محمد بن زايد وسعود بن صقر يشهدان محاضرة "القوة الإماراتية الناعمة"
محاضرة بعنوان "القوة الإماراتية الناعمة" ألقاها الدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر لدولة الإمارات
شهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة محاضرة بعنوان "القوة الإماراتية الناعمة" ألقاها الدكتور محمد عتيق الفلاحي، الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر لدولة الإمارات، تحدث خلالها عن التحديات التي تواجه العمل الإنساني ساردا عددا من الحوادث الإرهابية التي طالت قوافل الخير الإماراتية وفي مقدمتها عرقلة جماعة الإخوان الإرهابية عبر ذراعها حماس لتلك المساعدات في قطاع غزة، واصفا هذا التنظيم الإرهابي بانه أخبث الجماعات المتطرفة التي جابهت مساعدات الهلال الأحمر، كما تحدث عن الحادثين الإرهابيين في كل من قندهار والصومال، مؤكدا أن العمليات الإرهابية لن تثني الإمارات عن مد يد العون للمحتاجين في جميع أنحاء العالم بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الدين .
حضر المحاضرة التي عقدت اليوم في مجلس الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في البطين، كل من الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي ولي عهد رأس الخيمة والشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة والدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي والشيخ سيف بن محمد آل نهيان والشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية والفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي والشيخ ذياب بن زايد آل نهيان والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة والشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان عضو المجلس التنفيذي وناصر بوريطة وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولي المغربي ويوسف بن أحمد العثيمين الأمين العام لمنظمة لمنظمة التعاون الإسلامي وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار الشخصيات .
وتناولت المحاضرة 5 محاور رئيسية وهي شهداء الإنسانية وتحديات ومخاطر العمل الإنساني ونشر الحب والتسامح من خلال العمل الإنساني ومقومات وركائز القوة الإماراتية وحب الوطن.
واستشهد الفلاحي في معرض حديثه عن التحديات الأمنية بعرقلة جماعة الإخوان المسلمين وذراعها حماس في غزة للمساعدات الموجهة للقطاع، مؤكدا أن جماعة الإخوان هي أخبث الجماعات المتطرفة التي جابهت مساعدات الهلال الأحمر لأن الغدر في شيمهم.
وروى الفلاحي قصة سردها للمرة الأولى تكشف عن غدر الإخوان حيث وصلت قوافل المساعدة براً عن طريق شبه جزيرة سيناء المصرية إلى غزة، وبينما كانت القوافل تقوم بتوزيع المساعدات قامت عناصر من جماعة حماس الإخوانية بالتحرش بالطائرات الإسرائيلية عمداً في نفس موقع توزيع المساعدات لترد عليهم الطائرات الإسرائيلية في طريقة خبيثة من حماس للتضحية بوفد المساعدات الإنسانية لكي يتم الترويج بأن الطائرات الإسرائيلية تضرب مواقع توزيع المساعدات وتحقق مكاسب سياسية من وراء ذلك.
ولفت إلى أنه أثناء عودة القافلة من غزة عبر شبه جزيرة سيناء المصرية وكان ذلك في شهر رمضان قامت جماعات إرهابية بإطلاق النار عليها، وحينها تعاملت وتدخلت قوات الجيش المصري لتواجه الإرهابيين، موضحاً أنه بعد توزيع المساعدات الإنسانية تم الترويج للقافلة على أنها استخبارات وليست قوافل مساعدات.
واستطرد الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي أن ما أثر في نفوس القافلة المسالمة وقتها والتي تحمل الخير لبسطاء الناس في قطاع غزة أن من استهدفهم من بني جلدتهم وليس من القوات الإسرائيلية.
وأكد الفلاحي أن العمليات الإرهابية لن تثني الإمارات عن مد يد العون للمحتاجين في جميع أنحاء العالم بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الدين .. لافتاً إلى أن 37 وفداً إماراتيا زاروا أفغانستان لتقديم المساعدات الإنسانية بعد حادث قندهار الإرهابي الآثم في يناير الماضي.
يذكر أن 5 من خيرة أبناء الوطن هم محمد علي زينل البستكي وعبدالله محمد عيسى عبيد الكعبي وأحمد راشد سالم علي المزروعي وأحمد عبدالرحمن أحمد كليب الطنيجي وعبدالحميد سلطان عبدالله إبراهيم الحمادي استشهدوا في الحادث الإرهابي الغاشم، وكانوا مكلفين بتنفيذ المشاريع الإنسانية والتعليمية والتنموية في جمهورية أفغانستان، والذين قضوا نحبهم نتيجة التفجير الإرهابي الذي وقع في مقر محافظ قندهار في أفغانستان.
وبيّن الفلاحي أن شهداء العمل الإنساني ورسل الخير قدموا ملحمة من ملاحم العزيمة والإصرار والتنافس على الخير فجسدوا بتضحياتهم نموذجا فريدا في الولاء والانتماء لوطنهم المعطاء وقيادتهم الرشيدة لتبقى ذكراهم مدونة في تاريخ هذا الوطن المجيد.
