الجمعية المحمدية في إندونيسيا.. عطاء واسع أهلها لحصد جائزة زايد للأخوة الإنسانية

لجهودها الإنسانية أعلنت جائزة زايد للأخوة الإنسانية اسم الجمعية المحمدية في إندونيسيا، ضمن المكرمين في عام 2024.

ونجحت الجمعية على مدار ما يزيد على 110 أعوام، في تحسين حياة عدد كبير من الإندونيسيين، بخلاف العناية بفئات اجتماعية ضعيفة محليا وعالميا، من خلال تدشينها مشروعات خيرية، والاهتمام بالشقين الصحي والتعليمي ببناء المستشفيات والمدارس.

• البابا فرنسيس يشيد بجهود رئيس دولة الإمارات في دعم الأخوة الإنسانية

وصول الجمعية المحمدية إلى صرح زايد المؤسس بالعاصمة أبوظبي، جاء بعد رحلة طويلة وشاقة، سعى خلالها مسؤولوها إلى التخفيف من عبء الحياة على المحتاجين، في جهود صعدت بها إلى منصة التكريم.

بداية الرحلة

ظهرت الجمعية المحمدية إلى النور لأول مرة في سنة 1912، حينما تأسست في مدينة يوجياكارتا بجزيرة جاوة على يدي الشيخ أحمد دحلان، بهدف تكييف الحياة الإندونيسية الحديثة مع تعاليم الدين الإسلامي، وهي فكرة مستوحاة من الحركة الإصلاحية التي قادها الإمام محمد عبده (1849-1905) في مصر.

وسعيا لتحقيق هدفها قادت الجمعية حركة للقضاء على العادات الخرافية كافة، والتي اعتبرتها موروثة من عصور ما قبل الإسلام، في إجراء رأت فيه "تخفيفا من خنق الحياة الثقافية الحديثة"، حسب وصف تقرير نشرته دائرة المعارف البريطانية "Britannica".

ومن ثم، شرعت الجمعية في إنشاء مدارس على الطراز الحديث، يتعلم فيها الطلاب المواد الغربية وعلى رأسها اللغة الهولندية، وهذا بطبيعة الحال إلى جانب تدريس الدين الإسلامي.

ولم يتوقف الحال عند بناء المدارس فقط، بل امتد إلى تدشين المستشفيات ودور الأيتام، إلى جانب العناية بالخدمات الاجتماعية الأخرى.

الازدهار

أسهمت الجهود السابقة في ذيوع صيت الجمعية المحمدية في عشرينيات القرن الماضي، حيث تحولت إلى "قوة مهيمنة تأثيرها فاعل في البلاد".

مع اشتداد عود الجمعية في هذه الفترة واجهت بعض العقبات في أداء مهامها، لكن في نهاية المطاف لم تحد هذه الصعوبات من شعبية الجمعية، فبلغ عدد فروعها 913 فرعا بحلول عام 1937، كان ما يزيد على نصفها يقع داخل الجزر الخارجية.

كما تجاوز الجمعية ما تعرضت له من قيود فترة سيطرة الجيش الياباني على إندونيسيا في الفترة ما بين مارس/آذار 1942 حتى سبتمبر/أيلول 1945، وتعافت سريعا.

مع بلوغ أوائل القرن الـ21، بلغ أعضاء الجمعية المحمدية 28 مليون شخص، حتى باتت مصنفة كثاني أكبر منظمة إسلامية في إندونيسيا بعد "نهضة العلماء".