"تعدد اللغات".. شعار اليوم العالمي لمحو الأمية
منظمة "اليونسكو" تقيم بهذه المناسبة في مقرها بالعاصمة الفرنسية باريس مؤتمرا دوليا وحفلا رسميا لتوزيع الجوائز الدولية لمحو الأمية.
يحتفل العالم في 8 سبتمبر/أيلول باليوم العالمي لمحو الأميّة للتذكير بأهمية محو الأميّة كمسألة تتعلق بالكرامة الإنسانيّة واحترام حقوق الإنسان، وتأكيد الحاجة إلى تكثيف الجهود المبذولة نحو الوصول إلى مجتمعات أكثر إلماماً بمهارات القراءة والكتابة.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) قد أعلنت في عام 1966 يوم 8 سبتمبر/أيلول يوماً دولياً لمحو الأمية.
وتقيم "اليونسكو" بهذه المناسبة في مقرها بالعاصمة الفرنسية باريس مؤتمراً دولياً وحفلاً رسمياً لتوزيع الجوائز الدولية لمحو الأمية، والتي ستمنح هذا العام لمشاريع من الجزائر وكولومبيا وإندونيسيا وإيطاليا والسنغال.
وخُصِّصت الجائزة في نسختها هذا العام لتكريم الأعمال المتميزة في إطار الموضوع المختار لهذا العام وهو "محو الأمية وتعدد اللغات"، إذ يعد تبني التنوع اللغوي في تطوير التعليم ومحو الأمية أمراً أساسياً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وقالت أودري أزولاي، المديرة العامة لليونسكو في رسالتها لهذه المناسبة: "إنَّ عالمنا ثري ومتنوع؛ إذ فيه من اللغات الحية نحو 7 آلاف لغة، وتمثل هذه اللغات وسائل للتواصل والمشاركة في التعلم مدى الحياة والمساهمة في المجتمع وعالم العمل؛ لذا يُعد تبني التنوع اللغوي في التعليم ومحو الأمية عنصراً أساسياً في عملية بناء مجتمعات شاملة للجميع تحترم التنوع والاختلاف وتحفظ الكرامة الإنسانية".
وتقدم المنظمة الأممية جائزتها للاستراتيجية الوطنية لبرنامج محو الأمية المتعدد اللغات التابع للمكتب الوطني الجزائري؛ تكريماً للجهود التي يبذلها في سبيل محو الأمية لدى البالغين باستخدام اللغتين الوطنيتين الأمازيغية والعربية.
وكان المكتب الوطني لمحو الأمية وتعليم البالغين (ONAEA) قد أطلق برنامجاً متعدد اللغات في 2016 لدعم تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لعام 2008 لمحو الأمية، بعد اعتماد الأمازيغية كلغة رسمية وطنية إضافة إلى اللغة العربية والتي تتضمن دورة تدريبية لمحو الأمية لمدة 18 شهراً للبالغين باللغتين الرسميتين، مع تأكيد أهمية البدء بالتعلم بلغة أم لاكتساب لغات أخرى وتصبح متعلمة مدى الحياة.
وتقدم الجائزة أيضاً إلى شركة صناعة ألياف المنسوجات في السنغال (SODEFITEX)، وذلك تكريماً لجهودها في سبيل محو الأمية الوظيفية لدى المزارعين في جنوب السنغال وتزويدهم بالتدريب المهني.
وتقدم جوائز "اليونسكو" أيضاً إلى 3 برامج تحظى بدعم الصين وتعود بالمنفعة على سكان الريف والشباب غير الملتحقين بالمدارس، وهي برنامج "أوبراس إسكويلا" التابع لمنظمة "كاماكول أنتيوكيا"، وهي منظمة كولومبية، والذي يقوم بالتعليم المرن في مجال محو الأمية باللغتين الإسبانية والإنجليزية للعاملين في مجال البناء سواء كانوا قد تلقوا تعليماً مسبقاً في هذا المجال أو لا، وبرنامج اللغة البالية ويكي (BASAbali Wiki) التابع لمجموعة وكالة بالي الثقافية "BASAbali#" الإندونيسية، وهي مبادرة معنية بالحفاظ على اللغات المحلية والنهوض بها، إلى جانب اللغات المنطوق بها على الصعيدين الوطني والدولي.
كما تقدم الجائزة إلى مبادرة "أخبرني" (TELL ME) الإيطالية التي تعمل على تحسين مهارات محو الأمية لدى المهاجرين عبر اتباع نهج تعليمي قائم على المسرح يستخدم أسلوب السرد القصصي بلغة الأم للمتعلمين قبل الانتقال تدريجياً إلى تعلم لغة البلدان المضيفة.
وتشير تقارير "اليونسكو" إلى أنَّ التنوع اللغوي يتعرَّض بشكل متزايد للتهديد مع ازدياد اندثار اللغات، كما أنَّ 40% من السكان حول العالم لا يحصلون على التعليم بلغة يتحدثونها أو يفهمونها، ولكن هناك تقدماً ملموساً في إطار التعليم متعدد اللغات القائم على اللغة الأم، وما يقترن به من فهم متزايد لما يمثله من أهمية، ولاسيما في المراحل المبكرة من التعليم، فضلاً عن تزايد الالتزام بتطويره في الحياة العامة.
ويفيد تقرير معهد اليونسكو للإحصاء لعام 2018 بأنَّه لا يزال 750 مليون شخص بالغ يفتقرون إلى مهارات القراءة والكتابة الأساسية، و102 مليون شخص منهم من فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً، في حين أنَّ 250 مليون طفل يفشلون في اكتساب مهارات القراءة والكتابة الأساسية.
وهناك أيضاً 192 مليون شخص يعانون من البطالة في العالم، ويعجز جزء كبير منهم عن إيجاد سبل عيش كريمة بسبب افتقارهم للمهارات الأساسية، ومنها مهارات القراءة والكتابة، إضافة إلى عدم قدرتهم على اكتساب المهارات المطلوبة في سوق العمل.
وكشف تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) عن أنَّ أكثر من 1.9 مليون طفل أجبروا على ترك المدارس في غرب ووسط أفريقيا على خليفة تصاعد الهجمات وتهديدات العنف الموجهة ضد التعليم؛ إذ جرى إغلاق 9 آلاف و272 مدرسة في بوركينا فاسو، الكاميرون، تشاد، جمهورية أفريقيا الوسطى، جمهورية الكونغو الديمقراطية، مالي، النيجر، ونيجيريا؛ نتيجة لانعدام الأمن.
aXA6IDMuMTQyLjIwMC4xMDIg جزيرة ام اند امز