"ملائكة الطين".. متطوعون ينقذون الممتلكات الموحلة بكاليفورنيا
صفحة على فيسبوك، تجمع المتطوعين للتنقيب عن المفقودات التي جرفتها الكوارث الطبيعية في الطين.
من المعتاد أن تأتي الكوارث الطبيعية لتجرف كل شيء، بدءاً من الممتلكات والمنازل وانتهاءً بالأرواح، ولكن ثمة بريق أمل في مونتيسيتو بولاية كاليفورنيا الأمريكية، فيمكن للمواطنين الآن العثور على ممتلكاتهم الضائعة عبر صفحة "مفقودات كارثة مونتيسيتو" على فيسبوك.
غربلة الحطام
ويعود الفضل في جمع شمل الأفراد بممتلكاتهم إلى "ملائكة الطين"، وهم متطوعون يخوضون في الطين لينتشلوا الأشياء من وحل وحطام الانهيارات الطينية التي عصفت بمونتيسيتو، وفقا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وبدأت المجموعة على فيسبوك عندما وجدت "إيرين دوهرتي" زوجاً من الأقراط الزرقاء المتلألئة في حقيبة موحلة على شاطئ بيترفلاي، ونشرت صورة الأقراط على فيسبوك حيث تمت مشاركتها 10 آلاف مرة حتى وصلت إلى نجلة مالكتها "كيلي ميتشل فايمر" التي توفي والداها في الانهيار الطيني.
وقالت دوهرتي إن فايمر لم يتبق لها أي شيء من منزل والديها، بينما أشارت فايمر إلى أنها تتذكر أن والدتها ارتدت تلك الأقراط منذ وقت ليس ببعيد، موضحة أنها ما كانت ستجد الأقراط إذا لم تصادف سيدة على الشاطئ أخبرتها عن الصفحة.
ومن هنا، أطلقت دوهرتي المجموعة على فيسبوك التي أصبحت منتدى للأشخاص لنشر أي شيء يجدونه وكل ما يبحثون عنه.
وأوضحت دوهرتي أن الناس يعودون إلى منازلهم ويجدون ممتلكات الآخرين في كل مكان، مضيفة أن هناك ثلاثين ميلا مربعا من الحطام في كل مكان "الأمر يشبه قنبلة ضربت منازلهم وقذفت كل شيء على بعد أميال وحتى في المحيط".
تحت رحمة الطين
وأشارت دوهرتي إلى أنهم أعادوا ما يقرب من 100 شيء إلى الملاك أو عائلاتهم، واصفة الوضع "نبحث عن الممكن في وضع مستحيل".
وتوجهت دوهرتي مع "ملائكة الطين" إلى شاطئ بيترفلاي يوم السبت للتنقيب في الطين للعثور على المزيد من المفقودات، ويتراوح عمق الطين من ست بوصات في بعض الأماكن وحتى ثلاثة أقدام أو أعلى من ذلك.
وأوضحت دوهرتي أن الطين بدأ في التحجر واحتمالات العثور على الصور ستكون أقل وأقل، مشيرة إلى أن الصور التي يعثرون عليها هي الأشياء الأكثر قيمة التي يعيدونها إلى الناس، مضيفة "كل شيء تحت رحمة الطين".
وقالت دوهرتي إن الأشياء التي لا تقترن بملاكها ستذهب إلى مكتب شريف سانتا باربرا، وقال الرقيب جون ماكسويل من المكتب إنهم على تواصل مع المجموعة.
وأوضح ماكوسيل إن "مفقودات مونتيسيتو" كانت مفيدة جدا في خلق تواصل بين المكتب وأصحاب الأملاك ومساعدة المواطنين على التواصل مع مكتب الشريف لترتيب موعد مع الموظف المعني بشؤون الممتلكات لاسترداد ممتلكاتهم التي تم العثور عليها.
وأضافت دوهرتي أنهم لا يبحثون عن الممتلكات المفقودة فقط أثناء حفرهم في الشاطئ الموحل، وإنما ينظفون القمامة والحطام أيضا، فعملية التنظيف ستستغرق أشهرًا.