"ليسوا منا".. جبهة منير تلجأ لـ"سلاح التكفير" ضد "حسين وأعوانه"
"ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين"، .. هكذا تبرأ حسن البنا مؤسس الإخوان من عنف التنظيم الخاص للجماعة عام 1948، وعلى نهجه يسير إبراهيم منير.
ولم يتوان منير القائم بأعمال المرشد المطعون في شرعيته، في إشهار "سلاح التكفير"، معلنا التبرؤ من جبهة محمود حسين الأمين العام السابق للجماعة والمعاونين له.
- صراع الإخوان.. جبهة إسطنبول "تسجل هدفا" في مرمى منير بقدم "طلبة"
- أزمات الإخوان تتعمق.. جبهة ثالثة تتحرك على أنقاض صراع منير- حسين
ففي تطور جديد للأزمة التي تضرب قمة هرم التنظيم الإرهابي وشطرته لجبهتين، أصدر تنظيم الإخوان (جبهة إبراهيم منير) بيانا تحت عنوان "ليسوا منا ولسنا منهم"، أعلن خلاله فصل مصطفى طلبة القائم بأعمال المرشد الذي أصدرت جبهة محمود حسين قرارا مؤخرا بتعيينه، إضافة إلى فصل قيادات جبهة الأمين العام السابق، وبينهم مدحت الحداد، ومحمد عبدالوهاب، وهمام علي يوسف، ورجب البنا، وممدوح مبروك.
وقال بيان لجبهة منير، نشره موقع "إخوان سايت" التابع للجبهة اليوم: "ليس منا ولسنا منه، كل من خرج عن الصف، وكل من ساهم في شق الجماعة، وترديد الافتراءات الكاذبة".
كما أعلن البيان "بطلان ما يسمى بـ(اللجنة القائمة بعمل المرشد) التي قام البعض بالإعلان عنها"، واعتبر أن "كل من شارك فيها اختار لنفسه الخروج عن الجماعة وذلك بمخالفته لوائحها وأدبياتها ورفض كل محاولات لم الشمل وتوحيد الصف".
وزعم البيان أن القرارات تأتي "لاستعادة حيوية العمل وانضباطه بما تفرضه حقوق هذه الدعوة".
وعزا البيان بطلان القرارات الصادرة من حسين ومجموعته إلى 3 أسباب؛ الأول: التعدي على الشرعية، والثاني : ما تم من المخالفات، والافتراء بأن هناك خطة لحرف الجماعة عن مبادئها وتجاوز ثوابتها، وهي اتهامات يتم ترويجها، ولا يقدم على القول بها غير من يبتغي السوء للجماعة، أما ثالثا فهو "الإصرار على التمادي والاستمرار في الخطأ رغم النصح المتكرر".
واشتعل الصراع بين "جبهة لندن" بقيادة إبراهيم منير، وجبهة إسطنبول في المقابل التي يتزعمها محمود حسين، عقب إعلان الأخير مؤخرا تشكيل "لجنة للقيام بأعمال المرشد"، واختيار القيادي مصطفى طلبة ممثلا عنها بمنصب مرشد الجماعة لمدة 6 أشهر.
وبتشكيل جبهة إسطنبول لـ"لجنة للقيام بأعمال المرشد" تكون الجماعة كتبت الفصل الأخير من نهايتها، حيث يتم تدشين تنظيمين رسميين داخلها لأول مرة، ولكل منهما متحدث رسمي، ومكتب شورى الأول في لندن والآخر في إسطنبول.
وفي هجوم مباغت، قال بيان رسمي لجبهة إسطنبول التي تتصارع مع جبهة لندن إن "مجلس شورى الجماعة الإرهابية، اجتمع وقرر تشكيل لجنة مؤقتة باسم اللجنة القائمة بأعمال المرشد العام، واختيار مصطفى طلبة ممثلا عنها".
وفي تعليقه على قرارات "جبهة منير"، اليوم، قال أحمد بان، الخبير فى شؤون حركات الإسلام السياسي في حديث خاص لـ"العين الإخبارية": "لسنا بصدد منحنى جديد للأزمة، بل تطور طبيعي للصراع التنظيمي، لا يتقيد لا بأخلاق أو لوائح أو أعراف.. فنحن أمام سقوط أخلاقي كامل، بعد استخدام سلاح التكفير المتبادل".
ونوه إلى أن القرارات جاءت "في أعقاب نتائج انتخابات الجالية المصرية فى تركيا، وسقوط القائمة المحسوبة على إبراهيم منير، واقتراب محمود حسين من حسم الصراع لصالحه ما دفع جبهة منير لإصدار هذا البيان الذي يبدو متشنجا وغاضبا".
ونبه "بان" إلى أن "بيان منير يحمل تكريس الانقسام إلى جبهتين، حيث ورد فى البيان كلمة تتحدث عن عمل متواز بما يعني قبول استمرار مجموعتين تنظيميتين، كل منهما تدعي الصلة بالجماعة وأفكارها ومشروعها"
وأضاف: "أتصور أن هذا البيان يؤكد استحالة جمع الفريقين مرة ثانية في تنظيم واحد في الأمد المنظور".
ومن جهته، قال منير أديب الخبير في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية": إن "قرار جبهة منير بفصل القائم بأعمال المرشد مصطفى طلبة، والمتعاونين معه، يكرس انقسام الجماعة".
وأردف: "نتحدث عن انهيار التنظيم فعليا وليس انهيار الفكرة"، معتبرا أن "القرارات تشير إلى أن جبهة حسين حسمت تقريبا المعركة لصالحها، ما دفع منير إلى اتخاذ قراراته ووصف الجبهة المناوئة بأنها تعدت على شرعية التنظيم وخالفت المبادئ".
وزاد بأن "محمود حسين قاب قوسين من الإعلان الرسمي بانتهاء الانقسام، وأن أغلب الإخوان سيعلنون المبايعة له وللقائم بأعمال المرشد مصطفى طلبة، وهو ما دفع منير لاستباق ذلك وإعلان أن الشرعية في صفه".
ووفقا لمراقبين، فإنه بالبيان الصادر اليوم يسير إبراهيم منير على خطى حسن البنا مؤسس التنظيم، مستخدما سلاح التكفير، حين تبرأ من عملية اغتيال محمود فهمي النقراشي باشا، في محاولة لغسل يد الجماعة من دماء رئيس وزراء مصر الأسبق، بعد قراره بحل التنظيم عام 1948.
نفس الأمر كررته الجماعة الإرهابية عقب موجة الإرهاب والعنف التي وجهتها للدولة المصرية بعد ثورة 30 يونيو/حزيران، وفي كل مرة يحاول التنظيم التبرؤ من العنف، إلا أن العنف راسخ في أدبيات التنظيم.
aXA6IDMuMTQ1LjYzLjE0OCA= جزيرة ام اند امز