السيسي في اليونان.. حائط صد بوجه "عدوانية" أردوغان

رسائل هامة تستبطنها زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى اليونان، ترسم حائط صد ثلاثي مع قبرص بوجه عدوانية تركيا شرقي المتوسط.

وأجمع دبلوماسيون سابقون وخبراء، في أحاديث متفرقة لـ"العين الإخبارية"، على أن زيارة السيسي لأثينا، الأربعاء، ترسخ العلاقات المصرية اليونانية وتحملها نحو آفاق أوسع. 

وأشاروا ـ في الوقت ذاته ـ إلى الانعكاسات الإيجابية للزيارة في الفترة المقبلة على ملف شرق المتوسط بشكل خاص، مع الاتجاه لفرض "نظرية الردع في مواجهة تركيا"، ومجابهة تحركاتها العدوانية.

• السيسي يتقلد أعلى أوسمة اليونان ويؤكد على أهمية اتفاقية ترسيم الحدود
• السيسي ورئيس وزراء اليونان يؤكدان رفضهما التدخل الأجنبي في ليبيا

وأكدوا أن مباحثات السيسي مع رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، ستساهم أيضا في الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستويات أعلى.

واتفقت مصر واليونان، الأربعاء، على التضامن من أجل التصدي لكل ما من شأنه تهديد الاستقرار والأمن الإقليمي.

عدوانية تركيا

وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع السيسي، إن مصر تعتبر حليفا كبيرا لأوروبا وليس فقط للعالم العربي، وحتى على الصعيد الأفريقي أيضا.

وأضاف: "تحدثنا كثيرا عن تعاون الطاقة الذي يتم في منطقتنا"، لافتا إلى أن "مصر تلعب دورا هاما في هذا المجال".

وأشار إلى أن كل دولة ممكن أن تكون مقبولة في المنطقة، وأن تساهم في هذا التحالف من خلال شرط هام جدا وهو أن تبتعد عن التحديات، وأن تحترم الشرعية الدولية.

وتابع: "أشير هنا بالطبع إلى تركيا التي ينبغي على قيادتها أن تعود إلى علاقات حسن الجوار وتتخلى عن العدوانية".

دعم استقرار المنطقة

وفي تعقيبه، قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق المصري، إن "زيارة السيسي ترسخ العلاقات المصرية اليونانية، وتأخذها إلى آفاق أوسع، بما يساهم فى دعم وتعزيز الأمن والاستقرار فى شرق المتوسط".

وأضاف أن "الزيارة تبعث برسالة لتركيا بأن العلاقات المصرية اليونانية القبرصية قوية، وتعتبر حائط صد أمام السلوك العدواني التركي شرق المتوسط".

ووفق هريدي، فإن الزيارة ستساهم فى الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستويات أعلى، وبصفة خاصة فى مجالات الطاقة والسياحة والتجارة والشؤون القنصلية.

نظرية الردع

من جهته، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن زيارة السيسي ترتبط بطبيعة العلاقات المصرية - اليونانية فى هذا التوقيت، والتحولات الإيجابية في العلاقات بين أثينا والقاهرة.

ولفت فهمي إلى أن "الزيارة ترتبط بمواجهة التحديات التي تطرحها تركيا، وممارساتها، فضلا عن الاتفاق على المراحل التنفيذية للمنظمة الإقليمية لغاز شرق المتوسط، وهو ملف هام للغاية".

وبالنسبة له، فإن زيارة الرئيس المصري إلى اليونان والتي تأتي في توقيت هام، توجه رسائل غير مباشرة للجانب التركي فى ظل حالة التجاذب بين أثينا وأنقرة.

وأكد أنه ستكون للزيارة تأثيرات مباشرة في هذا التوقيت، خاصة أن مصر أجرت مناورات مصرية روسية فى منطقة البحر الأسود وما يجاورها، في رسالة مهمه لدور القاهرة بالمنطقة.

وشدد على أن العلاقات المصرية اليونانية متميزة وجيدة، وسيكون لها انعكاسات أخرى علي إقليم شرق المتوسط فى الفترة المقبلة، خاصة مع الاتجاه لفرض نظرية الردع فى مواجهة تركيا، ومجابهة كل التحركات التي تمثلها أنقرة في هذا التوقيت.

رسائل محورية

تصريحات السيسي، خلال المؤتمر الصحفي مع رئيس وزراء اليونان، لاقت أيضا إشادة من أحزاب مصرية.

وقال الدكتور محمد منظور، نائب رئيس حزب مستقبل وطن، عضو مجلس الشيوخ، إن كلمة السيسي "تتضمن رسائل محورية هامة، أبرزها محاسبة الدول المُنتهكة لقرارات مجلس الأمن، والتي توفر الملاذ الآمن للإرهابيين، ودعم تلك الجماعات بالتدريب والتسليح والتمويل، وتوفير المنابر الإعلامية للتحريض على الإرهاب".

وأضاف منظور، في بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، أن "دعوة الرئيس للعالم بضرورة التصدي للدول الداعمة للإرهاب، تحمل الجميع مسؤولية عدم اتخاذ موقف وسياسات واضحة ومواقف حاسمة أمام أنظمة تلك الدول التي تنتهك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة".

وقال إن المباحثات التي عقدها السيسي مع رئيس الوزراء اليوناني، تستهدف في المقام الأول تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف الأصعدة، في ضوء اتساق المصالح والمواقف المشتركة شرقي المتوسط.