كاتب فرنسي يكشف لـ"العين الإخبارية" نفوذ الإخوان في قطر
كشف الكاتب الفرنسي إيمانويل رزافي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، عن نفوذ الإخوان في دوائر النظام القطري.
وأشار مدير تحرير موقع "جلوبال نيوز" الإخباري الفرنسي إلى أن النظام القطري يعاني الازدواجية بين مزاعم الحداثة والانفتاح من جهة، ودعم وتمويل الإرهاب وتغذية التطرف لاسيما في أوروبا، من جهة أخرى.
ولفت إلى أن النظام القطري يغذي الإرهاب عبر دعم تنظيم الإخوان حول العالم، وتوثيق تعاونه مع تركيا لنشر الفوضى في منطقة الشرق الأوسط، لاسيما في ليبيا.
من ناحية أخرى، أكد رزافي أن دولة الإمارات العربية المتحدة تلعب دوراً تاريخيا في مكافحة التطرف عبر الحوار بين الثقافات.
وأوضح مؤلف كتاب "قطر الحقائق المحظورة: إمارة على وشك الانهيار" الصادر عام 2017، الذي كشف فيه، خلال فترة عمله في الدوحة لمدة 3 سنوات، الوجه الخفي للنظام القطري.
نفوذ الإخوان في قطر
ولفت مؤلف كتاب "الإخوان في ظل القاعدة" الصادر عام 2005، إلى أن معظم الذين تعامل معهم في قطر خلال عمله، كانوا أعضاء بالجماعة الإرهابية، ولهم ثقل ونفوذ سياسي وصوت مسموع في قطر، ويتمتعون بدرجة عالية من الذكاء والمهارة في القدرة على غسل العقول، ما يجعلهم أكثر خطورة.
وتابع أنه تواصل مع العديد من القطريين العاديين الذين يتمتعون بدرجة عالية من الانفتاح والتوافق تماماً مع الحداثة، ويسعون إلى السلام والاستقرار، لكنهم كانوا أقلية وغير مقربين عن دوائر النظام.
ووصف رزافي قطر بأنها "إمارة لها وجه مزدوج؛ وجه الحداثة والانفتاح، ووجه الإسلام السياسي المتطرف المتمثل في تنظيم الإخوان أصحاب الكلمة العليا".
الباحث السياسي الفرنسي قال لـ"العين الإخبارية" إنه "سيكون من الصعب جدًا إقامة علاقة موثوقة مع النظام القطري، بسبب دعمهم الإخوان".
واعتبر رزافي أن خطر الإسلام السياسي المتمثل في تنظيم الإخوان، بات يزحف إلى أوروبا خاصة فرنسا الذي يشكل خطراً على أمنها، موضحاً أن ذلك هذا التنظيم الإرهابي يمثل المصفوفة الأيديولوجية للفكر المتطرف الذي يدعو إلى العنف وتنفيذ عمليات إرهابية.
وكشف الكاتب الفرنسي عن أن العديد من مسؤولي منظمة "مسلمي فرنسا" (اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا سابقاً) على صلة مباشرة بتنظيم الإخوان الإرهابي، وهو السبب الرئيسي في الهجمات الإرهابية داخل فرنسا على مدى 30 عاماً، عبر نشر أيديولوجيتهم المتطرفة، عبر المدارس ومراكز التدريب الدينية والجمعيات التي أسسوها بموجب قانون 1901.
وبحسب المعلومات المنشورة على موقع المنظمة الإخوانية الإلكتروني، فإن جمعية "مسلمي فرنسا" تضم "600 عضوا وجمعية متعاونة منتشرة في جميع أنحاء البلاد، وتعمل في مجالات مختلفة: الإنسانية، الاجتماعية والتعليم والتدريب والثقافة.
الإخوان وأمن أوروبا
وأشار الباحث السياسي الذي أنتج مجموعة أفلام وثائقية تفضح الوجه الحقيقي للإخوان عبر التليفزيون الفرنسي، إلى أن القاعدة الأيديولوجية لهذه الجماعة، ألهمت تنظيم "القاعدة" الإرهابي.
