مبارك أردول.. عامل البناء بالقصر الرئاسي السوداني يعود إليه مفاوضا
المتحدث باسم الحركة الشعبية توارد إلى خاطره فور خروجه من جلسة المفاوضات بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير ما حدث منذ 19 عاما
حينما وضع المتحدث الرسمي باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان، مبارك أردول، الأحد، قدمه على عتبة الدخول للقصر الرئاسي السوداني كانت ذاكرته تعود إلى الوراء نحو عقدين من الزمان عندما خرج من ذات البوابة برداء مغبر بعد يوم شاق من العمل في البناء داخل القصر.
كان أردول يومها طالبا بالمرحلة الثانوية العامة كما يقول، يستغل العطلات الصيفية للعمل في مهن هامشية لتوفير بعض المصروفات التي تعينه في العام الدراسي المقبل، وهكذا دخل إلى القصر الرئاسي كعامل يومية بناء المعروفة محليا بـ "الطلبة" يحمل الطوب وأدوات البناء الأخرى على كتفه.
وفور خروج المتحدث باسم الحركة الشعبية من جلسة المفاوضات بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير، التي استمرت حتى الساعات الأولى من صباح الإثنين، كتب على صفحته الشخصية بـ"فيسبوك" ما توارد إلى خاطره بين دخوله إلى القصر الرئاسي اليوم وخروجه منه قبل 19 عاما.
وكتب يقول "في بوابة الدخول للقصر الجمهوري ضمن الوفد المفاوض لقوى الحرية والتغيير اليوم، رغم ما دار في الجلسات كما تفضل به المتحدثون، لكني تذكرت أنني دخلت هذا المكان من قبل عندما كنت طالبا في المرحلة الثانوية، وتحديدا قبل 19 عاما، دخلته وأنا عامل يوميات (طلبة)، والغريب خرجت من البوابة نفسها التي دخلت عبرها اليوم".
وكان أردول يومها يمثل شريحة الفقراء والمهمشين، وفور تخرجه من الجامعة التحق بالتمرد الذي تقوده الحركة الشعبية لتحرير السودان في منطقتي "جبال النوبة والنيل الأزرق".
وهناك شاهد أردول أوضاعا مأساوية للسكان الذين يعانون الفقر والجهل والمرض بسبب التهميش الذي تعرضت له مناطقهم طوال حكم النظام السابق.
وعاد المتحدث باسم الحركة الشعبية إلى الخرطوم الأسبوع الماضي بعد سنوات من الغياب على رأس وفد التحق بالمفاوضات الجارية بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير حول ترتيبات الفترة الانتقالية.
وقال أردول في منشوره على "فيسبوك": "إن الثورة السودانية لا بد لها أن تغير السودان لصالح الفقراء والمهمشين الذين خططت السياسات بشكل محكم لإبعادهم من المشاركة في صنع القرار".
وأضاف "سنعمل من أجل المزيد لتمكين كل الشرائح المقهورة والمبعدة لتخطيط السياسة في البلاد وتنفيذها، وسنعمل أيضا من أجل مجانية و إلزامية التعليم من الأساس والجامعي حتى يركز الطلاب على التدارس بشكل أفضل ويساهمون في صناعة مستقبل بلدنا".
منذ البارحة ينخرط المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير في مفاوضات مكثفة لأجل حسم النقاط المتبقية بشأن تشكيل حكومة الفترة الانتقالية، وينتظر أن تعلن خلال الساعات المقبلة نتائج المحادثات والاتفاق الذي تم التوصل له.
aXA6IDMuMjIuNDIuMTg5IA== جزيرة ام اند امز