ناشرون: "الكتب الصامتة" تطلق العنان لخيال الأطفال وتمحو الأمية البصرية
الناشرون يثمنون جهود المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، من أجل تشجيع الناشرين والمؤلفين على رفد مكتبة الطفل العربي بكتب ذات قيمة عالية.
أكد عدد من الناشرين أن إدخال فئة "أفضل كتاب صامت عربي" ضمن جائزة "اتصالات لكتاب الطفل" سيسهم بشكل كبير في تشجيع الناشرين والرسامين العرب على الاهتمام بهذا النوع من الكتب، موضحين أنها تمتلك قوة سردية كبيرة تساعد على محو الأمية البصرية.
وثمّن الناشرون الجهود التي يبذلها المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، من أجل الارتقاء بأدب الطفل العربي، وتشجيع الناشرين والمؤلفين على رفد مكتبة البراعم بمراجع ذات قيمة عالية.
وكانت جائزة "اتصالات لكتاب الطفل"، التي ينظّمها المجلس الإماراتي لكتب اليافعين وترعاها "اتصالات"، أعلنت مؤخراً إدراج فئة "أفضل كتاب صامت عربي" ضمن فئاتها الستّ، وخصّصت لها جائزة ماليةً قيمتها 100 ألف درهم، يُمنح 40% منها للناشر، بينما تعطى الـ60% للرسام أو بالتساوي بين الرسام وصاحب الفكرة أو المؤلف.
ويأتي استحداث الفئة تماشياً مع توجّه العالم نحو نشر هذا النوع من الكتب التي تمتلك لغة بصرية تفتح حدود التعبير الفني وتطلق العنان لخيال الأطفال.
من جانبها، قالت الدكتورة اليازية خليفة، مؤسسة ومديرة "الفلك للترجمة والنشر" إن المؤسسة تعدّ أول دار نشرت كتاباً صامتاً على مستوى الخليج، عام 2016، وحمل عنوان "أنا والنحلة" للرسامة البريطانية أليسون جاي، ذاكرةً أنه لقي رواجاً واسعاً بين القراء الصغار والكبار على حد السواء.
وتابعت: "في عام 2017 نشرنا كتابين كوريّين صامتين هما (فتى الطائرة الورقية) و(العم فيفو والمئة قطرة)"، موضحةً: "لم نكتفِ بالكتب الصامتة الأجنبية، إذ أصدرنا سنة 2018 كتابيْن صامتين إماراتيّين وهما (حلقي! حلقي!) للرسامة علياء البادي، و(آه! إنه ينتفخ!) للرسامة عائشة البادي".
وجاء الكتابان ضمن أول سلسلة كتب صامتة إماراتية تم العمل عليها ضمن ورشة "كيف تؤلف كتباً صامتة"، بتنظيم وإشراف المجلس الإماراتي لكتب اليافعين.
وأردفت اليازية: "شهدت الدورة الماضية من معرض الشارقة الدولي للكتاب إطلاق كتابيَ الصامت الأول الذي حمل عنوان (أبي لا تكسر قلبي!)، والذي أنجزته خلال ورشة عمل المجلس أيضاً".
وقالت: "ما من شك في أن إدراج فئة الكتب الصامتة سيشجع الناشرين والرسامين العرب على الاهتمام بهذا النوع من الكتب، وآمل أن يدفع ذلك ناشري أدب الطفل العربي إلى خوض التجربة ونشر إصدارات صامتة، ولكن الأهم من ذلك هو تعريف وتوعية الأسر بأهمية هذه الكتب وأن يعرفوا كيفية التعامل والتفاعل معها".
وبيّنت أن الكتب الصامتة تعتمد على الخيال والذاكرة البصرية للقارئ، وتتخطى الفوارق الجغرافية واللغوية بين البشر، وهو ما أسهم في ازدياد رواجها في الدول الأوروبية، لا سيما مع ارتفاع معدلات الهجرة والمشاكل اللغوية والنفسية لدى الأطفال.
من جانبها، ذكرت نور عرب، كاتبة قصص الأطفال ومؤسسة دار "نور للنشر"، أن جوهر الكتب الصامتة يكمن بكونها المحرك الرئيس لتحفيز خيال الطفل، فهي كالموسيقى تصل القلوب من غير جواز سفر ودون حدود للفكرة.
وأضافت: "تشجيع الناشرين والرسامين العرب على الاهتمام بهذا النوع من الكتب أمر مهم، كما أن هناك ضرورة لتوعية الأسر على اقتناء الكتب الصامتة، حتى ولو امتلك أطفالهم القدرة على قراءة الكلمات، فالفن البصري رسالة سامية يعبر بنا إلى وجدان الفنان ويحمل في طياته قيما إنسانية تخترق قلب المتلقي من دون استئذان".
وخلال العامين الماضيين نظم المجلس سلسلة من ورش العمل المتخصصة للناشرين والرسامين بجانب مجموعة من الفعاليات المتعلقة بالكتب الصامتة، استعرض خلالها أهمية الدور الذي تلعبه هذه المراجع في إثراء المخزون المعرفي، وما يحققه حضور الرسومات في الكتب من تعزيز للمضمون الأدبي الذي يستهدف الأجيال الجديدة.