مفتي مصر: الدلائل قوية على قرب نهاية الإخوان
قال الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، الجمعة، إن ثمة دلائل وبراهين قوية على قرب نهاية تنظيم الإخوان بالكامل.
وأكد مفتي مصر، خلال استضافته في أحد البرامج المصرية، أن "دار الإفتاء لا تلتفت لهجوم الإخوان عليها جراء نطقها بالحق، فقد تربى العلماء على قول الحق وعدم الخوف من الباطل".
وذهب الدكتور شوقي علام إلى أن "التأسلم السياسي هو الاستغلال السياسي والسيئ للإسلام للوصول إلى أغراض معينة في الماضي والحاضر بداية من عصر الخوارج إلى عصر الإخوان".
وأكد "علام" أنه "بغض النظر عن الظروف التي نشأت فيها هذه الحركات السياسية والتي استغلت الدين استغلالًا خاطئًا؛ فقد فشلت فشلًا ذريعًا نتيجة سوء مذهبهم ومنهجهم، فقد سقط مشروعهم دينيا وقيميا وأخلاقيا منذ بداية نشأته، والسبب في ذلك أنه قام على أسس واهية، ومفاهيم خاطئة، وتصورات باطلة، وما بني على باطل فهو باطل".
ولفت فضيلته النظر إلى أن "مقاصد الشريعة التي يتوجب الحفاظ عليها لا تتم إلا من خلال الدولة والوطن؛ فإذا سقطت الدول سقط الحفاظ على هذه المقاصد".
وأضاف: "المواجهة الفكرية المتمثلة في العلم الرشيد وكذلك المواجهة الأمنية ضد أعداء الوطن يسيران جنبًا إلى جنب، فبينهما تكامل وتوافق".
شهادات أزهرية
أما عن شهادات علماء الأزهر في جماعة الإخوان فقد استكمل مفتي مصر الشهادات قائلًا: لقد استشعر الشیخ محمد عبد اللطیف السبكي -عضو هيئة كبار العلماء بالأزھر- خطر الإخوان برؤية ثاقبة ومستشرفة للمستقبل عند نقده لكتاب "معالم في الطریق" لسید قطب عام 1965م وتفنيده لما جاء فيه تفنيدًا علميًّا بعقل أزهري متفتح، بناءً على طلب الإمام الأكبر شیخ الأزھر وقتها فضيلة الشیخ حسن مأمون الذي أسند إلیه مراجعة وكتابة تقریر عن مضمون الكتاب.
ونقل "علام" عن السبكي ما فنده في شهادته: "لأول نظرة في الكتاب یدرك القارئ أن موضوعه الدعوة إلى الإسلام، ولكن أسلوبه أسلوب استفزازي، يفاجأ القارئ بما يثير مشاعره الدينية، وخاصة إذا كان من الشباب أو البسطاء، الذین يندفعون في غیر رؤية إلى دعوة الداعي باسم الدین، ویتقبَّلون ما یوحى إلیھم من أحداث، ویحسبون أنھا دعوة الحق الخالصة لوجه الله، وأن الأخذ بھا سبیل إلى الجنة".
وأضاف المفتي أن "الشيخ الأزهري السبكي لم يُعد سيد قطب من العلماء أو الفقهاء ولا المجتهدين، بل نعته بالمؤلف؛ مما يدلل على رأيه فيه صراحة، وبوضوح".
وبحسب مفتي الديار المصرية، فأن "سيد قطب لم يختلف عن معاصريه من أمثاله، فقد نفى الإسلام عن الأمة، وكذلك غيَّب حسن البنا الإسلام عن الأمة، وقد طرحا العنف والتدمير كحل للصدام مع المجتمع ومع الدولة، وهو ما تحقق لاحقًا؛ مما يدلل على كذب زعمهم بتبني السلمية".
وتابع: "ولم يختلفا عن سابقيهما من الخوارج في الصدام والتكفير والعداء للمسلمين، بل إن جماعة الإخوان أحيت مفاهيم وأفكار جماعات الخوارج الأوائل ولكن بشكل أكثر تعقيدًا وأخطر تركيبًا".
وأردف مستكملًا شهادة الشيخ السبكي على الإخوان مستنكرًا إنكار سيد قطب ونفيه وجود أمة إسلامیة منذ قرون كثیرة.
وواصل المفتي عرض شهادات علماء الأزهر فعرض شهادة الإمام الأكبر الشیخ جاد الحق شيخ الأزهر الأسبق في كتابه "بیان للناس من الأزھر الشریف" الذي فند فيه ظهور جماعة الإخوان التي وصف فكرها بالفكر المنحرف.
وقال الشيخ جاد الحق في كتابه: وكان من أثر ھذا الفكر انحراف في السلوك أدى إلى قتل واغتیال وتخریب وفتنة راح ضحیتھا أبریاء، نسجل للتاریخ بعض ھذه الأحداث، أھمھا: اغتیال رئیس الوزراء محمود فھمي النقراشي في 1948، ومحاولة اغتیال جمال عبد الناصر سنة 1954 وغيرهما".
كما استعرض مفتي مصر، شهادة الشيخ عبد الله دراز التي أعلنها في كلمة للإذاعة في عام 1954 عنوانها "الإسلام دين توحيد ووحدة وسلام وأمان، وهي الشهادة التي أيدت تمامًا ما جاء في قرار هيئة كبار العلماء في رفض انحرافات جماعة الإخوان.
الإخوان هم الخوارج
وقال المفتي إن هناك أكثر من عالم ومجتهد وفقيه وصفوا الإخوان بالخوارج فلم نكن أول من وصفهم بذلك، بل جاز لنا أن نطلقها عليهم بارتياح.
ونقل عن الشيخ أحمد شاكر في شهادته عن الإخوان وصفه إياهم بالخوارج: "روعوا العالم الإسلامي والعالم العربي، بل كثیرًا من الأقطار غيرهما باغتیال النقراشي، وقد سبقت ذلك أحداث قدم بعضھا للقضاء، وقال فیه كلمته، وما أنا الآن بصدد نقد الأحكام، ولكني كنت أقرأ كما یقرأ غیري الكلام في الجرائم السیاسیة، وأتساءل: أنحن في بلد فیه مسلمون؟ وقد رأیت أن واجبًا عليَّ أن أبیِّن ھذا الأمر من الوجھة الإسلامیة الصحیحة، حتى لا یكون ھناك عذر لمعتذر، ولعل الله یھدي بعض ھؤلاء الخوارج المجرمین فیرجعوا إلى دینھم قبل أن لا یكون سبیل إلى الرجوع، وما ندري من ذا بعد النقراشي في قائمة ھؤلاء الناس".
وأكد مفتي الديار المصرية على أن تجديد الخطاب الديني الرشيد يصب في مصلحة حماية الأوطان من الإخوان ويشمل الفتوى الرشيدة والعلم الرشيد وتصحيح المسار وتصحيح المفاهيم المغلوطة عند هؤلاء الإخوان.