صوتك الداخلي يصرخ قائلاً "أنا أم سيئة، وزوجة مهملة، وموظفة سيئة، وصديقة غير جديرة بالثقة".
حاولي في كل مرة تفكري فيها مع نفسك، أن تستبدلي جملة "أشعر بالسوء تجاه كذا.." بجملة "لقد اتخذت هذا القرار لأن.."، وتطلعي إلى الأمام.
ثانياً: راجعي قيمك وأولوياتك
لكل منا أولوية في حياته، فهناك من أولويته الأسرة، وهناك من أولويته العمل، وهناك من يضع نفسه أولوية دون الآخرين، لا يمكن أن نجزم أن هناك شخص على صواب وآخر على خطأ، ونقطة الفصل هنا راحة الفرد التي لا تؤدي إلى إزاء الغير؛ فمثلا إن كانت الأولوية لأسرتك، فتوقفي عن أي ساعات عمل إضافية، وخصصي وقت العمل للعمل فقط، ووقت الأسرة للأسرة فقط.
أما إن كانت الأولوية لعملك، فلا حرج في ذلك، اطلبي المساعدة من المقربين الموثوق فيهم، وناقشي زوجك في توزيع الأدوار بينكما، بل شاركي أطفالك في مهام المنزل ومسؤولياته بما يتناسب مع أعمارهم، واجعلي الوقت الذي تقضيه رفقتهم وإن قصر منطقة راحة وأمان لهم ولكِ.
ثالثاً: كوني أم جيدة لا مثالية
لعقود طويلة عانى الكثير من الآباء والأمهات من أسطورة الأب المثالي والأم المثالية، فلا أحد مثالي، خاصة في الأمومة والأبوة؛ لهذا تنصح شيرلي زيجلر بأنه لا بد أن يكون الأب والأم مهتمين ومتصلين بأطفالهم، في اللحظة الحالية، دون أن يضحوا باحتياجاتهم الشخصية والصحية، فعلاقة الأب والأم بالأبناء لا تقوم على التضحية، فالشعور بأني شخص يضحي يصحبه شعور آخر أن أجد مقابل ما أضحي من أجله، وهو ما يؤدي إلى خيبة أمل الكثيرين؛ فيكفي أن نكون آباء وأمهات كافيين، لكن غير مثاليين.
رابعاً: تجاهلي كل ما يعوق تقدمك
توقفي عن مشاهدة صور وفيديوهات وقصص الآخرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فالجميع يشارك لحظات بسيطة من حياته، معظمها غير حقيقي، واستبدلي الوقت الذي تقارني به نفسك بتجارب الآخرين، بتمضيته مع الأبناء، أو بتطوير مهاراتك المهنية، أو حتى في إيجاد حلول بمشاركة الأب للوصول إلى أهدافكما سوياً.
في الفيديو التالي تجيب د. أمل عواودة، أستاذ مشارك في علم الاجتماع ودراسات المرأة في الجامعة الأردنية، في لقاء لها، عن شعور الذنب عند الأم العاملة تجاه الأبناء:
نصائح لرعاية الأطفال عند العمل
في الفيديو السابق، لخصت د. أمل عواودة الحل، كونه يأتي عبر أربعة مستويات، تبدأ عند المرأة نفسها، ثم الرجل باعتباره الزوج والأب، ثم الأسرة، وأخيراً جهود الدولة والمؤسسات من أجل تسهيل الأمر على الأسرة أماً وأباً، من خلال توفير بيئة عمل مرنة، وتوفير شبكات مواصلات؛ لتخفيف أعباء الأسرة، وتوفير حضانات داخل مؤسسات العمل؛ للتقليل من شعور الأم بالذنب، ومحاولة تغيير النظرة إلى الأم العاملة كونها غير كافية، وغير جديرة ببعض المناصب القيادية، فضلاً عن الدعوة لمساواة الأجور بين الجنسين، ولمزيد من النصائح لتسهيل رعاية الطفل أثناء العمل، نقدم لكِ ما يلي:
- تذكري أن طفلك يحتاجك قدر احتياجه لوالده.
- ضعي خطة لتقسيم مسؤولية الطفل على الوالدين.
- يمكن أن تطلبي المساعدة من المقربين الموثوق فيهم.
- التزمي بالحدود التي تضعيها في وقت العمل ووقت الأسرة.
- لا تترددي في مشاركة الأمر مع مديرك في العمل بطلب ساعات عمل مرنة.
- تواصلي مع أمهات أخريات لديهن نفس التجربة لتحصلي على الدعم والمشورة.
- إن كان طفلك في عمر يسمح له بذلك تحدثي معه حول ضرورة نزولك إلى العمل.
- إن كانت ميزانيتك تسمح تشاوري مع الأب حول وجود مربية منزل في وقت العمل.
- ابحثي عن دار حضانة مناسبة لعمر طفلك وشخصيته تكون مناسبة لخطتك المالية.
- حددي أوقات ثابتة في اليوم للتواصل مع أطفالك فهناك العديد من الوسائل المرئية والمسموعة.
تذكري دائماً أنكِ لست بمفردك، فالجميع نساءً ورجالاً لديهم تلك الأزمة، فمن منا يفضل أن يترك أطفاله؟ ومن منا لا يبحث عن التطور المهني والمادي؟ ووسط كل هذا لا تترددي في طلب لمساعدة، وفي الاعتناء بصحتك الجسدية والنفسية، فهما أولوية.
aXA6IDMuMTcuMTc5LjEzMiA= جزيرة ام اند امز