القارئ راغب غلوش.. "شاويش" الإذاعة المصرية (بروفايل)
اشتهر القارئ المصري راغب مصطفى غلوش بلقب "شاويش القراء" و"شاويش الإذاعة المصرية" لدخوله دولة التلاوة في أثناء خدمته العسكرية.
وكان الشيخ غلوش جنديًا بمركز "بلوكات" الأمن المركزي بمنطقة الدراسة شرق العاصمة المصرية القاهرة، وكان يذهب لأداء الصلاة في مسجد الإمام الحسين القريب من محل خدمته.
وفي مطلع الستينيات، اقتحم الشيخ غلوش دولة التلاوة بزيه "الميري"، وجاءت انطلاقته من مسجد الحسين، الذي كتب شهادة ميلاده كأحد أفضل قراء عصره وأوسعهم شهرة.
راغب غلوش.. شاويش القراء
وفي إحدى ليالي رمضان عام 1960، توجه المجند الشاب إلى مسجد الحسين قادمًا من وحدته العسكرية، واستأذن من شيخ المسجد لرفع الأذان، فوعده بذلك إذا سنحت الفرصة.
وذات ليلة، لم يحضر القارئ الشيخ طه الفشني إلى المسجد، وكان هو المؤذن وقتذاك، وكان الشاب غلوش موجود بالمسجد، واستجاب القدر ورفع الأذان عبر ميكروفونات المسجد.
وانطلق صوت المجند الشاب بالأذان بإتقان غير مسبوق، واختتمه بعبارة القارئ مصطفى إسماعيل المعتادة وهي "والصلاة والسلام عليك يا نبي الرحمة يا ناشر الهدی یا سیدی یا رسول الله".
وقوبل صوت "غلوش" في رفع الأذان بإعجاب المصلين، فتشجع على قراءة ما تيسر من سورة الحاقة، وتجلت موهبته في تلك الليلة، ليحفظ صوته في ذاكرة المصلين، وتكون انطلاقته من مسجد الحسين.
القارئ راغب غلوش
ولد الشيخ راغب مصطفى غلوش في 5 يوليو/ تموز 1938 في قرية برما بمحافظة الغربية شمال مصر، وأتم حفظ القرآن الكريم في التاسعة من عمره، وجوّده على يد الشيخ عبدالغني الشرقاوي في كتاب القرية.
وعندما بلغ الخامسة عشرة من عمره، بدأ "غلوش" يشارك في إحياء المناسبات الدينية والمآتم، وذاع صيته في قريته وفي القرى المجاورة ومحافظات الدلتا، قبل أن يلتحق بمعهد القراءات في المسجد الأحمدي.
ويقول شكري القاضي في كتابه "عباقرة التلاوة في القرن العشرين"، إن "غلوش" كان يحافظ على عادة التلاوة يوميا ما بين أذان العصر والإقامة، وهي العادة التي أوصلت صوته إلى جموع المصلين بمسجد الحسين.
التحاقه بالإذاعة
وعندما بلغ عشرين عامًا، واشتهر بين أحباب مسجد الحسين، فوجئ بطلب استدعائه من رئيس الوزراء المصري آنذاك زكريا محيى الدين، فأدى له التحية العسكرية، وبعدها صدر قرار بإلحاقه بمعهد القراءات.
ولم يجد قائد وحدته العسكرية مفرًا من تنفيذ قرار رئيس الوزراء، فالتحق بمعهد القراءات، ولدى عودته إلى الوحدة استقبله قائده بحفاوة كيرة، وأسند إليه مهام مسجد المعسكر ليؤم المصلين.
وقبل انتهاء فترة تجنيده عام 1961 تقدم "غلوش" بأوراقه للانضمام إلى الإذاعة المصرية، وخضع لاختبارات لجنة القراء ضمن 160 قارئًا، وتخطى الشيخ الشاب الاختبارات بتفوق، وكان لازال يرتدى زيه العسكري.
وأصبح راغب غلوش قارئًا معتمدًا بالإذاعة المصرية وهو شاويش في الخدمة العسكرية، وحمل صوته آيات الذكر الحكيم عبر أثير الإذاعة لأول مرة فجر يوم وفاة العاهل المغربي الملك محمد الخامس عام 1962.
إلى العالمية
وكان أول أجر يتقاضاه الشيخ غلوش من الإذاعة 6 جنيهات، وكانت أولى زياراته خارج مصر إلى ليبيا ثم سوريا والكويت وبقية البلدان العربية، وكان يسافر لإقامة الليالي الرمضانية في فرنسا وإنجلترا وكندا وأمريكا.
ومن قائمة الدول التي سافر إليها الشيخ غلوش البرازيل وإيران، وكانت له شعبية كبيرة في دول الخليج العربي، وكان محبوه ينتظرون قدومه للاستماع إلى تلاوته العذبة، كما رتّل القرآن لإذاعات دول الخليج.
ويقول "القاضي" في كتابه: "في مطلع السبعينيات، قرأ الشيخ غلوش في المركز الإسلامي بالعاصمة لندن، وحينها أسلم العشرات على يديه، لكنه اعتزل التلاوة وعمره 61 عامًا، وكان يعرف بالعصبية وتقلب المزاج".
وارتبط اسم الشيخ غلوش بالقراءة في مسجد إبراهيم الدسوقي في محافظة كفر الشيخ، لكنه وقع في خلاف مع أحد محافظيها، فاستبعد من المسجد 3 سنوات حتى عام 1996، وتوفي في فبراير/ شباط 2016.
aXA6IDMuMTM2LjIyLjIwNCA= جزيرة ام اند امز