«مصطفى إسماعيل».. قارئ القصر الملكي الذي أبدع بـ19 مقامًا موسيقيًا
تحل اليوم 26 ديسمبر/ كانون الأول ذكرى وفاة فضيلة القارئ الشيخ مصطفى إسماعيل، أحد أعظم أعلام تلاوة القرآن الكريم في مصر والعالم الإسلامي.
كان صوت مصطفى إسماعيل مدرسة فريدة، يتسم بالخشوع والإبداع المقامي، وظل إرثه في التلاوة حيًا في أذهان محبيه حتى يومنا هذا.
من هو مصطفى إسماعيل؟
وُلد الشيخ مصطفى إسماعيل في 17 يونيو/ حزيران 1905 بقرية ميت غزال، التابعة لمحافظة الغربية. حفظ القرآن الكريم كاملًا وهو في الثانية عشرة من عمره في كُتّاب القرية.
أكمل الشيخ دراسته في المعهد الأحمدي بطنطا، حيث تلقى علوم التلاوة والقراءات على يد الشيخ إدريس فاخر، وتمكن من مراجعة القرآن ثلاثين مرة. أتم دراسة أحكام التجويد والقراءات العشر قبل أن يبلغ السادسة عشرة من عمره.
أهم محطات الشيخ مصطفى إسماعيل
تميز الشيخ مصطفى إسماعيل بقدرته الفريدة على القراءة باستخدام أكثر من 19 مقامًا موسيقيًا، وهو ما أضفى على تلاوته سحرًا خاصًا جعلها تُلامس القلوب، ومن بين أهم محطات حياته:
- الإذاعة المصرية: كان الشيخ مصطفى إسماعيل أول قارئ يُسجل في الإذاعة المصرية دون اجتياز اختبار، وهو إنجاز استثنائي يعكس عظمته ومكانته.
- القصر الملكي: عيّن قارئًا رسميًا للقصر الملكي في عهد الملك فاروق، مما منحه شهرة واسعة.
- تأثره بالمشايخ العظماء: كان الشيخ مصطفى إسماعيل محبًا للشيخ محمد رفعت والشيخ عبد الفتاح الشعشاعي، وتأثر بهما في بداياته.
- رحلاته الدولية: زار الشيخ أكثر من 25 دولة عربية وإسلامية، إضافة إلى دول أوروبية مثل ألمانيا والولايات المتحدة، حيث حمل رسالة القرآن الكريم بصوته العذب إلى جميع أنحاء العالم.
- قراءته في المسجد الأقصى: قرأ الشيخ القرآن الكريم مرتين في المسجد الأقصى، الأولى في عام 1960 خلال احتفالية الإسراء والمعراج، والثانية في عام 1977.
وفاة الشيخ مصطفى إسماعيل
في صباح يوم الجمعة، 22 ديسمبر/ كانون الأول 1978، غادر الشيخ مصطفى إسماعيل عزبته مودعًا ابنته، متجهًا إلى دمياط للمشاركة في افتتاح جامع البحر بحضور الرئيس الراحل أنور السادات.
بعدما ألقى تلاوته الأخيرة هناك، عاد إلى منزله بحي رشدي في الإسكندرية. وفي مساء ذلك اليوم، أُصيب بانفجار في المخ أدى إلى تسلل الشلل إلى جسده، وتم نقله إلى المستشفى في حالة غيبوبة تامة.
ظل الشيخ مصطفى إسماعيل في المستشفى عدة أيام حتى وفاته يوم الثلاثاء، 26 ديسمبر/ كانون الأول 1978. أُقيمت له جنازة رسمية يوم الخميس، 28 ديسمبر/ كانون الأول 1978، حضرها كبار الشخصيات وجموع من محبيه.