محسنة توفيق.. المهمومة بقضايا الوطن تترك وصيتها قبل رحيلها
الفنانة الراحلة محسنة توفيق تعاملت مع "بهية" في فيلم "العصفور" كأنها تعبر عن نفسها برفضها الهزيمة والاستسلام والانكسار.
"أقول للمصريين يجب أن تصدقوا أنكم عظماء وتستطيعون أن تجعلوا وطنكم أفضل".. كانت تلك آخر كلمات الفنانة الراحلة محسنة توفيق، قبل أقل من شهرين أثناء ندوة تكريمها خلال الدورة الـ3 لمهرجان أسوان السينمائي الدولي لسينما المرأة.
وغيَّب الموت الفنانة الراحلة محسنة توفيق في وقت مبكر من صباح الثلاثاء عن عمر يناهز الـ80، بعد مشوار فني طويل حافل بالمحطات الإنسانية والفنية.
كلمات الراحلة محسنة توفيق الأخيرة تأتي كأنها تلقي بوصيتها الأخيرة للشعب المصري لتؤكد أنها رحلت وهي لا تزال مهمومة بمشكلات بلدها تماما مثل الشخصيات التي جسدتها خلال مشوارها الفني مثل "بهية" في فيلم "العصفور"، وهي المرأة الرافضة للهزيمة وتصر على الحرب، وهي أيضا "أنيسة" التي جسدتها في مسلسل "ليالي الحلمية"، وأخيرا هي الشخصية التي أدتها في واحدة من ثلاثية نجيب سرور على المسرح في عرض "منين أجيب ناس".
لازمت شخصية "بهية" المصبوغة بالشموخ الوطني المغلف بالحزن والانكسار محسنة توفيق طوال مشوارها، حيث كانت تؤكد في كل عمل أنها مهمومة بهذا الوطن، وساعدها في رسم هذه الشخصية المميزة وترسيخها المخرج الراحل يوسف شاهين، الذي وصفها ذات مرة بأنها واحدة من مجاذيب السينما المصرية، حيث تعاونت معه في عدد من أبرز أعماله مثل "إسكندرية ليه، العصفور، والوداع يا بونابرت".
الحديث عن محسنة توفيق ومواقفها الوطنية يستلزم بالضرورة الإشارة إلى تعرضها للاعتقال خلال عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر بسبب معارضتها بعض قراراته، إلا أنه كرمها بعد ذلك.
عملت محسنة توفيق مع كبار المخرجين في مصر، وقدمت فيلم "البؤساء" مع المخرج عاطف سالم و"ديل السمكة" مع المخرج سمير سيف، وفيلمي "قلب الليل" و"الزمار" مع المخرج عاطف الطيب، وبلغ مجموع أعمالها الفنية 70 عملاً بين المسرح والسينما والتلفزيون.
وفي مشوار الدراما التلفزيونية قدمت الراحلة أعمالا مهمة من نوعية "ليالي الحلمية، الشوارع الخلفية، الوسية، أم كلثوم".
أما المسرح فقد بدأت نشاطها الفني عام 1962 حينما كانت في السنة الثانية بالجامعة، حيث دعاها الفنان المصري عبدالرحمن الشرقاوي للوقوف على المسرح في مسرحية "مأساة جميلة"، وبعد 4 سنوات من تمثيلها لـ"مأساة جميلة"، جسدت شخصية دور حبيبة زيوس في مسرحية "أجاممنون" على مسرح الجيب.
ومحسنة توفيق عضو المسرح القومي، وقدمت 30 مسرحية أهمها "مأساة جميلة"، "إيرما"، "أجاممنون"، "حاملات القرابين"، "الدخان"، و"الأسلاف يتميزون غضبا"، "القصة المزدوجة"، و"ثورة الزنج"، كما يتضمن رصيدها من الأعمال الإذاعية العديد من المسرحيات العالمية منها "المسيح يُصلب من جديد".
وحصلت محسنة توفيق على وسام العلوم والفنون 1967، وشهادات تقدير عن فيلمي "العصفور" و"بيت القاصرات"، كما حصلت على الجائزة الأولى في التمثيل في مهرجان بغداد للمسرح العربي 1985.
aXA6IDMuMTQyLjE5OC41MSA=
جزيرة ام اند امز