مشاركة إماراتية بارزة.. "ميونخ للأمن" يرسم طريق الخروج من أزمة المناخ
رسم المشاركون في مؤتمر ميونخ للأمن، اليوم الجمعة، طريق الخروج من أزمة التغيرات المناخية وتأثيراتها التي تطال كافة مجالات الحياة.
وحضرت دولة الإمارات العربية المتحدة بقوة في جلسة مؤتمر ميونخ حول "توسيع نطاق العمل المناخي"، وفي رسم الجلسة لطريق مكافحة التغيرات المناخية، وبناء تعاطي دولي مشترك للأزمة عبر البناء على زخم مؤتمر غلاسكو للمناخ الذي عقد في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وشارك في الجلسة الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والمبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، وجون كيري المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي لشؤون المناخ، وأبو الكلام عبد المؤمن وزير خارجية بنجلادش، وفرانزيسكا برانتنر وزيرة دولة في وزارة البيئة الألمانية، وجوهان روكستروم مدير معهد بوتسدام لبحوث تأثير المناخ.
وأفرزت الجلسة دعوة واضحة لتعاون دولي شامل في مواجهة ظاهرة تغير المناخ، وتحقيق التوازن بين تحقيق النمو الاقتصادي وخفض انبعاثات الغاز، وإشراك الخبراء في عملية البحث عن حلول ناجحة وعملية لأزمة المناخ.
وخلال الجلسة، قال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، في كلمته بجلسة "المد المتعاظم.. توسيع نطاق العمل المناخي العالمي"، إن العالم كله تساءل عن نهج دولة الإمارات لتفعيل الطاقة المتجددة.
البناء على مخرجات قمة غلاسكو
وأضاف الجابر، أن دولة الإمارات تستثمر في الطاقة المتجددة والنووية.
وأكد، أن العالم يواجه أزمة في المعروض من مواد الطاقة، لأننا لم نتحل بالعملية في مواجهة التغير المناخي، ما أدى لارتفاع أسعار الطاقة في العالم.
وأوضح: "لا يمكننا أن نرى في التغير المناخي مجرد تهديد بل يجب أن نبني على مخرجات قمة المناخ في غلاسكو، هدفنا الرئيسي هو خفض الانبعاثات وليس إعاقة التنمية والتقدم، والعالم يجب أن ينمو".
وتابع أنه "لا يجب تفويت الفرصة" الراهنة، داعيا إلى البناء على الزخم الذي أفرزه مؤتمر غلاسكو للمناخ.
كما دعا الدكتور سلطان الجابر، إلى التعاون الدولي الشامل في مواجهة التغيرات المناخية، و"طريقة جديدة للتعاطي مع أزمة التغيرات المناخية".
ودعا أيضا إلى تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي وخفض انبعاثات الغاز، مضيفا "لا أحد يريد تقليل معدلات النمو".
وأكد الدكتور سلطان الجابر، على ضرورة إشراك الخبراء في عملية البحث عن حلول ناجحة لأزمة التغيرات المناخية.
حلول عالمية شاملة
أما مبعوث الرئيس الأمريكي للمناخ، فأكد على أن أزمة المناخ أزمة عالمية الطابع تتطلب الحلول العالمية المشتركة، مؤكدا على ضرورة التعاون الدولي الشامل في هذا الإطار.
وحذر كيري من تزايد درجة حرارة الأرض بشكل أكبر من المتوقع بحلول عام ٢٠٥٠، ما يفاقم أزمة تغير المناخ.
وقود المستقبل
فيما تحدثت فرانزيسكا برانتنر وزيرة دولة في وزارة البيئة الألمانية، عن التحركات المنتظرة للتعاطي مع أزمة تغير المناخ في إطار مجموعة السبع، بما يشمل التأكيد على مشاركة التكنولوجيا، إبرام شركات مع دول مثل جنوب أفريقيا فيما يتعلق بالتعاون في مواجهة أزمة المناخ، وتكثيف استخدام الهيدروجين الأخضر المعروف باسم "وقود المستقبل".
وتابعت برانتنر "نحن نفعل ما يجب أن نفعله" في مواجهة أزمة عالمية الطابع تحتاج تعاونا عالميا شاملا.
اقتصاديات صفر الكربون
بدوره، أكد جوهان روكستروم مدير معهد بوتسدام لبحوث تأثير المناخ، أيضا، على ضرورة البحث عن حلول عالمية مشتركة لأزمة التغييرات المناخية، لافتا إلى وجود تأثيرات سلبية لأزمة المناخ على الأمن والرفاهية أيضا.
كما أكد روكستروم على ضرورة التحول إلى "اقتصاديات صفر الكربون".
وانطلقت أعمال مؤتمر ميونخ للأمن في دورته الـ58، بعد ظهر الجمعة، في مدينة ميونخ جنوبي ألمانيا، بمشاركة دولية واسعة.
وفي تمام الـ13:30 بالتوقيت المحلي، افتتح رئيس مؤتمر ميونخ، فولفغانغ إيشينغر أعمال المؤتمر بحضور الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش.
وتجري وقائع المؤتمر في الفترة بين 18 و20 فبراير/شباط 2022، في مكانه التقليدي، فندق "بايريشرهوف" في ميونخ، وسط إجراءات أمنية واحترازية مشددة.
ويشارك في المؤتمر أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة، بالإضافة إلى 100 وزير وممثل لقطاع الأعمال والجمعيات والمنظمات الدولية.
ويناقش المؤتمر في عدد من الجلسات وورش العمل على مدار 3 أيام، التحديات العالمية مثل تغير المناخ، وجائحة كورونا والأمن السيبراني والإرهاب، وكذلك عدد من الملفات الساخنة مثل الأزمة الأوكرانية، والتطورات في أفغانستان، وقضايا الشرق الأوسط.
ويملك مؤتمر ميونخ أهم مؤتمر أمني في العالم، تاريخا كبيرا يمتد لخمسين عاما، حيث تأسس عام 1963 بواسطة الباحث الألماني إيوالد فون كلايست، ومر بعدة مراحل تحول خلالها من مؤتمر لقضايا الدفاع فقط، ليكون ملتقى للسياسيين والدبلوماسيين ومنصة اللقاءات الدبلوماسية السرية.