القارئ محمد عكاشة.. 100 عام من تلاوة القرآن (بروفايل)
من بين قراء الجيل الذهبي وشيوخ الرعيل الأول، لمع اسم القارئ المصري محمد عكاشة كأحد أقوى الأصوات وأكثرها شهرة.
ظل الشيخ "عكاشة" يقرأ القرآن الكريم قرابة 90 عامًا، وكان من ضمن الأصوات التي افتتحت الإذاعة المصرية عام 1934.
وبين الشيخ "عكاشة" والإذاعة المصرية خلاف غير مفهوم، فمنذ الخمسينيات وهي تمنع إذاعة تسجيلاته، في قرار أثار استغراب واستنكار الكثيرين.
القارئ محمد عكاشة
ولد القارئ الشيخ محمد عكاشة في قرية أبي رجوان القبلي بمركز البدرشين جنوب محافظة الجيزة، وجاء مولده عام 1882، وعمّر نحو 100 عام حتى توفي عام 1982.
وترعرع القارئ "عكاشة" في عائلة "القصير" المرموقة وقتذاك والتي كانت حريصة على كتاب الله، وسرعان ما انتقل للعيش في حي المنيرة الراقي في وسط القاهرة فترة صباه وشبابه.
تتلمذ الشيخ عكاشة على يد مؤسس دولة التلاوة الشيخ أحمد ندا، وسرعان ما ذاع صيته بين أقاليم مصر، وراح يطوف جميع المحافظات لإحياء الليالي الدينية وقراءة القرآن في مآتم الأعيان,
وفي منتصف العشرينيات، اختاره الزعيم المصري سعد زغلول ليكون قارئ السورة في مسجد السلطان الحنفي بمنطقة السيدة زينب، كما كان من مشاهير القراء في قصر عابدين قبل ثورة 1919.
ويقال إن الشيخ عكاشة قرأ 28 سورة كاملة من كبار السور بداية من سورة البقرة وحتى سورة العنكبوت في ليالي أحد شهور رمضان، وظل يتلو آيات الذكر الحكيم طوال 90 عامًا دون انقطاع.
منع تسجيلاته
ويقول شكري القاضي في كتابه "عباقرة التلاوة في القرن العشرين" إن اسم محمد عكاشة لا يذكر كثيرًا ضمن قائمة رواد القرآن الكريم لسبب لا يزال مجهولا كان وراء منع تسجيلاته من الإذاعة.
ويضيف أن الإذاعة البريطانية تعاطفت معه بعد منع تسجيلاته، وتعاقدت معه لتسجيل وإذاعة 16 شريطا مسجلا للقرآن الكريم مرتين أسبوعيا مقابل 3 جنيهات عن كل نصف ساعة حتى عام 1965.
ولا زالت الإذاعة المصرية تمنع تسجيلاته رغم تكريمه من محافظة القاهرة بإطلاق اسمه على أحد شوارع حي المطرية في مايو/ أذار 1983، وتكريمه في عيد الإعلاميين عام 1984 مع عدد كبير من كبار القراء.
وفي مطلع السبيعينيات، أجرت صحيفة "الجمهورية" حوارًا مع الشيخ "عكاشة"، وكان عمره حينها 90 عامًا، وقال إنه كان أحد 3 قراء افتتحت بهم الإذاعة إرسالها بجانب الشيخ محمد رفعت والشيخ محمد الصيفي.
وأبدى "عكاشة" إعجابه الشديد بالقارئ المصري الكبير مصطفى إسماعيل، كما أبدى في الحوار استياءه من كثرة الشائعات حول وفاته التي كان يطلقها بعض شباب القراء، وقال حينها إنهم كانوا ينتحلون اسمه.
وأثنى "عكاشة" على قارئات القرآن في مصر، ومنهن من التحقن بالإذاعة، مثل أسمهان قارئة مسجد السيدة نفيسة، وكان صوتها أقرب إلى صوت الرجال، وكريمة العدلية ومنيرة عبده.
aXA6IDE4LjE4OS4xODUuNjMg جزيرة ام اند امز