وتطرق المحاضر إلى محور "تحديات ومخاطر العمل الإنساني"، مؤكداً أنه منذ قيام دولة الاتحاد وهناك تحديات كبيرة تواجه الوطن إلا أن هذا التحديات كانت دوماً صفة ملازمة للنجاح.
وقال إن الاستعداد يجري لمد يد العون للمحتاجين والمعوزين في شتى بقاع الأرض انطلاقاً من مبادئ إنسانية راسخة في دولة الإمارات دون النظر إلى الجنس أو اللون او العقيدة. وأوضح أن المساعدات الإنسانية يتم إيصالها إلى الأماكن المستهدفة بشتى الطرق براً و بحراً و جواً.
وضرب الفلاحي مثالاً آخر على التحديات الأمنية بأنه قبل شهر واحد تعرضت قافلة الهلال الأحمر لعبوة ناسفة أثناء تأدية عملها لإغاثة المنكوبين في الصومال لكن الوفد الخيري المبتعث لم تثنه الحادثة عن تأدية واجبه واستأنف العمل الخيري بعد دقائق قليلة من تفجر العبوة وتنفيذ خطة المساعدات.
أما عن التحديات الحزبية والشخصية فذكر الفلاحي أنه في إحدى البلدان طلب أحد القيادات الحزبية في تلك الدولة من وفد الهلال الأحمر توزيع المساعدات في إقليم بعينه يتبع ذاك القيادي، إلا أن رئيس هيئة الهلال الأحمر تجاهل تلك الطلبات وأصدر تعليماته بتوزيع المساعدات على كافة الأقاليم، ولا سيما الشرائح المعوزة فعليا.
وقال المحاضر، في حديثه عن المحور الخاص بنشر الحب والتسامح من خلال العمل الإنساني، إن الهلال الأحمر يكفل 100 ألف يتيم حول العالم ومنهم من يتبوأ أعلى المناصب.. مؤكداً ان محبة الشعوب هي الثروة الحقيقية التي نسعى لها، فدولة الإمارات تسعى إلى دعم استقرار الدول الصديقة والشقيقة ونشر قيم التسامح والسلام بين ربوع العالم حتى أضحت قدوة للعالم اجمع بإنسانيتها كما أن أبناءها قدوة لشعوب الأرض بحبهم لوطنهم.
وكان الفلاحي اكد في بداية محاضرته أن دولة الإمارات أضحت اليوم أكثر صلابة وقوة وأصبح أبناؤها قدوة في تضحياتهم وعطائهم .
وتحدث عن التحديات التي تعرقل وصول المساعدات الإنسانية إلى المنكوبين في شتى أنحاء العالم وهي تحديات أمنية وطبيعية وحزبية وشخصية، إلا أن الدولة ومنذ قيامها تواجه تلك التحديات بعزيمة وثبات لقناعتها باستمرارية العمل الإنساني والخيري.
وأشاد المحاضر بشهداء العمل الإنساني في قندهار بجمهورية أفغانستان، مؤكداً ان المولى عز وجل اختارهم إلى جواره ليباهي بهم الأمم.
وأكد الدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر في ختام المحاضرة أهمية مضاعفة الجهود والطاقات لخدمة الوطن والمواطن والعمل سوياً تحت راية واحدة وعلم واحد وهو علم دولة الإمارات العربية المتحدة.
كما أعرب عن سعادته بتواجده للمرة الثاني في هذا المجلس العامر الذي يستضيف الأمسيات الفكرية والعلمية والاجتماعية مقدما شكره وامتنانه للشيخ محمد بن زايد آل نهيان على إتاحة الفرصة لإلقاء الضوء على المساهمات العظيمة التي حققتها الهيئة خلال الأعوام الأربعة الماضية في المجال الإنساني والخير.
يشار إلى أن محمد عتيق سلطان الفلاحي يشغل منصب الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر لدولة الإمارات العربي المتحدة منذ يناير/كانون أول 2012 ورئيس مجلس إدارة دار زايد للثقافة الإسلامية.
ونال الفلاحي شهادة البكالوريوس في الشريعة والقانون من جامعة الإمارات سنة 2006 كما حصل على شهادة الماجستير في الإدارة العامة من معهد نيويورك للعلوم التطبيقية سنة 2007 و شهادة الدكتوراه من جامعة محمد الخامس حيث تناولت أطروحته إدارة الأفراد من منظور إسلامي عام 2011.
وعمل الفلاحي لمدة 5 أعوام في شركة بترول أبوظبي /أدنوك/ كما شغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة مركز إيواء في أبوظبي حتى عام 2013.
ويتولى الفلاحي عضوية العديد من المجالس منها عضو في مجلس إدارة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة وعضوية مجلس إدارة الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف وعضوية اللجنة الدائمة لمتابعة التقرير الدوري الشامل لحقوق الإنسان وعضوية مجلس إدارة سلطة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية وعضوية مجلس أمناء فرع جامعة الأزهر بدولة الإمارات العربية المتحدة.