دواعش موزمبيق.. إرهاب يتوحش بتكتيكات عنف "متفردة"
رغم مرور 5 أشهر على وصول قوات عسكرية أجنبية إلى موزمبيق لإسنادها في المعركة ضدّ جماعات الإرهاب، إلا أن نشاطها ما زال مستمرا.
ولا تزال تلك الجماعات الإرهابية مستمرة منذ سنوات في بث الرعب في شمال البلاد، وشنّ هجمات دامية بعدما نجحت في تطوير تكتيكاتها وتعزيز قدراتها الميدانية.
- "الغاز" تحت حماية فريق خاص لمكافحة الإرهاب في موزمبيق
- لمكافحة الإرهابيين.. مهمة أوروبية عسكرية في موزمبيق
ولم يكتف الإرهابيون بتكثيف وتيرة هجماتهم ضدّ القرى والمدنيين في مقاطعة كابو ديلجادو ذات الغالبية المسلمة، بل وسّعوا نطاقها إلى مقاطعات أخرى مجاورة في شمال البلاد وصولاً حتّى إلى تنزانيا.
وبحسب شهود وخبراء، فإن هذا النزاع المستمرّ منذ 4 سنوات، أجبر حتّى اليوم أكثر من 800 ألف شخص على الفرار من منازلهم.
وفي الأسبوع الماضي، أضرم إرهابيون النار في عشرات المنازل في منطقة ماكوميا، وقطعوا رأس شخص وقتلوا اثنين آخرين بالرصاص، بحسب سكان.
وقال عبودو سيتوبي، أحمد أهالي موزمبيق، إنّ الإرهابيين وبعدما أطلقوا النار على امرأة مسنّة، ألقوا بجثتها في مبنى كانوا قد أضرموا النار به، فلم يتبقّ للعائلة المفجوعة سوى بقايا جثة متفحم لدفنها.
وأضاف أنّ "الناس يريدون اللجوء إلى أماكن أخرى".
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول تزرع هذه الجماعات المسلّحة التي بايعت تنظيم داعش الرعب في كابو ديلجادو، المقاطعة الفقيرة على الرّغم من أنّها غنية بالغاز الطبيعي.
وفي مارس/آذار شنّ الإرهابيون هجوماً كانوا قد خطّطوا له بعناية على ميناء بالما، ممّا أسفر عن مقتل العشرات وتسبّب بنزوح جماعي للسكّان.
وسرعان ما نشرت هذه الدول، تقودها جنوب إفريقيا ورواندا، قوات عسكرية في شمال موزمبيق، فيما تولّى عسكريون أمريكين وأوروبيون تدريب كوادر عسكرية.
لكن على الرّغم من كلّ هذه التعزيزات والتدريبات العسكرية فقد وجد المدنيون أنفسهم لوحدهم أمام الهجمات الإرهابية التي استهدفتهم في الآونة الأخيرة.
ولم تتصدّ لهؤلاء المسلّحين أي قوات عسكرية أو أمنية، على الرّغم من أنّ "وحدات من الجيش كانت متمركزة في قرية مجاورة"، بحسب ما أكّد شاهد قال إنّه ينتمي إلى ميليشيا شكّلها السّكان للدفاع عن أنفسهم.
وقالت جوديت بولينو التي تملك متجراً في ماكوميا لوكالة فرانس برس إنّ "السكان المحليّين يتّجهون إلى المدن، إنّهم خائفون".
والجمعة قال رئيس موزمبيق فيليب نيوسي خلال حفل تخريج ضباط في الشرطة "هناك شائعات عن عدم استقرار في ميكولا بمقاطعة نياسا، يجب حلّ هذا الأمر بسرعة".
وبسهولة فائقة تمكّنت الجماعات الإرهبية من تجنيد مقاتلين من الفلاحين والصيادين المحليّين، مستفيدة في ذلك من الغضب الذي يشعر به هؤلاء بسبب عدم استفادتهم من الاستثمارات الضخمة التي حصلت في منطقتهم منذ اكتشفت في مياه بحرهم احتياطيات ضخمة من الغاز الطبيعي.
وكانت حكومة موزمبيق وعدت في أعقاب استعادتها السيطرة على بالما ودحر الإرهابيين من المدينة بتحسين أوضاع السكّان.
وقال يوهان فيليوين الباحث في معهد دينيس هيرلي للسلام إنّ "الأولوية بالنسبة للروانديين هي حماية المنطقة المحيطة بمنشآت توتال".
وأكّد هذا الباحث الذي عاد الأسبوع الماضي من زيارة للمنطقة أنّه تلقّى تقارير عن وقوع هجمات في مقاطعات مجاورة لكابو ديلغادو، وصولاً حتى إلى تنزانيا.
وقتل أكثر من 3500 شخص، نصفهم تقريباً من المدنيين، منذ بدأ النزاع في شمال موزمبيق بحسب منظمة آكليد غير الحكومية الأميركية.
aXA6IDMuMTQ4LjEwOC4xOTIg
جزيرة ام اند امز