بالصور.. "جبل البركل" أشهر المواقع الأثرية في السودان
جبل البركل واحد من أشهر المواقع الأثرية في السودان، حيث ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالتقاليد الدينية منذ عصور ما قبل التاريخ
يعد جبل البركل واحداً من أشهر المواقع الأثرية في السودان، حيث ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالتقاليد الدينية منذ عصور ما قبل التاريخ، ثم شكل العاصمة الدينية لمملكة "نبتة" التاريخية، كما يمثل أهم الموقع المختلطة "الثقافية الطبيعية" في السودان، والتي تم تسجيلها ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 2003.
ويضم جبل البركل مواقع أثرية تحمل آثار الثقافة النوبية في الفترة بين 900 و270 ق.م، والثقافة المروية 270 ق.م- 350م، والتي تضم قبورا، وأهرامات، ومعابد، وأبنية سكنية، وقصورا.
تاريخ جبل البركل وأهميته الثقافية:
شهد جبل البركل العديد من الأحداث التاريخية منذ عهد الملك "تحتمس الثالث" الذي استطاع غزو المنطقة، وتشييد حامية عسكرية في الجبل عام 1450ق.م، كما أصبحت المنطقة عاصمة للحضارة الكوشية في عهد الأسرة الـ25، وهي الأسرة النوبية التي استطاعت حكم مصر من القرن التاسع حتى القرن السابع قبل الميلاد، وهي ما عرفت بالمملكة الكوشية وعاصمتها "نبتة" التي تقع على الضفة الغربية لنهر النيل، وتبعد 400 كم من الخرطوم بشمال السودان.
مثل جبل البركل المركز الرئيسي للتتويج الملكي والطقوس الملكية خلال عصر الحضارة الكوشية، حيث حرص الملوك على إجراء طقوس تتويجهم في الجبل، حيث يعتقد أن الإله يسكن الجبل، كما كان يرجع له الملوك في اتخاذ قرارات الحرب، وأيضا إنهاء حكم الملك أو بقائه في الحكم، وظل هذا التقليد حتى القرن الثالث قبل الميلاد، وقد ألغى الملك أرجمنيس هذا التقليد وقام بقتل كهنة الوحي الإلهي في الجبل.
كان جبل البركل في ثقافة وادي النيل المصرية والسودانية يمثل جبلا مقدسا أو طاهرا، لاحتوائه على عدد كبير من المعابد الدينية، كما أطلق عليه المصريون القدماء بالهيروغليفية "دجو- واب" والتي تعني الجبل الطاهر، كما تدل الآثار الموجودة على الجبل أنه كان قبلة رئيسية لعبادة الإله "آمون رع"، كما دارت حول الجبل العديد من الأساطير منها أن إحدى الملكات المصريات قامت بالاحتماء بالجبل بعد محاولة آلهة الشر قتلها واستقرت به، وبعد فترة جاء أحد الملوك المصريين وأرجعها لمصر، ولكنها رجعت للجبل مرة أخرى.
يضم الجبل عدداً من المواقع الأثرية النوبية منها 13معبدا، و3 قصور، وقد اكتشفت عام 1820، وعدداً من الأهرامات "نحو 15 هرما" شيدت على الطراز المصري، وحملت أسماء الملوك الكوشيين الذين حكموا خلال تلك الفترة منهم الملك "إكتسينس" أو "أريا ماني"، و"صبرا كماني"، و"تريكاس" بالإضافة إلى ملكات كوشيات منهم الملكة "ناوي دماك"، و"أماني ريناس".
أهم المعابد الموجودة بالجبل هو معبد "آمون الكبير" الذي يشكل بيت الزعامة الدينية، ومعبد "الإله موت"، بالإضافة إلى معبد آخر يعرف بمعبد "دوت"، وهو كان مخصصا لولادة الملكات، حيث يقمن داخله طوال فترة الحمل ويضعن بداخله، وكذلك المعبد الرئيسي الذي يتكون من ثلاث قاعات رئيسية، القاعة الأولى كانت لعامة الشعب، والثانية للكهنة وخصصت الثالثة لتتويج الملك، فضلاً عن قصور أشهرها قصر الملك "نتكامني"، ويضم الجبل العديد من الرموز الحجرية المقدسة التي تدل على الحضارة المصرية القديمة، كما عثر على العديد من تماثيل ملوك كوش بالجبل مثل تماثيل الملك نتكماني الضخمة، و تمثال الملك" اتلانيرسا" بن تهارقا، والتي نقلت بعد ذلك إلى مدخل صالة المتحف القومي.
aXA6IDMuMTMzLjEwOC4yMjQg جزيرة ام اند امز