القارئ والمبتهل محمد عمران.. "صوت الفجر"
لم يحقق القارئ والمبتهل المصري محمد عمران الشهرة والانتشار اللائقين بمكانته، لكن أحداً لا ينكر موهبته كآخر العباقرة في دولة التلاوة.
وحالت ظروف الشيخ الصحية دون عطائه، إذ فقد بصره وصار كفيفًا في سن مبكرة، وفي مرحلة متقدمة من شبابه أصيب بمرض السكري، الذي أثر على مزاجه بالسلب في كثير من الأحيان.
وكشف الكاتب المصري شكري القاضي في كتابه "عباقرة التلاوة في القرن العشرين" عن تدهور علاقة الشيخ محمد عمران بالإعلام والإعلاميين، ولم تبادر جريدة ولا مطبوعة مصرية بنشر خبر وفاته.
واكتفت جريدة "اللواء الإسلامي" الصادرة عن مؤسسة "أخبار اليوم" وحدها بنشر خبر وفاة الشيخ "عمران" على عمود بصفحتها الثانية، وباقتضاب شديد جدًا، كما يقول "القاضي"، واصفا الأمر بـ"المؤسف".
محمد عمران.. آخر عباقرة التلاوة
ولد الشيخ محمد أحمد عمران في مركز طهطا بمحافظة سوهاج جنوب مصر في 10 أكتوبر/تشرين الأول 1944، وتوفي 6 أكتوبر/تشرين الأول 1994 عن عمر ناهز 50 عاما، وأتم حفظ القرآن الكريم في العاشرة من عمره.
وفي العام 1955، ارتحل الشيخ عمران إلى القاهرة وعمره 11 عامًا، والتحق بمعهد المكفوفين للموسيقى، وتلقى دروس الإنشاد والموشحات الدينية على يد الشيخ سيد موسى، ومن هنا بدأت رحلته في عالم التلاوة.
والتحق بشركة حلوان للمسبوكات قارئا في مسجدها، وفي أوائل السبعينيات اعتمدته الإذاعة المصرية مؤديًا ومبتهلًا للموشحات، وبدأ بألحان الموسيقار حلمي أمين ثم شاركه بصوته في ألحان برامج دينية.
كما أدى الشيخ ألحانا أخرى للشيخ سيد مكاوي، وحين سمعه موسيقار الأجيال الراحل محمد عبدالوهاب أعجب بصوته كثيرا وسجل معه بعض الابتهالات، وبدأت بصمات الشيخ تظهر عبر الابتهالات الإذاعية.
وذاع صيته في عالم التلاوة بعد مشاركته في إحياء المناسبات الدينية المذاعة وغير المذاعة، كما شارك في إحياء أمسيات بدار الأوبرا، وتعاقدت معه إحدى شركات "الكاسيت" لتسجيل بعض سور القرآن الكريم.
الإذاعات العربية
بعد ذلك، اختير قارئا بمسجد أحمد عبدالمنعم بالجيزة، وحرصت إذاعات عربية عدة على تسجيل القرآن والابتهالات بصوته، ومنها إذاعة المملكة العربية السعودية والبحرين وعمان وغيرها من الدول.
ويقول "القاضي" في كتابه: "عندما يكتب تاريخ الإنشاد الديني الذي تربع علي عرشه الشيخ علي محمود، وسار على دربه محمد الفيومي وطه الفشني وسيد النقشبندي سوف يأتي اسم الشيخ عمران في مقدمة الصفوف".
ويضيف: "كان الشيخ محمد عمران مزيجًا متفردًا من كل هذه الأصوات المتميزة، وأحد أبرز الأصوات الجميلة المعطاءة التي كان المسلمون يستيقظون عليها لأداء شعائر صلاة الفجر من الإذاعة المصرية في كل المساجد".
وكان الشيخ عمران يرى أن المنشد لا بد أن يكون قارئا للقرآن الكريم، وأن معظم المنشدين بالإذاعة لا يصلح منهم إلا عدد قليل، منهم سعيد حافظ ومحمد الهلباوي، وأن ما يميز الشيخ هو أن يحمل جديدا للنوتة الموسيقية.
aXA6IDEzLjU5LjIwNS4xODIg جزيرة ام اند امز