أوروبا تبني جدران العزلة على "مصاعد" اليمين المتطرف
اليمين المتطرف لم ينجح في توجيه ضربة قاضية لتيار يسار الوسط في القارة العجوز، لكنه قد يكسب الجولة الأخيرة بالنقاط.
كرّست نتائج الانتخابات البرلمانية في إيطاليا، الشهر الجاري، حقيقة صعود اليمين المتطرف في القارة العجوز، حتى غدا ما كان يبدو قبل 6 أشهر كعلامة استفهام قلقة، علامة تعجب كبيرة تقض مضاجع النخبة السياسية التقليدية بها.
وحصد تحالف مناهض للاتحاد الأوروبي والمهاجرين في إيطاليا نحو 37% من الأصوات في الانتخابات التشريعية الإيطالية في هزيمة تاريخية لتيار يسار الوسط؛ ما يعزز خطوات اليمين المتطرف عبر أوروبا.
وحتى الآن لم يتمكن اليمين المتطرف من توجيه ضربة قاضية لتيار الوسط باستثناء وحيد شهدته النمسا في 2017 عندما تمكن فيها حزب الحرية اليمني الذي أسسه نازيون قبل نحو 65 عاما من الوصول إلى السلطة، لكنه لا يزال يحقق تقدما بالنقاط.
فاليمينية المتطرفة مارين لوبان نجحت في العبور إلى الجولة الثانية في الانتخابات الرئاسية في فرنسا منتصف العام الماضي وحصدت نحو 11 مليون صوت.
ورغم أن هزيمة لوبان خففت إلى حد بعيد من حمى تقدم اليمين خاصة بعدما اقتنص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب البيت الأبيض؛ فإن نتائج الانتخابات الألمانية رغم فوز المستشارة أنجيلا ميركل، أكدت الشكوك العميقة للنخبة الحاكمة في أوروبا ووضعت مستقبل الاتحاد الأوروبي نفسه بين قوسين، بعد أن حصد حزب البديل لألمانيا 13% من أصوات الناخبين.
سياسات الهجرة مثلت كلمة السر في تقدم اليمين المتطرف، لكن جدران العزلة التي شيدها الأوروبيون على حدود القارة لصد تدفق الأفارقة والسوريين ستمتد لإعادة تقسيمها على أساس قومي مدفوعة برياح "بريكست".
ولقي تحالف حزب الرابطة وحزب حركة النجوم الخمس تجاوبا كبيرا في إيطاليا التي شهدت تدفق نحو 700 ألف مهاجر إليها منذ 2013، لكن التحالف الشعبوي الإيطالي لا يأمل في بناء جدران العزلة على ساحل المتوسط فقط فهو على الأرجح يسعى لمدها في كل اتجاه ما يعد عائقا كبيرا أمام المشروع الفرنسي الألماني لإصلاح الاتحاد الأوروبي.
وفي إيطاليا كما في المجر وهولندا وبلغاريا يخطو اليمين الشعبوي باتجاه قصور الحكم على وقع شعارات تعكس الغضب المتزايد من فشل الاتحاد الأوروبي في معالجة ملف الهجرة، ليرسم خريطة سياسية جديدة للقارة العجوز.
aXA6IDMuMTMzLjE0Ni45NCA= جزيرة ام اند امز