وأعرب عن أسفه، بأن السلطات الفرنسية، لا تتخذ حتى الوقت الراهن أي إجراء ملموس ضد هذه التنظيمات، مضيفاً أنه "حتى لو كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يريد وضع حد للتمويل الأجنبي للمنظمات الإسلامية في فرنسا، فإن هذه الرغبة تعد رمزية".
وحول الدور التركي في دعم إخوان فرنسا، أشار الباحث الفرنسي إلى أن تركيا وقطر الراعيان الرئيسيان للتنظيم الإرهابي، وأن الفرق بينهما في أن الدوحة تمول وأنقرة تغذي حملات الكراهية والانقسامات والتطرف عبر وسائل إعلامها، وجاليتها المنتشرة في أنحاء فرنسا.
ووفقاً للباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، فإن النظام التركي يتبع الاستراتيجية التي وضعها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للضغط على فرنسا لإطلاق يدها في منطقة شرق المتوسط، من خلال تنظيمات مرتبطة بالإسلام السياسي، وحملات الكراهية، وكذلك المقاطعة.
ونوه رزافي في تصريحاته لـ"العين الإخبارية" إلى الدور التركي التخريبي في المنطقة لا سيما في ليبيا، موضحاً أن البلدين أنقرة والدوحة لديهما استراتيجية شاملة في الشرق الأوسط وأوروبا، وهي زعزعة استقرار هاتين المنطقتين الجغرافيتين لزرع الإخوان هناك، والتي يدعمونها أيديولوجيًا وماليًا وعسكريًا.
وأشار إلى أن ما يحدث في ليبيا يتعلق مباشرة بأوروبا، فإذا سُمح لقطر وتركيا بالاستمرار في ليبيا لدعم جماعة الإخوان وحلفائهم من "داعش" أو "القاعدة"، فإن هؤلاء الإرهابيين أنفسهم سيهاجمون مصالح فرنسا والدول الأوروبية بشكل مباشر".
وتابع: "هذا ما يريده أردوغان، الذي يشكل خطراً على أوروبا بقدر ما هو خطر على الشرق الأوسط".
الإخوان والانتخابات الرئاسية الفرنسية
واعتبر رزافي أن الإخوان ملف مهم في الانتخابات الرئاسية الفرنسية 2021، موضحاً أن باريس تواجه تصاعد التطرف بين بعض الشباب المسلمين غير المعترفين بقوانين الجمهورية، وبين اليمين المتطرف الفرنسي.
ولفت إلى أن أردوغان يريد إغراق فرنسا في الفوضى وتمزيق المجتمع الفرنسي، موضحاً: "لقد وصلنا إلى مرحلة تاريخية أصبحت فيها مسألة الإسلام السياسي قضية سياسية رئيسية في الحملة الانتخابية لأي مرشح".
وأثنى الباحث الفرنسي على دور الإمارات العربية المتحدة، بشكل عام، في مكافحة التطرف عبر الحوار بين الثقافات، والتعاون مع الدول العربية ثقافيا واقتصاديا وعسكريا، مشيداً بدورها الدبلوماسي الذي تلعبه على الساحة الدولية".
وقال رزافي: "معجب كثيراً بالبعد السياسي لدولة الإمارات، ودورهم التاريخي في الشرق الأوسط لإحلال السلام، في لحظة مهمة في تاريخ العالم".
وتابع: "لقد أظهرت الإمارات العربية المتحدة في الواقع أنها حليف مهم للغاية لفرنسا في الحرب ضد الإرهاب، لكونها تتمتع بفكر الحداثة وتربطنا معها علاقات قوية من حيث التعاون، بما في ذلك التعاون العسكري".
وأعرب الباحث الفرنسي عن أمله في استفادة فرنسا من التجربة الإماراتية التي تمتلك خبرة حقيقية في مكافحة تنظيم الإخوان، والإرهاب بشكل عام.
aXA6IDE4LjE4OC45Ni4xNyA= جزيرة ام اند امز