محمد الحسيني.. شاب مصري من أصحاب الهمم يقهر المستحيل ويعبر بحر المانش في 12 ساعة (خاص)
دخل الشاب المصري محمد الحسيني التاريخ من أوسع أبوابه، بعدما نجح مساء السبت في عبور بحر المانش خلال 12 ساعة ودقيقتين.
وتعتبر هذه المغامرة إنجازًا كبيرًا بالنسبة لـ"الحسيني"، وهو شاب مصري من ذوي الهمم، سعى منذ سنوات إلى عبور بحر المانش (يقع بين فرنسا وبريطانيا)، حتى تحقق حلمه رفقة بعثة مصرية، من المقرر أن تعود إلى موطنها الأربعاء.
بلوغ "الحسيني" لهذا الإنجاز سبقه جهودًا كبيرة بذلها على مدار سنوات، فيقول والده، الحسيني الكارم، إن نجله حاول عبور المانش في عام 2017، إلا أن التيارات العكسية وبرودة المياه أوقفت حلمه بعد سباحة دامت لـ6 ساعات، قطع خلالها مسافة 17 كيلومترًا.
يضيف "الكارم"، لـ"العين الإخبارية"، أن نجله صمم على تحقيق حلمه بعد هذه المحاولة، فواظب على أداء تدريباته منذ الصباح الباكر، في حصص تتراوح مدتها ما بين 3 و5 ساعات.
يشير "الكارم"، إلى أن مغامرة نجله هذه المرة جاءت ضمن بعثة بقيادة مصرية، شاركت فيها سباحتين ألمانيتين من أصحاب الهمم.
ويوضح الأب، أن البعثة ضمت إلى جانب نجله كل من السباح أحمد أسامة، والسباحة شيرويت حافظ، وقادهم الكابتن خالد شلبي المشهور بـ"قاهر المانش".
نوه "الكارم"، إلى أن وزارة الشباب والرياضة المصرية أولت اهتمامًا كبيرًا بهذه المغامرة، إذ رافق البعثة أحمد عبدالخالق مدير عام السياحة الرياضية بالوزارة، وحسام مصطفى مسؤول الإعلام بالوزارة، كما حرص الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة على التواصل مع البعثة يوميًا.
قوبل إنجاز "الحسيني" بحفاوة واسعة بحسب رواية الأب، الذي قال إن الحدث "أثار ضجة" في المملكة المتحدة وألمانيا، وهو بدوره يحفز نجله لخوض تحديات جديدة، من بينها السباحة لمسافات طويلة في المياه المفتوحة.
من هو محمد الحسيني؟
هو شاب مصري من أصحاب الهمم لم يستسلم لإصابته بمتلازمة داون، فحقق عددًا من الإنجازات واقتحم مجالات عدة بخلاف نجاحاته على المستوى الرياضي.
فحسب رواية والده لـ"العين الإخبارية"، يعمل "الحسيني" منسقًا لأصحاب الهمم بوزارة الشباب والرياضة، تزامنًا مع دراسته في الفرقة الثالثة بكلية الآداب قسم الاجتماع في جامعة عين شمس.
رياضيًا، بدأ "الحسيني" ممارسة السباحة في عام 2006، بالتحديد داخل نادي الزهور، ومنها ارتفع مستواه تدريجيًا حتى بات مؤهلًا للمشاركة في 12 مسابقة، نجح خلالها في حصد 4 ميداليات.
المعطيات السابقة، دفعت "الحسيني" للتفكير في عبور المانش، حتى سجل اسمه بحروف من نور في عام 2017، حينما بات أصغر شخص يحاول عبور المانش وقتها، بجانب كونه أول من يخوض هذه التجربة من بين المصابين بمتلازمة داون.