مقتل صحفي حقق بتورط حكومة سلوفاكيا مع المافيا يطيح بوزير الداخلية
روبرت كاليناك قال خلال مؤتمر صحفي إنه استقال من منصبيه الوزاريين وزيرا الداخلية ونائبا لرئيس الوزراء للضغط من أجل الكشف عن الحقيقة.
أعلن وزير داخلية سلوفاكيا روبرت كاليناك، الاثنين، استقالته على خلفية مقتل صحفي حقق في تورط حكومي محتمل مع المافيا الإيطالية.
وقال كاليناك، خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم: "أستقيل من منصب وزير الداخلية، ومن منصب نائب لرئيس الوزراء".
وأضاف: "أرجو أن أساهم ـ عبر هذه الحركة - (الاستقالة)، في إعادة الاستقرار للوضع في سلوفاكيا"، متابعا: "هدفي الرئيسي هو كشف حادثة القتل المزدوج، وعلينا معرفة لماذا ومن قام بذلك".
وتأتي استقالة الوزير بعد أقل من أسبوعين على تأكيده، في تصريحات إعلامية، على أنه لا يمتلك أي خطط لتقديم استقالته من منصبه.
غير أن تزايد الضغوط على الوزير من قبل المعارضة وأحد أحزاب الائتلاف الحاكم بالبلاد، علاوة على الاحتجاجات المطالبة باستقالته، جميعها عوامل لم تترك على ما يبدو للوزير أي خيار سوى الانسحاب.
مقتل صحفي زعزع الحكومة
الصحفي السلوفاكي جاك كوسياك (27 عاما)، كان يعد لنشر تحقيق قالت وسائل إعلام محلية إنه أعد تقريرا استقصائيا حول علاقات مفترضة تربط سياسيين من سلوفاكيا، بينهم رئيس الوزراء، روبرت فيكو، برجال أعمال إيطاليين مرتبطين بالمافيا الكالابرية (نسبة إلى نحافظة كالابري جنوبي إيطاليا).
لكن، في نهاية الشهر الماضي، عثر على كوسياك وصديقته، مقتولين بمنزله رميا بالرصاص.
حادثة زعزعت البلاد، وفجرت أزمة سياسية خانقة، تبلورت من خلال الانقسام الحاد الذي شاب الحكومة، والاحتجاجات بالشوارع، كما لم تفوت المعارضة فرصة الانقضاض على الحكومة، مطالبة باستقالة وزير الداخلية.
من جهته، طالب حزب «موست هيد» الذي يمثل الأقلية المجرية بالبلاد، باستقالة وزير الداخلية، وبانضمام محققين أجانب لفريق التحقيق في مقتل الصحفي، وهي تقريبا نفس المطالب التي تبنتها المعارضة.
ووفق مراقبين، فإن انقسام الحكومة السلوفاكية على خلفية مقتل كوسياك، دفع بوزير الثقافة، ماريك مداريتش، إلى إعلان استقالته بعد 3 أيام فقط من الحادثة.
ونقلت شبكة "إيه بى سي" الأمريكية، عن مداريتش، قوله حينها، إن "الاستقالة هي قراره الشخصي"، مضيفا: "لا أستطيع باعتباري وزيرا للثقافة، أن أتقبل حقيقة أن يقتل صحفي خلال فترتي بالمنصب".
ولئن لم يذكر الوزير تفاصيل إضافية حول استقالته، إلا أن محللين تحدثوا على وجود حنق كبير في التشكيلة الحكومية حيال مقتل الصحفي، وما يعنيه ذلك من تثبيت للتهم على رئيس الوزراء روبرت فيكو.
من جانبه، نفى فيكو وجود أي علاقة له بالجماعات الإجرامية، وعرض مكافأة مالية بمليون يورو لمن يدلي بمعلومات حول حادث مقتل كوسياك.
موقف جعل تقارير إعلامية تطرح فرضية بوجود طرف حاول استثمار ما يحدث عبر قتل الصحفي لنسب التهمة إلى الحكومة، وإثبات تورط رئيس الوزراء مع المافيا.